رغم توجيه هذه الرواية للفتيان، بحسب كاتبتها، فانها حقيقة رواية للأسرة .. تتعرض فيها الكاتبة، بلغة بسيطة سلسلة، لانعكاس غياب الأب ..وبالتالي فقدان هذه " القوة" المعنوية التي يستمدها الأبناء من وجودهم في كنف عائلة مترابطة .. كما تتعرض لتفرق الأسرة في أنحاء المعمورة، ( أنجبت خمسة أولاد لم يبق معي منهم إلا واحدٌ، أعمامك منذ زمن غادروا البلد؛ واحد بالسعودية وواحد بأمريكا، وعمتك باستراليا، أبوك مرة باستراليا ومرة بأمريكا)، وفي ذات الوقت تشدد على ضرورة تحدي مصاعب الحياة وتحقيق الآمال بعيش الحياة التي نحب فعلا وليس تلك التي يحبها الآخرون..رواية حلوة وممتعة
أدرت رقم بيتنا وأنا أعرف أن أمي في هذا الوقت لن تكون موجودة، وأن جدتي هي التي سترد علي، ولكنني كنت بحاجة إلى أن أشارك أحداً هذا الفرح.. لدهشتي جاء صوت أمي رقيقاً حنوناً . صرخت بكل فرحتي : - ماما!! أنا الأول في صفي، وقد اختارتني المدرسة لأكون الطالب المثالي فيها لهذا العام. من الجهة الثانية؛ انفجرت عاصفة محبة وفرح وحنان، أحسست نفسي مغموراً بفيض من النور والدفء وأنني أحلق في فضاء واسع جميل . جاءني صوتها ملهوفاً : - حبيبي متى أراك ؟! سألتها وأنا خائف : - ماما هل تتمنين عودتي ؟!