مفاهيم التربية الجنسية

كتاب هام يسلط الضوء على قضايا ومسائل اجتماعية مهمة ترتبط بالغريزة الجنسية عند الانسان.. ولابد بداية من اعتراف بأن الغريزة الجنسية مغروسة في بني البشر، ولها مرحلة ظهور وتأثير في السلوك الإنساني، مما يؤكد ضرورة العناية بالتربية الجنسية وفق المراحل العمرية، ولاسيما في مرحلتي المراهقة والبلوغ،وقد أكدت جميع مصادر التشريع الإسلامي، ولاسيما القرآن الكريم والسنة النبوية، ضرورة تقديم المفاهيم وموضوعات التربية الجنسية بصراحة وعقلانية، بحيث يتم توجيه وتهذيب السلوك الجنسي بما يتوافق مع ما يقره الشرع.

لا يجوز غضّ الطرف عن غريزة الجنس بداعٍ من الحياء والخجل، ولا أن يترك الأمر دون ضبط وتوجيه، فإن تجاهل واجب التثقيف الجنسي من قبل المعنيين به (الوالدان، والمدرسون، والمناهج الدراسية، وعلماء الدين، والتربويون) أدى إلى دفع الأطفال والمراهقين إلى تتبع وسائل غير تربوية، لا تتوافق مع الدين وقيم المجتمع... مثل: المجلات الجنسية، وأفلام الجنس، والقنوات الفضائية الأجنبية الإباحية، ومواقع الجنس والدردشة على الشابكة (الإنترنت)، وأجهزة الهواتف النقالة التي صارت أداة لمتابعة الصور والأفلام الجنسية المتاحة في العصر الراهن، ويَعسُر ضبطها، ولا بديل عنها إلا بالاهتمام في تقديم تربية جنسية شاملة، تشتمل على تربية صحية وأخلاقية ودينية، تقي من الانحراف والرذيلة، وقد أكد كثيرٌ من المربين أن التربية الجنسية يجب أن تنطلق من الاعتراف بالغريزة الجنسية، لأنها من أنشط الغرائز في دم الإنسان؛ ولأن بقاء العمران موكول إليها. وليس مسوغاً التغاضي عن الأحاسيس الجنسية التي يشعر بها الفرد، فهي ليست أمراً مخجلاً؛ بل هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.

كتاب يدعو إلى الاهتمام بالتربية الجنسية لتجنيب المراهقين والأطفال الوصول إلى مفاهيمها عن طريق مغلوط. قسم المؤلف كتابه إلى بابين كبيرين: الباب الأول يشكل الموضوع النظري، وهو في خمسة فصول؛ تحدث في الفصل الأول عن أهمية البحث وأهدافه، وفرضياته وحدوده ومتغيراته، ومنهجه وأدواته، ومصطلحاته وتعريفاته الإجرائية.. كما تناول في هذا الباب ما سبقه من دراسات عربية وأجنبية، وقدم عليها نقده. وأشار في الفصل الثاني إلى أهمية التربية الجنسية وأهدافها ومسؤولية المجتمع فيها. وخصص الفصل الثالث للتربية الجنسية الدينية؛ سواء في العصور القديمة أم في مفهومها الإسلامي. وتوقف في الفصل الرابع عند واقع التربية الجنسية في كتب التربية الإسلامية وملابساتها. ليصل في الفصل الخامس إلى طرائق تدريسها في المدارس وأنواع تلك الطرق. واستغرق الباب الثاني من الكتاب؛ وهو القسم العملي، ثلاثة فصول، تكلم المؤلف في الفصل الأول عن محتويات التربية الإسلامية في مجال المفاهيم الجنسية، وتوقف عند عينة اختارها؛ توصل بها إلى نتائج. وتخصص الفصل الثاني في إجراءات البحث من خلال استبانات قدمها المؤلف للمدرسين والطلاب ثم توقف عند تحليلها. وانتهى الفصل الثالث عند نتائج البحث وتفسيرها، ختمها بخلاصة وتوصيات.