تخطي إلى المحتوى

الحوار مع الطفل

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $10.00
السعر الأصلي $10.00 - السعر الأصلي $10.00
السعر الأصلي $10.00
السعر الحالي $8.00
$8.00 - $8.00
السعر الحالي $8.00
كتاب يقدم رؤية وافية وسهلة وقابلة للتطبيق عن أهمية الحوار وكيفيته مع الطفل في جميع مراحل نموه. استمد المؤلف أفكاره من معايشته اليومية للأطفال في مراحل نموهم في المدرسة والمنزل .وهو في كتابه يبين أنواع الحوار، ومزاياه والفوائد المرجوة مع الأمثلة، كالحوار بالقصة والمسرحية والمثل والايحاد، كما يوضح كيفية توظيف التقنيات في إنضاج الحوار مع الأطفال وتمويلها إلى وسائل مساعدة على التربية والتثقيف. كتاب يثري خبرة المعلمة والأهل ويبصرهم بطرق حوارية جديدة وفعالة.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
سلوفان نوع التجليد
أبيض نوع الورق
264 الصفحات
17x24 القياس
2014 سنة الطبع
9789933105884 ISBN
0.62 kg الوزن

مبادئ الحوار مع الطفل
الحوار مع الأطفال- على اختلاف مراحل نموهم- له مبادئ يحسُن الالتزام بها من أجل إتمام الحوار بنجاح، وتحقيق مراميه بسهولة، وفيما يلي أبرز مبادئ الحوار مع الطفل:
أولاً: المرونة
ينبغي أن يكون الحوار مع الطفل مرناً؛ بمعنى أن نتحلى باللطف والابتسامة، ونتجنب التشنج والعصبية، وأن نغير اتجاه حوارنا مع الطفل عندما يشعر الطفل بالملل؛ لأن الأطفال في الغالب لا ينجحون في إكمال الحوار حول موضوع ما إلى نهايته، وسرعان ما ينتقلون إلى موضوعات أخرى، وهنا ينبغي على المحاور أن يحاول إعادة الطفل إلى موضوع الحوار بلطف ولين، فإن أبى الطفل فعلى المحاور أن يجاريه ويندمج مع الموضوع الذي يفضله الطفل، أو الفكرة التي انتقل إليها.
ومن مقتضيات المرونة البساطة في الطرح؛ بمعنى أن قدرة الأطفال على التركيز محدودة، ومن ثَم ينبغي أن يوصِل المحاوِر فكرته الرئيسة من الحوار ببساطة وسهولة، ومن غير تكلف، وأن يختار كلمات واضحة ومفهومة الدلالة، بعيداً عن الغموض والوعظ والإرشاد، ولغة الأمر والقسر.
ومن متطلبات المرونة: العفوية وعدم التكلف؛ لأن الأطفال يسأمون من التكلف، وينفرون منه، بينما ينجذبون ويتفاعلون مع الحوار البسيط والعفوي والتلقائي الذي يترك هامشاً للأريحية والدعابة.
ثانياً: الصبر
من المعلوم أن الصبر مبدأ مهم من مبادئ الحوار مع الأطفال في البيت أو المدرسة؛ لأنهم لا يملكون القدرة الكبيرة على التركيز مع المتحدث إلى أن ينهي حواره، لذا ينبغي على من يحاورهم مراعاة ذلك، وينوع في طريقة الحوار، ويستخدم إستراتيجيات عديدة لجذب الطفل إليه إلى أن ينتهي الحوار، وتتحقق النتيجة المرجوة.
وعلى المربي المحاور ألا يستعجل ثمرات حواره؛ لأن التربية كالمطر الخفيف (الرذاذ)؛ تتغلغل في التربة ببطء، ويكون بالنتيجة أنفع للغراس والزرع، من المطر الذي ينهمر انهماراً. «ولا بد من أن نتذكر دائماً أن أي أسلوب في التربية، مهما كان مدروساً، لا بد أن يطبق بشكله الصحيح، ولا بد من المثابرة والصبر في العملية التربوية حتى تؤتي ثمارها. والوعي الأسري للعملية التربوية هام جداً في نجاح تنشئة الطفل» .
