هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في تبيين متشابه الكتاب

لقي المتشابه في ألفاظ القرآن الكريم اهتماما خاصا وعناية بالغة من علماء المسلمين، خشية أن تختلط كلمةً في سورة ما بكلمة تشبهها في سورة أخرى، فألّفوا في ذلك الكتب، ووضعوا الرسائل. وقد اختلف أسلوبهم، فمنهم من كتب متشابه ألفاظه نثرا، ومنهم من كتبها رجزاً.
يعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي تصب في مجال علوم القرآن، وضعه الإمام السخاوي، شيخ قراء عصره، ليعين الحفظة على حفظهم للآيات المتشابهات في اللفظ، فلا يخطؤوا فيها أو يخلطوا بينها. لذلك اشتهر هذا الكتاب بين الحفظة وتداولوه، واعتمده العلماء من أهل القراءات.

كتابٌ يساعد حُفاظ القرآن الكريم على ضبط حفظهم؛ فيضع قواعد لمتشابه الألفاظ، مما يُمكِّنهم من الإتقان دون مشقة كبيرة.
الكتاب قسمان؛ الأول مقدمتان ، إحداهما لشيخ القراء والأخرى للمحقق، تتعلقان بوصف الكتاب ، فضلاً عن البحث في التشابه اللفظي القرآني، وتقسيم المتشابه، ويتحدث عن المصنفات السابقة في هذا الموضوع ويذكر منهج التحقيق، وأما القسم الثاني فيضم أرجوزة المؤلف التي تناول فيها الألفاظ المتشابهة ، ورتبها على حروف المعجم من الألف إلى الياء؛ فأورد فيه كل لفظٍ من أي سورةٍ ما يشبهه في السُّوَر الأخرى ، مثل قوله تعالى ?أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ? في سورة القمر، مشابهاً لقوله عزّ وجلّ: ?أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ? في سورة ص، وكقوله سبحانه: ?خَشْيَةَ إِمْلاقٍ? في سورة الإسراء، مشابهاً لقوله جل جلاله: ?مِنْ إِمْلاقٍ? في سورة الأنعام، وهكذا فقد أتى على سور القرآن كله في (431) بيتاً من أرجوزته المذكورة.
ذيل المحقق الكتاب بمسردٍ للألفاظ المشكلة بدلالة رقم البيت.