الإحسان في تدبر القرآن
هذا الكتاب عبارة عن نظرة مستقبلية وللمدى البعيد. وفيه نقلة نوعية بالتعامل مع القرآن الكريم وفهم الإسلام.
ويمكن القول أن موضوعه مثل عنوانه: حسن تدبّر القرآن الكريم.
كلمة الإحسان تشير إلى الحديث الشريف الذي يعتبر الإحسان مقاما ودرجة عالية في العبادة.
وهو كتاب يحتاج من القارئ أن يفهم تماما ما هو المقصد؛ فالمرمى بعيد جدا وهو عملية إصلاح جذرية.
إنه من اللافت للنظر هذا الأسلوب الحاذق و المرهف الذي بدأ فيه المؤلف بطرح الموضوع في هذا الكتاب.
و لعل سمة الاختزال الأنيق و المعبّر المستخدمة في الكتاب، تطبع نصه بطابع خاص، فبقدر ما هو مختزل و مركّز، بقدر ما يحتوي على معلومات كثيفة غاية في الأهمية و لا بدّ منها لتحصيل فهم دقيق و صحيح للأفكار القرآنية المعروضة.
الكتاب?فيه?أفكار?غير?معبّر?عنها?صراحةً?لكنها?تحلق?فوق?النص?بشكل?يغري?قارئاً?ذكياً?للتفاعل?معها،?و?لتحريرها?و?تحويلها?من?الكمون?إلى?الفعالية?
وذلك?يتطلب?من?القارئ?حسّاً?مرهفاً?تجاه?الكلمات?القرآنية?و?تفاعلاً?ديناميكياً?معها،?بحيث?يحسن?توظيفها?في?مكانها?المناسب?بما?يخدم?تكوين?صورة?متكاملة?الجوانب?للمواضيع?المطروحة?عن?القرآن?الكريم?
لقد مهد المؤلف لهذا التفاعل من خلال الطريقة المبتكرة و البديعة التي أدخل بها القارئ صلب الموضوع، جاعلاً إياه ضمن مجال إيقاع مناسب ليتلقى عقله النبضات التي ستفتح له بنور من الله تعالى الأبواب المناسبة للاستفادة من تلك الدرر النفيسة التي تحلق فوق النص.
إن في الاختزال الأنيق لبعض جمل الكتاب التي تعرض جوانب الموضوع، دعوة رفيعة المستوى لقارئ ديناميكي لاستكمال و استنباط ما لم يُذكر فيها، و ذلك ترفعاً و احتراماً لعقل القارئ، الذي سيصبح في حالة تجاوب و تناغم مع الموضوع عندما يلمس بيده ذاك التكامل و المقابلة نتيجة لمشاركته في استنباطها.
من ناحية أخرى فإنه من خلال تلك المشاركة الفعالة، و إنْ استأنس بالنور و الهداية التي منّ الله تعالى بها عليه فإنه خلال جولته الأولى، سوف تلفت انتباهه إشارات و كلمات قرآنية أخرى ما هي إلا أبواب للدخول في رحاب القرآن الكريم، ليستزيد نوراً و هداية وليكون ممن قال