ويقتضي الصبر في الحوار مع الطفل الاستمرار والمتابعة، بمعنى أن يكون هناك حوارات منتظمة ومناقشات دائمة مع الأبناء. ولا ينبغي أن يكون الحوار متقطعاً كما يفعل كثير من الآباء الذين تزيد عندهم المدة الزمنية بين الحوار والآخر على شهر وربما شهرين، مما يولد جفاء وفجوة بين الآباء والأبناء.
ثالثاً: التنوع
من السمات الشخصية للأطفال ميلهم إلى التنوع، والرغبة في التغيير في جميع شؤون حياتهم. لذا فيحسنُ بالآباء والأمهات والمعلمين أن ينوعوا في حواراتهم، وألا يعكفوا على محاورة أبنائهم في موضوع واحد ولمدة طويلة. ومن حسنات التنويع في الأحاديث التي يتم تناولها مع الأبناء ضمان تفاعلهم، وحماستهم.
رابعاً: الإيجابية
الأطفال يستأنسون بابتسامة المتحدث ودعابته، سواء أكان أباً أم معلماً. فإذا أراد الآباء والمعلمون أن تؤتي حواراتهم أُكُلَها فلا بد من أن يحرصوا على أن يكونوا مرحين بسَّامين غير متجهِّمين أو مقطبي الحواجب. قال ? في الحديث الصحيح: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة» .
وتقتضي الإيجابية في الحوار مع الطفل مدح إنجازاته، مهما كانت صغيرة، ولكنها تصبح ذات قيمة عظيمة عندما نمتدحه لقيامه بها. ومن الإيجابية تقبله كما هو، وعدم إشعاره بالنقص أو مقارنته بأقرانه. «المقارنة بين شخصين -علمياً ومنطقياً- سلوك غير صحيح وغير مقبول؛ لأنهما عالَمان مختلفان، ولذلك المقارنة تتم عادة بين سلوكين وليس بين شخصين، وفي المجال التربوي المقارنة بين طفلين لها من السلبيات أكثر من الإيجابيات، حيثُ تصيبُ المقارَن الضعيف بالإحباط، وتولد لديه شعوراً بالمرفوضية» .
خامساً: الوضوح
بمعنى أن يكون موضوع الحوار وفكرته واضحين ومفهومين لدى الطفل، بعيداً عن أي لَبس أو غموض، وهذا يتأتى من خلال طرح الأحاديث المرتبطة بعالم الأطفال -حسب أعمارهم- واهتماماتهم، وتجنب الموضوعات التي تحيِّر ذهن الطفل، ولا ترسو به على بر، ولكي يكون الحوار أو الحديث متسماً بالوضوح يحسن بالمربين الاهتمام بما يلي:
- إعطاء أحكام وحلول صحيحة وعلمية عندما يسأل الأطفالُ المربين أسئلة تتعلق بقضايا دينية أو علمية دقيقة، ولا ضير في أن يقول المربي للطفل: لا تحضرني الإجابة عن هذا السؤال، سأسأل عنه أحد المختصين، أو يقول: سأرجع إلى أحد المصادر التي توفر الإجابة الصحيحة.
- تجنب الإجابات المبهمة التي يتعذر على الطفل فهمها؛ خاصة عندما يطرح الطفل سؤالاً يتعلق بالكون والخالق واليوم الآخر، والحرص على إجابته إجابة صحيحة بلغة يفهمها. ومن الأسئلة المحرجة التي يمكن للطفل أن يسألها:
السؤال: أين الله؟!!
الجواب: «أحسن الأجوبة عن الذات الإلهية أن يتمَّ صَرْفُ ذِهْنِ الطفل من التفكير في ذات الله إلى التفكر في آلائه وعجائب خلقه الدالَّة عليه؛ كالسماء، والسحُب، والنجوم، والشمس، والقمر، والبحر، والشجر، والزهر... إلخ، وتنبيهه إلى فضل الله عليه بخلقه وخلق أعضائه؛ عينيه، وأذنيه، وفمه، ولسانه، ويديه، وقدميه... إلخ؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما : «تفكَّروا في خَلقِ الله، ولا تفكَّروا في ذات الله؛ فإنَّ ما بين كرسيه إلى السماء السابعة سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك»؛ رواه الحاكم. فإن أصرَّ الطفل على السؤال عن صفة الله، فقولي: إنَّ الله عظيم ليس كمِثْلِه شيءٌ، وإذا سأل: أين الله؟ فقولي: في السماء، لكننا لا نستطيع رُؤيته -تبارك وتعالى- إلا في الجنة إذا عملنا أعمالاً صالحة في حياتنا الدنيا.
