الإنصاف في التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف ...
لاريب أن خلافات العلماء مظهر من مظاهر السعة والمرونة كما أن تعدد اجتهادات العلماء لا يضاعف البتة من حالة الفرقة والخلاف بين المسلمين كما يتوهم البعض، فدوافع الخلاف الفقهي وأسبابه لا يمكن القضاء عليها والتخلص منها، فهي سنة من سنن الله في خلقه، فالله تعالى لو أراد أن يجمع الناس على رأي واحد لجعل نصوص الدين كلها قطعية الثبوت، قطعية الدلالة، فلا مجال فيها لخلاف ولكن لم يفعل ذلك، فدلنا على أنه تعالى لم يرد أن يمنع الناس من اختلاف الاجتهادات والآراء .
وقد خصص ابن السّيد البطليوسي الأندلسي كتابه هذا ، وهو أول وأهم كتاب من نوعه، لمعالجة موضوع الاختلاف الفقهي . ويقول: " إني .. صرفت خاطري إلى وضع كتاب في أسباب الخلاف الواقع بين الأمة .. ينتمي إلى الدين بأدنى نسب، ويتعلّق من اللسان العربيّ بأقوى سبب، ويُخبر من تأمّل غرضه ومقصده بأن الطريقة الفقهية مفتقرة إلأى علم الأدب، مؤسسة على أصول كلام العرب..."
كتاب قيم لاغنى عنه في موضوعه.
