تخطي إلى المحتوى

هكذا نقيد الأجيال

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $5.50
السعر الأصلي $5.50 - السعر الأصلي $5.50
السعر الأصلي $5.50
السعر الحالي $4.40
$4.40 - $4.40
السعر الحالي $4.40

دراسة متأنية وهامة في الأمثال الشعبية من الناحية التربوية وتحليلها، وبيان النافع منها والضار على أولادنا وصغارنا.. وعلى تفكيرنا وشخصيتنا. إننا نأخذ كثيراً من الأمثال على أنها مسلَّمات، وتنعكس علينا انعكاساً سلبياً.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
أبيض نوع الورق
144 الصفحات
24×17 القياس
2011 سنة الطبع
9789933101534 ISBN
0.24 kg الوزن
أمازون رابط النسخة الإلكترونية على أمازون
نيل وفرات رابط النسخة الإلكترونية على نيل وفرات

مقدمة المؤلفين
"قلُّلو: شو إلك بالقصر؟ قال: مبارح العصر "
هكذا بدأت قصة هذا الكتاب عندما توجهت إلى أصغر أبنائي، وألقيت بهذا المثل في وجهه، ثم أدركت بأنني حجمت رأيه، وقتلت حجته، ووضعت حداً لما يقول من دون مناقشة له.
لم نستطع - نحن الأبوين - أن نمرر هذه الحادثة، فقد تفاجأنا بأننا مازلنا ننضح بمثل هذه الأمثال بعد أن اعتقدنا بأننا قمنا بتنقيح ذاتي للموروث الكلامي، وأننا نقينا وعينا، فإذا باللاوعي مازال يزخر بالكثير.
قررنا أن نطلق ألسنتنا وألسنة من حولنا، ونترك لها الحبل على الغارب لنرى كم نحمل من هذا الموروث، فكانت النتيجة فحوى هذا الكتاب.
بات تساؤلنا الأساس: من نحن؟
هل نحن جيل " الإيد يلي بتحتاجها بوسها وادعي عليها بالكسر "؟
أم نحن امتداد جيل " أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب "؟
هل مازلنا نحمل راية " العين ما بتقاوم مخرز "؟
أم تجاوزناها إلى " يلي بياخد مالك وأرضك خود روحو "؟
هل سلمنا تماماً بأن " من خلق علق ويلِّي ما عجبو ينفلق " ونحاول قدر الإمكان أن " نبعد عن الشر ونغنِّيلو " ونؤمن بسياسة " يلِّي عقلو براسو بيعرف خلاصو "؟
أم ندخل قسراً " بين البصلة وقشرتها " ونؤمن بأن " إيد وحدة ما بتصفق " ويكون لنا رأي فيما نحمله من موروث كلامي؟
هل نتجشم عناء البحث عن الأسباب؟
أم أننا أناس " عم نغنِّي بالطاحون " و" عم نعمل من الحبِّة قبِّة ومن الزبيبة خمَّارة "؟
هل " نحمل السلُّم بالعرض "، ونضع " العقدة بالمنشار "، والأفضل أن نترك الأمور على ماهي عليه، ونتبنى سياسة " يلِّي طلَّع الحمار علمادنة هوِّه بنزلو "؟ (المادنة أي المئذنة)
أم ندس أنوفنا في أهم ما قد ننقله إلى أبنائنا، ونقوم بوضع النقاط على الحروف ونحاول التصفية والتنقية والنبذ المركزي للموروث الثقافي الشعبي الكلامي؟
هل الأمور " باينِة أشكرة "؟(أي واضحة) أم تحتاج إلى تفصيل وتنقيح كما سنفعل من خلال فصول هذا الكتاب؟
تساؤلات كثيرة سنحاول الإجابة عنها وتمحيصها والتدقيق في كثير مما وصل إلينا منها عبر السلف، لنكون وقافين تماماً على ما سننقله إلى الخلف دون تبني سياسة " مغسِّل وضمَّان الجنِّة "، فالأجيال لا تستقيم وحدها، والقيم الجيدة لا تزرع بذاتها.
إن الثقافة الشعبية - كما نراها - هي التوارث الحضاري الذي يتم من جيل إلى جيل. فالمعنى الشائع لدى الكثير عن التكاثر والتناسل هو المعنى البيولوجي للأمور، حيث تحمل المورثات الأشكال الخارجية والمكونات الفيزيائية للأجيال، لكن هناك تناسل من نوع آخر يحمل أهمية كبرى ألا وهو التناسل الثقافي.
ما الذي نريده نحن الأشخاص من الجيل القادم؟
لماذا يكون لنا أولاد؟
