يؤكد أن القرآن الكريم بخصائصه الذاتية هو أرقى التشريعات وأعلاها وألصقها بالإنسان لتجاوبها مع فطرته المفطور عليها، ثم هو في الذروة العليا حضارياً لما يتضمن من أخلاق ومساواة واحترام لحقوق الإنسان وترغيب في العمل.
القرآن الكريم، ليس كتاب المسلمين وحدهم،وإنَّما هو دستور الحياة الإنسانيَّة للعالم أجمع، لما احتواه من مقوِّمات الخلود والبقاء، والسُّموِّ والرُّقيِّ والشُّمول والعموم.
والقرآن الكريم ليس كتاب تلاوة للتبرك فقط، إنَّه منهج حياة ومنهج إصلاح للفرد والمجتمع.
إن هذا الكتاب يسهم بنصيب وافر في تقريب زاد الثَّقافة القرآنيَّة. والمعرفة الدّينيّة لأذهان النَّاشئة،والجيل المعاصر، قياماً بواجب التَّبليغ والتَّوضيح والتَّعليم والبيان، في وقتٍ التبس فيه التَّشريع القرآني على بعض الناس.
ما يزال القرآن الكريم يستقطب الدراسات الجادّة التي تتناول كل حين جانباً من جوانبه.
هذا الكتاب توفر على دراسة النص القرآني من جانبين؛ جانبه التشريعي، وأسسه الحضارية العالمية المتعلقة بحياة الإنسان في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وسوى ذلك.. هذا في وقت التبس فيه التشريع الإلهي على بعض الناس، فتركوا أحكامه عدواناً أو تقصيراً وإهمالاً.
عالج المؤلف في كتابه هذا أفكاراً مهمة ؛ بدأ بتوطئة، تحدث فيها عن الشرائع في القوانين الوضعية والأديان السابقة، ثم وقف عند عدد من الموضوعات؛ فبحث في الأحكام التشريعية للقرآن التي تتميز بالتوازن وضمان التنفيذ والتطبيق، وفي منزلة السنة بالنسبة للقرآن في ذلك التشريع. ثم تناول فكرة إطار الشريعة ومنهاجها في الحياة، وأورد تحتها عدداً من الأسس التي تتفرع عنها؛ وهي: الإيمان جوهر التشريع، العمل للدنيا والآخرة، المادية والروحية، الإسلام دين العقل والعلم، التضامن والتكافل الاجتماعي، الدعوة للتقدم والإنقاذ، الإخاء الإنساني، أثر المال في الحياة، بناء الوحدة الإسلامية، النزعة العالمية في الإسلام، العبادات، مفهوم العمل، أساس قبول الأعمال عند الله، الابتداع في الدين، التجديد والاجتهاد، المرأة، القضايا، أثر القرآن الكريم في بناء المجتمع.
الكتاب شامل في موضوعه.