تخطي إلى المحتوى

إحياء علوم الدين للإمام الغزالي (كتاب العلم للأطفال) تهذيب القلوب

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $20.00
السعر الأصلي $20.00 - السعر الأصلي $20.00
السعر الأصلي $20.00
السعر الحالي $16.00
$16.00 - $16.00
السعر الحالي $16.00

يَستخدم الإمام الغزالي صاحب كتاب الإحياء الكثير من القصص والأفكار الرائعة التي تجعل أفكاره واضحةً ومُمتعة. وهذا الكتاب يبسط كتاب العلم من سلسلة الإحياء في مجموعة قصصية توضح بعض الأفكار الأساسية وأهمية طلب العلم للأطفال ...

المؤلف
فريق الترجمة والتحرير في دار الفكر ترجمة
التصنيف الموضوعي
سلوفان نوع التجليد
كوشيه نوع الورق
216 الصفحات
28*20 القياس
2020 سنة الطبع
9789789933303 ISBN
0.9 kg الوزن

الإنسانُ والحيوان !!

حانَتْ ساعةُ لقاءِ الحاجّ عبدِ اللهِ بالأولادِ في ملتقاهُم الخاصّ، وكانَ الأولادُ يلاحقونَ أرنَباً صغيراً يقفزُ بين شُجَيْرات الحديقَةِ.

تجمّع الأولادُ حول صَديقِهم الجديد، فبدأَ بطرحِ أسئلتِه عليهم: «هل تستطيعونَ أن تحزِروا بِمَ يختلفُ البشرُ عن الحيواناتِ؟ أليسَ الفيلُ أكبرَ بكثيرٍ من الإنسانِ؟ والجملُ الّذي يمكنُ أن يحملَ الأحمالَ الثقيلةَ لمسافاتٍ طويلةٍ، أليس أقوى بكثيرٍ منكم؟ أليس الأسدُ المفترِسُ أكثرَ شجاعةً منكم؟!

فإذا كانت هذه الحقائقُ كلُّها صحيحةً، كيف يمكنُ أن يكونَ البشرُ أفضلَ من الحيوانات؟»

خَيَّمَ الصَّمتُ على الأولاد.

«هل تعلمونَ أنَّنا نحنُ البشرَ فقط؛ نمتلكُ قلباً روحياً بين كلِّ مخلوقاتِ اللهِ c؟! وأننا نحنُ فقط القادرونَ على القيامِ بأعمالٍ تقرِّبُنا إلى الله c، وتجعلُنا نحظى بحبِّه لنا ورضاه عنا؟ والمهِمُّ لنا أولاً هو ما نعرِفُه، مهما كانَ حجمُنا أو قوتُنا، وثانياً أن نعمَلَ على تغذيَةِ قلوبِنا الرّوحانيَّةِ، تماماً كما نعملُ على تغذِيةِ أجسامِنا. فكِّروا بالغذاءِ الّذي تحتاجُه أجسامُكم ... ثمَّ فكِّروا ما الذي يُغَذِّي قلوبَكم..!!»

كانتْ ليْلى تُنصِتُ باهتمامٍ إلى كلامِه، فسارعَتْ بالإجابة:

«أنا أتناولُ الكثيرَ من الفواكِه والخُضارِ لأحافظَ على صحَّةِ جِسمي».

ردَّ عليها الحاجُّ عبد الله: «لكنَّ الحيوانَ يستطيعُ أن يفعلَ ذلكَ أيضاً، فما الَّذي يجعلُكِ أفضلَ منه؟!»

قالتْ ليلى: «أنا أستطيعُ أن أطهُوَ الفاكهةَ وأصنعَ منها فَطيرةً، وهذا ما لا يستطيعُ أيُّ حيوانٍ أنْ يقوم به».

فقال الشَّيخ: «صحيحٌ ما تقولين، لكنْ خُذي الأمرَ على محمَلِ الجدِّ وأخبريني عن قلبِكِ: ما الّذي تعلَّمتِهِ مؤخَّراً من أجل قلبِكِ الرُّوحيّ؟!»

فأجابت ليلى: «أمَّا من أجلِ قلبي؛ فإنِّي أُصغي باهتمامٍ إلى أُسرتي ومعلِّمتي، فهم يُوضِحون لي كيْف أكونُ غايةً في اللُّطفِ، ويعلِّمونَني أشياءَ كثيرةً يريدُها اللهُ c منا جميعاً».

عندئذٍ سألَها الصَّديقُ الحكيمُ: «وما تلك؟!»