وإذا سألت البنت أمَّها: كيف جئت؟
قولي لابنتكِ: لما كبرتُ تزوجتُ بأبيك، فحملتُك في بطني تسعةَ أشهر، ثم أنجبتُك.
السؤال: مِن أين جئت؟
قولي لابنتكِ: إن الطفل يُولَد من بين الرجلين!
فإن سألتْ: كيف ذلك؟
فاستعيني بموسوعة علمية مصوَّرة لجسم الإنسان، وأشيري بيدكِ إلى موضع الولادةِ، بدون أن تشعري بالحرَج أو تدفعيها إلى الشعور بالخجل، ثم اصرفي تفكيرها إلى أعضاء الجسد الأخرى، فإن لم تتوفَّر لديكِ الموسوعة، فأجِّلي الشرح حتى موعد شرائها، وما عدا ذلك مِنَ الأجوبة خاطئ تربويّاً، ومن أسباب تشوُّه المفاهيم الجنسية في أذهان أبنائنا وبناتنا!
السؤال: كم عدد الملائكة؟!!
الجواب: إنَّ عدد الملائكة كثير، لا يُحصيهم إلا الله -تبارك وتعالى- ومن أسمائهم: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومالك عليهم الصلاة والسلام» .
سادساً: القبول
يُعَدُّ تقبُّل الطفل كما هو عليه من حيث الخلقة والسلوك والمهارات والقدرات الذهنية مبدأ أساسياً لإنجاح عملية التواصل، إذ عندما يشعر الطفل أنه مقبول ومرحَّب به عند والديه ومعلميه وأقرانه، فإن نفسه ستفيض بالمرح والتفاعل الإيجابي، وكلما كان الحوار محاطاً بالمشاعر الصادقة والنصائح الحانية كانت نتائجه أفضل. الأطفال يحتاجون إلى المحبة والحنان حاجة الأرض الظامئة إلى المطر، والأغصان المزهرة إلى النسيم العليل، والطيور المغردة إلى الآفاق الرحبة. وتحدث المأساة عندما يشعر الطفل أنه غير مقبول من قبل والديه ومعلميه، ويلقى الصد والنفور والتقريع والتثريب.

بسبب العُزلة الاجتماعية التي سبَّبتها مصادر التلقِّي المعاصرة بين الآباء والأبناء، وفيما بين الإخوة والأخوات، يبرُز الحوار وسيلةً مُثلى للوصول إلى عقول الأطفال ووِجدانهم، والتفاهم معهم، وإقناعهم، والتأثير فيهم؛ ليترسَّموا النهج القويم، ليكونوا صالحين في مجتمعهم، قادرين على خدمة أمَّتهم وتحقيق مقاصدها السامية في المستقبل القريب.
الحوار سبيل إلى غرس قيم التفاهم والتعايش والمصالحة مع الآخرين، وسبيل إلى التعليم والتثقيف، وتنمية المهارات، وغرس التصوُّرات الفكرية السليمة عن الكون والإنسان والحياة، وإنضاج ملَكات الإبداع؛ على أن نُحسنَ اختيارَ فكرة الحوار، وبيئة الحوار، وأساليب الحوار، والحجج المنطقيَّة التي يقبلها عقل الطِّفل، وتتفاعل معها مشاعره.
الحوار يفتحُ آفاقاً رحبةً أمام الآباء والمعلِّمين تساعدُهم على فكِّ رموز شخصيَّات أبنائهم، ومعرفة أسرارها؛ ليسهُل عليهم اختيار الأساليب التربوية التي تناسب طبائعهم وسِماتهم الشخصيَّة، للوصول إلى تربية سليمة على فهم وبصيرة.