قراءة في رواية شلة بنات شلة بنات" ..عنوان الرواية التي صدرت حديثا عن دار الفكر دمشق لمؤلفتها راوية أباظة.تحكي الرواية، التي تبلغ أكثر من مئتي صحيفة من القطع الصغير، قصة بنات جمعتهن صداقة من أول دخولهن جامعة في ريف بعيد عن المدينة، وجدن فيها بيئة مختلفة عليهن تماماً. تواجه البنات عدداً من المشكلات؛ مشكلة الانتقال من عالم الدراسة الثانوية إلى عالم الجامعة.. مشكلة الاختلاط ،..ثم مشكلة النقل والمواصلات من دمشق إلى الجامعة وبالعكس.وما يتخللها من احداث طريفة.. خلال الأيام الأولى تتعرف الفتيات على البنت الموظفة على الحمامات، شابة فقيرة، لا أسرة لها تعيش معها، تحيا في ظروف صعبة جداً، تسكن غرفة صغيرة في القرية المجاورة للجامعة. وتظهر دوماً في معطفها القديم الكالح اللون الذي يصير وكأنه علامة عليها. تتمتن العلاقة بين البنات وعاملة الحمامات المرحة جداً بالرغم من ظروفها، وتقوم بين الجميع علاقة محبة.. وتعطف البنات عليها. تقرر الطالبات في احد الأيام المشاركة في نشاط بيئي تقوم به الجامعة وهو تشجير الجبل المواجه لـ مبنى الجامعة. وأثناء العمل إذ بحريق مفاجئ يشتعل فيمتد في المنطقة ليحيط بالطلاب والطالبات، فيقع هرج ومرج وفوضى واضطراب وينسحب الجميع انسحاباً كيفياً مصحوباً بالفزع ليتجمعوا في منطقة آمنة قرب مدخل الجامعة، يتفقد بعضهم بعضاً فإذا بالطالبات يفتقدن بنت رئيس الجامعة.. ويتقدم الليل والبنت غائبة فزرعت في قلوب أهلها وزميلاتها فزعاً لا يوصف بعدما راحت فرقة الإنقاذ تمسح المنطقة فلم تعثر على أحد.. وكان ليلاً مفزعاً.. وتتطور الحوادث وتتعقد، وتفاجأ البنات بعد أيام بغياب عاملة الحمامات، يأخذهن القلق، يسألن عنها.. ثم يعلمن أن حادث سير بسيط تعرضت له، فأسعفها ناس إلى المستشفى، حيث أجريت لها الإسعافات اللازمة.. وتتطور الحوادث أكثر حيث تكتشف البنات أن لمى، وهذا اسم عاملة الحمامات، قد سرقت منها إحدى كليتها في حادثة السير المتكلفة.. وتربط البنات بين حادثة اختطاف بنت رئيس الجامعة وبين العاملة لمى ويتأكدن أن وراء العملية عصابة ذات شأن. فيقررن بالإجماع متابعتها للوصول إليها. وبصعوبة بالغة وضعت البنات أصابع الاتهام وبالأدلة على طبيب يتزعم فريقاً من أعوانه ضالعين في سرقة الأعضاء وتكتشفن إحدى عمليات سرقة أعضاء لمريض دخل المستشفى الذي يعمل فيها هذا الطبيب بواسطة شاب صاحب ضمير متحمس لنصرة الحق يعمل في المستشفى نفسه.. ويتابع هذا الشاب سلوك الطبيب المريب وحين يكاد يضع وثائق الاتهام عليه .. إذا بالعصابة تستطيع أن تُحكِم القبضة على الشاب فتضعه في السجن بتهمة سرقة أعضاء المريض نفسه(؟!).. ويجر سجن الشاب اعتقال مجموعة من الشبان الأبرياء أيضا بتهم مختلفة ، الأمر الذي انعكس كثيرا على شخصيتهم وحياتهم.. تداعيات الحوادث تمضي غامضة، والرواية لا تنتهي نهاية كلاسيكية.. ربما تكون في خانة النهايات المفتوحة.. لتضع