مقدمة للوالدين والمربين:
تلقت أسرة سامي وعاصم بطاقة جميلة لحضور حفل زواج بعض الأقرباء، وبينما كان الأب والأم يتحدثان حول الموضوع، قال سامي، البالغ من العمر 8 سنوات، وهو يبتسم بمكر: أبي كيف جئنا إلى هذه الحياة؟
ارتبك الأب وتلون وجه الأم، قبل أن تقول: كنا نسير في البستان فإذا بنا نجدكما بين أوراق الباذنجان؟
نظر الولدان إلى بعضيهما مبتسمين، وهمس عاصم في أذن سامي: هل نخبرهما أم نتركهما على جهلهما؟
تعتبر مناقشة القضايا المتعلقة بالزواج والجنس والإنجاب من القضايا المحرجة والحساسة، ويتجنب الأهل، عادة، مناقشة هذا الأمر مع أبنائهم، مما يجعل كثيراً من الأبناء يبحثون عن أجوبة هذه الأسئلة الملحة من مصادر أخرى، قد لا تكون دقيقة.
في الماضي لم تكن هناك مصادر كثيرة لهذه المعلومات، وكان الأمر ينتهي إلى واحد من ثلاث حالات: فإما أن يصل الأبناء إلى سن البلوغ، وتمر سنوات، ليحين وقت الزواج وهم على قدر كبير من الجهل بالمعلومات الأساسية اللازمة لهم، أو أن يتلقوا معلومات خاطئة، من مصادر غير موثوقة أو غير دقيقة. وتبقى هناك فئة تلقت المعلومات الصحيحة، لأنها سلكت الطرق الصحيحة في الوصول إلى هذه المعلومات، ولكن، وللأسف، فإن هذه الفئة هي أقل الفئات عدداً، وهي الاستثناء وليست القاعدة.
يؤدي هذا الأمر، أحياناً وللأسف، إلى آثار نفسة سلبية، يظل يعاني منها الشبان والشابات لسنوات طويلة قبل الزواج وبعده. كما أنه يُعرض العددين منهم أحياناً،للاستغلال الجنسي بسبب هذا الجهل.
أدت التغيرات السريعة في عالم اليوم، ولاسيما في عصر الشابكة (الانترنت) والتلفاز والمدرسة، إلى وجود سيل كبير من المعلومات المتاحة أمام الجيل الناشئ، وبعرض جذاب مغر، إلا أنه تعوزه الدقة في كثير من الأحيان، وقد يقدم المعلومات بشكل مشوه أو مغرض.
تناول الثقافة الجنسية بجدية ضمن إطار أخلاقي و تربوي، هو العاصم من انفتاحٍ مخلٍ، أو جهلٍ، يؤدي إلى انحراف، أو استغلال، أو مشاكل نفسية و اجتماعية. ولعل الصواب يكمن في نشر ثقافة متوازنة، تضع الجنس في سياق فضاءٍ أوسع، تراعى فيه الأبعاد الاجتماعية و النفسية والأخلاقية، كما هو الإنسان في كليته كائنٌ متكاملٌ، و لا تجعل الجنس محوراً للحياة أو المحرك الأكبر للأحداث.
ويكمن أيضاً في نبذ فكرة الخجل أو الخوف من طرح هذه الثقافة على الناشئين، إذا سلك هذا الطرح الطريق النظيف،لأنالناشئ–شئنا أم أبينا- لا بد أن يستقي معلوماته من مصدرٍ ما، فلنبادر إذن ولنقدم له بياناً شافياً صحيحاً يعصمه من الانحراف، وهذا هو الغرض من كتابنا.
يوجد ندرة في المراجع، المتعلقة بهذا الموضوع، في اللغة العربية، والقليل الموجود إما أن يكون منحرفاً أو موجهاً للمربين والآباء، وفي أحسن الحالات، فإنه لا يقدم الأجوبة الكافية عن عشرات الأسئلة التي يبحث الشبان والشابات عن إجاباتها.
أردنا في هذا الكتيب أن نقدم المعلومات الأولية المتعلقة بسن البلوغ والزواج والتكاثر والإنجاب، وبشكل علمي وأخلاقي متوازن وسليم، بحيث يقرؤها الشبان والشابات بأنفسهم، مستعينين بالوالدين والمربين الذين لهم دور أساسي في ترشيد الموضوع والإجابة على أي تساؤلات إضافية قد يثيرها هذا الكتاب.