لكن ليلى لم تنْبِس ببِنتِ شَفَةٍ، بل انتظرت صديقَهم ومعلِّمَهم الجديدَ ليجيبَ عن سؤالِه الَّذي طرحه هو.. إلَّا أنَّه بدلاً من ذلكَ، نهضَ وهو يراقبُ قاسِماً الَّذي بدا شاحِباً وخائفاً وهو يركضُ نحوَه.

أعزائي الأطفال ..

أنتم مقبلون على قراءة كتاب العلم الرائع، الذي يُقدِّم بعض الأفكار الأساسية عن الإمام الغزالي العظيم والذي تجدون قصة حياته في كتاب النشاط المرافق.

يَستخدم الإمام في كتاباته الكثير من القصص والأفكار الرائعة التي تجعل أفكاره واضحةً ومُمتعة. وإذا كُنتَ غير قادرٍ بَعدُ على القراءة، سيكون من دواعي سرور والديك ومُعلِّميك أن يَرْوُوا لك هذه القصص بطريقةٍ تُناسب عُمُرك، وتساعدك على الإجابة عن الكثير من الأسئلة التي في كتاب النشاط، بالإضافة إلى استمتاعك بالأنشطة ذات الصلة.

جَمَع الإمام الغزالي أفكاراً كثيرةً في الكتاب الأول من الكتب الأربعين في (الإحياء) الذي يمثِّلُ اسماً آخر لكتابه (إحياء علوم الدين)، وهذه الأفكار في غاية الأهمية لأنها تُوجِز ما يعلِّمه الإمام. وربما يصعب فهم بعضها، ولكن القصص الكثيرة التي أوردها الغزالي تهدف لتوضيحها.

وقد عملنا على اقتباس قصص من ثقافاتِ وتراثِ الآخرين كي نساعد على توضيح هذه الأفكار؛ كقصص السكان الأصليين (American Indians)، واليابانيين، وقصص آسيا الوسطى، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على أن نلتمس العِلم من أي مكان في العالم.

في الأصل تمَّ توضيح هذا الكتاب برسومٍ لأطفالٍ من الخَيال، إلا أنه تَمَّ الإجماع على أن هذا الكتاب يتمتع بأهميةٍ وجِدِّيةٍ كبيرتين، ومن الأفضل أن نُقدِّم لكم صوراً لأطفالٍ حقيقيين يعيشون في أصقاع العالم الإسلامي، فأصبح بمقدوركم بهذه الطريقة أن تَلتقوا بأشقائكم وشقيقاتكم من أنحاء العالم... من إفريقية وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية أيضاً.

وكما تعلمون تحمل بعض الكلمات مَعنيَين، وستلاحظون مقدار المتعة التي يمكن الحصول عليها من تعلُّم البحث عن المعاني الخفية لكلماتٍ تعرفونها بالفعل مسبقاً. ولْنأخذ الذهب مثالاً على ذلك: فأنتم تعلمون أنه معدنٌ جميل يستخدمه الناس مالاً وتستخدمه النساء حُليّاً، لكن إذا قلنا: «قلب أمي مثل الذهب» أو «ذاك الصبي الصغير طَيّبٌ كالذهب»، فالكل يعرف أن الذهب هو المعدن الأنقى بين المعادن كلِّها؛ لأنه لا يمكن أن يفقد بريقه أبداً ولا يصدأ كالمعادن الأخرى، كما أنه لَيِّنٌ جداً بحيث يمكن تحويله بسهولةٍ إلى أشكالٍ أخرى. وهو يعكس الضوء على نحوٍ جميلٍ. وأصبح بمقدورك الآن أن تُدرك من صفات الذهب لماذا بإمكاننا أن نستخدم هذه الكلمة لوصف قلب شخص طيِّبٍ. وفي الختام، كلُّنا تدفعنا رغبةٌ للحفاظ على (قلوبٍ من ذهب)، والإمام الغزالي يخبرنا عن (كيفية تحقيق ذلك).

والقلب الطيِّب لا ينبغي أن يفقد بريقه أو أن يتسخ، وبمقدوره أن يُغيِّر اتجاهاته للقيام بشيءٍ ما على نحوٍ أكثر جمالاً، كما أنَّ هذا القلب الروحيَّ المُميَّز يعكس نور الله ، فعندما نلتقي بآخرين أحياناً تعكس وجوههم النور، وليس الظلمة.