القارئ أمام مشكلة تنثرها المؤلفة بشكل محزن.. تعرضها بطريقة تثير فيها شجون القارئ، وتصف له ما يحدث في المجتمع.. ليحرك مشاعره. أسلوب الرواية أسلوب سردي بسيط عفوي تلقائي، يمتزج فيها السرد بالفكاهة والطرفة، وتقدم الكاتبة مشاعر البطلة سما وشخصيتها على طبق من سذاجة، فهي بنت غير متكلفة تخشى على نفسها أن تقع بالغلط في المجتمع الجديد.. وهي كذلك بنت تعي مسؤولياتها وتقف تلقاء الحوادث بفاعلية وليس بانفعال، لتقوم بواجبها تلقاء ما يحدث، تحمل رسالة الحب للناس، اجتماعية تخالط زميلاتها بانفتاح، جادّة، لا تسمح لنفسها باللهو ولا بالسلبية. والبنات مع سما مسؤولات كذلك يكملن شخصيتها الإيجابية ولكن كل واحدة بحسب حالتها.. سما شخصية بسيطة ليست لديها تعقيد في تفكيرها.. والبنات من حولها مختلفات؛ منهن من تفكر بعمق، ومنهن من تتفوق في دراستها، ومنهن من تبذل من نفسها لتساعد الآخرين، ومنهن من تدخل في علاقة عاطفية، ومنهن من تحمل في صدرها مكراً ودهاء.. وهكذا. وكذلك تصور الرواية جوّ الشباب المختلفين في أشخاصهم في المسؤولية أو اللامبالاة. والخلاصة أن الرواية تصور حياة جامعية للجيل الجديد في تجربة ملونة.. أو لنقل جانباً من تلك الحياة وليس كلها تعطي ألقاً في تلك الصور التي تشكل لوحات جميلة ملونة. سبق للكاتبة أن قدمت روايتين عرفت بهما: -"لماذا تموت العصافير في بلادي" تحكي قصة فتى عراقي يعيش أحداث دخول الأمريكيين بغداد. -"لم أعد صغيرة" تحكي قصة علاقة بنت مراهقة مع جدتها. ولها خواطر بالعربية والإنكليزية بعنوان " أشياء صغيرة"
رواية من الواقع تتحدث عن " شلة بنات" جمعتهن الدراسة في جامعة بالأرياف جئن بأفكار عديدة مختلفة من ماضيهن القريب، وكنّ من بيئات متنوعة فقيرة ومتوسطة وغنية .. يتعرضن خلال مشاريعهن لمشكلات عديدة، منها مشكلة الاختلاط، ومنها مشكلة الدراسة التي أخذت تتعقد أكثر فأكثر، ومنها مشكلة القيام بمشايع تعاونية ونشاطات اجتماعية .. وهذه الأخيرة تؤدي بهن إلى الاصطدام بعصابة خطيرة تتاجر بالأعضاء البشرية.. وتقع إحداهن تحت قبضة العصابة التي تحتال عليها بطريقة ماكرة دون أن تدري.. وتتوجه أصابع الاتهام إلى أكثر من طبيب، وتتطور الأحداث وتتعقد.. فكيف ينتهي خيط الرواية ؟ ولصالح من ؟ وما كان دور " شلة البنات " فيها؟
ساد صمت مفجوع بيننا.. وخرست الألسن عن الكلام.. أين يمكن أن تكون؟ أَأُغمي عليها؟ هل أكلتها النيران؟ كيف السبيل إليها؟ هل يتمكن الإطفائيون من العودة بها، أم نتوقع الأسوأ؟ أسئلة شتى حزينة كانت تفور في قلوبنا مع أمل واهن، أخذ يخالط مشاعرنا، ندعو الله أن يهيئ معجزة تعيدها إلينا. ومضى الوقت الهارب، وهبط الليل، وتقدم، حتى صارت قلوبنا تفور، وارتجفت أجسامنا من الخوف ومن نسمات باردة بأواخر الصيف في تلك الجبال. عاد بعض الرجال من بحثهم، ولم يحملوا لنا خبراً يبعث الأمل.. اختفت البنت تماماً، ولم يعثروا حتى على بقايا..