وضعنا هذه المعلومات بحيث تناسب الفتيان والفتيات حول سن البلوغ ( 9-16 سنة تقريباً)، وهي السن التي تبدأ فيه الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع. تطرح هذه الأسئلة نفسها بشكل قوي على أذهان الناشئة عندما تظهر عليهم علامات وأعراض البلوغ، والتي تشكل بحد ذاتها إحراجاً شديداً لأكثرهم. أضف إلى ذلك أن هذه المواضيع كثيراً ما يتداولها الشباب، وكثيرة ما تكون هناك مغالطات وتشويه للحقائق.
بذلنا جهدنا ليكون طرحنا علمياً وتربوياً قدر الإمكان. واخترنا عباراتنا بعناية بالغة لتكون مبسطة وسهلة الفهم للناشئة من الذكور والإناث. لم يكن الأمر يسيراً، بالطبع، وذلك بسبب دقة الموضوع وحساسيته ورغبتنا في تغطيته بكل تفاصيله دون تجاوز أو تفريط. حاولنا تجنب التطرق للقضايا الأكثر تفصيلاً والتي لا تهم هذه الفئة العمرية، آملين التطرق إليها في كتيب آخر قادم.
نرجو أن يكون هذا الجهد فاتحة لجهود أخرى تكمله وتزيده دقة وتفصيلاً وإتقاناً. كما نأمل أن تمتلئ مكتبتنا بالعديد من المصادر المتنوعة التي تلبي حاجة جيلنا الصاعد، الراغب في المعرفة، والباحث عنها من مصادرها الصحيحة والموثوقة.
تعتبر مناقشة القضايا المتعلقة بالزواج والجنس والإنجاب من القضايا المحرجة والحساسة، ويتجنب الأهل، عادة، مناقشة هذا الأمر مع أبنائهم، مما يجعل كثيراً من الأبناء يبحثون عن أجوبة هذه الأسئلة الملحة من مصادر أخرى، قد لا تكون دقيقة.تناول الثقافة الجنسية بجدية ضمن إطار أخلاقي وتربوي، هو العاصم من انفتاحٍ مخلٍ، أو جهلٍ، يؤدي إلى انحراف، أو استغلال، أو مشاكل نفسية واجتماعية.
ويحاول هذا الكتيب أن يقدم المعلومات الأولية المتعلقة بسن البلوغ والزواج والتكاثر والإنجاب، وبشكل علمي وأخلاقي متوازن وسليم، بحيث يقرؤها الشبان والشابات بأنفسهم، مستعينين بالوالدين والمربين الذين لهم دور أساسي في ترشيد الموضوع والإجابة على أي تساؤلات إضافية قد يثيرها هذا الكتاب.
تعتبر مناقشة القضايا المتعلقة بالزواج والجنس والإنجاب من القضايا المحرجة والحساسة. ويتجنب الأهل، عادة، مناقشة هذا الأمر مع أبنائهم. وهذا يجعل كثيراً من الأبناء يبحثون عن أجوبة هذه الأسئلة الملحة من مصادر أخرى، قد لا تكون دقيقة.
تناول الثقافة الجنسية بجدية ضمن إطار أخلاقي وتربوي؛ هو العاصم من انفتاح مخل، أو جهل يؤدي إلى انحراف، أو استغلال، أو مشكلات نفسية واجتماعية.. ولعل الصواب يكمن في نشر ثقافة متوازنة، تضع الجنس في سياق فضاء أوسع، تراعى فيه الأبعاد الاجتماعية والنفسية والأخلاقية، كما هو الإنسان في كليته كائن متكامل، ولا تجعل الجنس محوراً للحياة أو المحرك الأكبر للأحداث.
ويكمن أيضاً في نبذ فكرة الخجل أو الخوف من طرح هذه الثقافة على الناشئين، إذا سلك هذا الطرح الطريق النظيف، لأن الناشئ - شئنا أم أبينا - لا بد أن يستقي معلوماته من مصدر ما، فلنبادر إذن!، ولنقدم له بياناً شافياً صحيحاً يعصمه من الانحراف، وهذا هو الغرض من كتابنا.
وضعنا هذه المعلومات بحيث تناسب الفتيان والفتيات حول سن البلوغ (9-16 سنة تقريباً) وهي السن التي تبدأ فيها الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع. نرجو أن يكون هذا الجهد فاتحة لجهود أخرى تكمله وتزيده دقة وتفصيلاً وإتقاناً.
كما نأمل أن تمتلئ مكتبتنا بالعديد من المصادر المتنوعة، التي تلبي حاجة جيلنا الصاعد الراغب في المعرفة، والباحث عنها من مصادرها الصحيحة والموثوقة.