وكما تعلمون لكلمة (قلب) معنيان؛ فأنتم تملكون قلباً في أجسادكم ينبض ويُرسل دماً إلى جميع أنحاء الجسم، وهو مركز الحياة للبشر؛ فمن الممكن أن تفقد أيَّ جزءٍ آخر من جسمك وتبقى حياً إذا كان قلبك ينبض. والقلب أيضاً هو المركز، كالشمس التي ترسل طاقةً تبعث الحياة. فعندما نتحدث مع بعضنا بعضاً (مِن القلب) لا يكون حديثنا عن قلبنا البدني الذي يضخُّ الدم، بل عن قلوبنا الروحية. وكُتُبُ الإمام الغزالي تزوِّدنا بخريطةٍ تعيننا كي نربي نفوساً صادقة مشرقة.

وأملُنا كبيرٌ بأن تستمعوا بـِ «كتاب العلم».

لم يحظَ كتاب عربي بما حظي به (إحياء علوم الدين) للإمام الغزالي؛ قراءة ودراسةً، وتلخيصاً وشرحاً، ونقداً.. ولم يكتب الإمام الغزالي كتابه (الإحياء) إلا بعد أن خاض في سائر علوم عصره خوض الباحث الجسور؛ يتوغل في البحث عن كل مشكلة، ويتفحص عقيدة كل فرقة، ويستكشف أسرار كل مذهب وطائفة؛ ليميز بين كل محق ومبطل - كما عبر هو عن تجربته المعرفية - وبعد أن ألف في كل ذلك متمكناً؛ كما فعل في كتابه (المستصفى) في أصول الفقه، ومناقشاً متحدياً كما فعل في كتبه: مقاصد الفلاسفة، وتهافت الفلاسفة، والمنقذ من الضلال!!

وعلى الرغم من الاهتمام بتزكية النفوس، والنزعة الصوفية التي ألف كتابه (الإحياء) في ظلها؛ فقد احتوى الكتاب في ثناياه على الكثير من البحوث الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية، التي تنمُّ عن سعة مخزونه العلمي والفكري؛ أشارت إليها دار الفكر في الفهارس والكلمات المفتاحية التي ألحقتها بطبعتها المميزة للإحياء!!

لذلك نجد الإمام الغزالي قد خص الناشئين بكتابٍ بعنوان (أيها الولد)؛ ضمنه وصاياه لهم، والأسس التربوية التي يرى ضرورة مراعاتها في تربيتهم، وكان ذلك سبقاً منه في التوجه بالخطاب إلى هذه الشريحة من المجتمع، بوصفها بذور المستقبل!!

وانطلاقاً من هذه الرؤية؛ وثقة من دار الفكر بالأهمية التربوية لكتاب (الإحياء)، ورغبة منها في تقريبه من أذهان الناشئة، ووضعه بين أيديهم بأسلوب سهل مبسط يعينهم على استيعاب مضامينه وتطبيقها، فقد رأت في الكتاب الذي نشرته دار (فونس فيتاي للنشر) الأمريكية للنشر باللغة الإنجليزية؛ ما كانت تتطلع إليه من تبسيط، وتقديم له بأسلوبٍ قصصي يلائم الأطفال ويشدهم لقراءته، وتعاقدت مع الناشر الأمريكي على الاضطلاع بترجمته من الإنجليزية إلى العربية، ونشره بها.

لم يكن عمل دار الفكر في ترجمة الكتاب سهلاً؛ فبالإضافة إلى أسلوبها في الترجمة، الذي يقوم على مراحل؛ تعمد في بدايتها إلى ترجمته حرفياً لتحقيق الأمانة العلمية فيها، ثم على إخضاعه إلى عمليات صقل متتابعة، لتكييفه مع البيئة اللغوية العربية، ثم تعمد إلى وضعه في مكانه المناسب من برنامجها؛ الذي يهدف إلى إعداد المجتمع للانتقال من عصر الصناعة الآفل بمنطلقاته المادية التي تعتمد على قوة السلاح، إلى عصر المعرفة الراهن بمنطلقاته الفكرية التي تعتمد على قوة الأفكار، وتنمية القيم الأخلاقية، وعلى التعدد، والاعتراف بالآخر، والحوار بدلاً من الصراع معه !!

هكذا ترى دار الفكر أهمية فكر الإمام الغزالي في كتابه (الإحياء)، وضرورة تقديمه للأجيال الجديدة؛ زاداً يغذيها بالقيم الأخلاقية، والعمل الإيجابي، ويعصمها من الانحراف، ويعينها على اجتياز هذا المنعطف الخطير في تاريخ الإنسانية!!