ربما الجواب الشائع هو أن يكون الولد استمراراً طبيعياً لوجود الأبوين، وهو المعونة لهما بعد تقدمهما بالعمر. لكن هناك أيضاً استمرارية الرسالة التي إن لم يحققها الآباء فسيتلمسونها في الأولاد.
من هنا تأخذ الثقافة الكلامية الشعبية المتمثلة بالأمثال الشعبية والأقوال المأثورة والنوادر والقصص أهميتها، فهي المحصل النهائي لتراكم المعرفة الإنسانية منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض، والمفترض إذن أن تكون هذه المحصلة هي أفضل ما وصلت إليه التجارب الإنسانية، لأن التراكم بشكل طبيعي يأخذ منحى تصاعدياً.
من المفترض على هذه الثقافة أن تسهل على الجيل القادم دربه، وتعطيه الدفع في سرعة المسير.
انطلاقاً من هذه الفكرة نجد أنه من الغرر أن يسلم جيل إلى جيل آخر الغث من تلك الثقافة، ويدع السمين منها، فهي تعدُّ مكوناً هاماً في تشكيل شخصية ذلك الجيل.
من المهم بمكان أن نوصل للأجيال التي تلي أفضل ما في الثقافة الشعبية الكلامية بعد غربلة التجارب الإنسانية واصطفاء الأفضل منها، ليبني الجيل القادم على ما انتهى إليه الجيل السابق.
إننا - معاشر الآباء - ندعم أبناءنا بكل الوسائل والأدوات التي تساهم في ارتقائهم درجات العلم والمال والدنيا، فلم لا نضع آليات لتصفية الموروث الثقافي الذي يتمثل بالأمثال الشعبية وما يدور في فلكها؟ لأن مثل هذا الموروث سيدخل في وعيهم ولاوعيهم، وفي طريقة تفكيرهم ومحاكمتهم للأمور بشكل غير مباشر.
ولا أدل على هذا من لغة القرآن التي عمدت إلى الإكثار من الأمثال؛ لأن الطبيعة البشرية والفهم الإنساني يتقبل الأفكار المجردة عندما تأتي على شكل مثل، وهو أدعى لاطمئنان القلب، ورفع الحرج في التأويل، واستبيان الطريق.
تماماً مثل الرياضيات؛ فدراسة النظريات المجردة لن تؤدي الهدف منها حتى يتم تطبيقها في مسائل رياضية.
إن هذا الكتاب هو محاولة متواضعة لإعادة مجتمعنا إلى مسار الأحداث والزمان، وهو دعوة لسبر مخزوننا الفكري والثقافي والشعبي وتمحيصه، وإعادة النظر في منهجية التفكير، والحث على التبصر بغرض البحث عن أبعاد جديدة غابت عنا؛ طمعاً بأن تتخذ الحياة شكلاً جديداً ينأى بنا عن أدران العصر المظلم حيث تملكت أقدارنا وثرواتنا الدول تلو الدول.
لربما تبنى الكثير استحالة التغيير والخروج من النفق، ومن هنا كان هذا الكتاب صرختنا ودعوتنا لقهر تلك الاستحالة وذلك الوهم، فكم من موهبة ضاعت أدراج الرياح تحت تأثيره، مع أننا شعوب ذكية ما إن يمتلك أحدنا الأدوات حتى يبدع، فلدينا القدرات التي نستطيع أن نحرك بها الجبال، ونغير من خلالها وجه الحياة، لكننا كُبِّلنا أو كَبَّلنا أنفسنا بأغلال ثقيلة وأوهام تحتاج إلى النظر والتأمل وإعادة التقويم.

هكذا نقيد الأجيال
من نحن؟
هل نحن جيل "الإيد يلي بتحتاجها بوسها وادعي عليها بالكسر"؟
هل مازلنا نحمل راية "العين ما بتقاوم مخرز"؟
هل سلمنا تماما بأن "من خلق علق ويلِّي ما عجبو ينفلق" ؟
أم ندخل قسرا "بين البصلة وقشرتها" ويكون لنا رأي في ما نحمله من موروث كلامي.
هل الأمور "باينِة أشكرة"؟ أم تحتاج إلى تفصيل وتنقيح كما سنفعل من خلال فصول هذا الكتاب؟
تساؤلات كثيرة يحاول هذا الكتاب الإجابة عنها وتمحيصها والتدقيق في الكثير مما وصل إلينا منها عبر السلف، لنكون وقافين تماما على ما سننقله إلى الخلف دون تبني سياسة "مغسَّل ومكفِّن وضمَّان الجنِّة"، فالأجيال لا تستقيم وحدها والقيم الجيدة لا تزرع بذاتها.