( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) لم تعد الحياة اليوم حياة رتيبة بطيئة كما كانت من قبل، بل أصبحت حركة سريعة، وأحداثًا مفاجئة، وأيامًا بل أسابيع وشهورًا أقرب إلى شريط لمسلسلٍ سريع السير، أو إلى أحلام تمضي وتنقضي بلا طعم ولا أثر. وصغر حجم الكتب وغابت المجلّدات، وأصبح لزامًا على من يريد الكلام أن يوجز ويختصر، ومن يريد الكتابة أن يقلّل الكلمات وعدد الصفحات... وهنا يأتي كتاب اليوم (كلمات للتذكير)، فإن الذكرى تنفع المؤمنين... وخير الكلام ما قلّ ودلّ... ولعلّه يكون تذكيرًا بالله وتجلّياته، وكتابه وآياته، وبرسوله وتوجيهاته، وبالّذي يحسن أن يكون من الناس قدوة في حياته وعمله، ومن الكتب في إتقان تأليفه وجودة تحقيقه.