مقدمة كتاب المفتاح في علم المنطق
إن العلوم التي خدمت الشريعة الإسلامية متعدِّدة ومتنوعة؛ منها علم الأصول والنحو والفلسفة والمنطق وغيرها، فكانت هذه العلوم متنوعة في قواعدها متَّحدة في وجهتها ومقصدها وهي خدمة الدين. وعلم المنطق هو أحد العلوم العقلية وكفى بهذه التسمية مدحاً لهذا العلم؛ لأن العقل أبرز ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، والعلوم العقلية علوم سيّالة لا تختصّ بملَّة من الملل، بل أهل الملل كلهم مستوون في مباحثها، وهي موجودة في النوع الإنساني منذ كان عمران الخليقة، كما بيَّن ذلك ابن خلدون في مقدمته، لكن كلما تأخَّر الزمن ابتعد الناس عن هذه العلوم، ولهذا الابتعاد أسباب متعددة، أهمها أربعة أسباب مرتبطة فيما بينها كأنها سبب واحد؛ وهي:
1) صعوبة هذه العلوم ودقَّة عباراتها.
2) قلَّة الدارسين لها.
3) قلَّة تدريسها، حتى لو وجدنا من يدرِّسها ويجرؤ على عرضها، فإنه لا يجرؤ على تدريس المستويات المتقدمة فيها؛ لذلك نرى الأستاذ يعلّم النحو ويستطيع أن يدرّس فيه كتباً متعددة في المستوى، لكنه لا يستطيع أن يدرِّس في المنطق إلا كتاباً أو ربما كتابين، هذا إن أحسن التدريس.
4) صعوبة تبسيطها وتسهيلها للمقبلين عليها.
وبناءً على ما أسلفت فقد اجتهدت محاولاً تبسيط هذا العلم من خلال هذه الرسالة، فقمت بدراسة مجموعة من الكتب القديمة والمعاصرة؛ ومن أبرزها:
(شروحات السلّم المنورق)، وكتابا الدكتور الفضلي وهما (الخلاصة) و(المذكَّرة)، وكتاب (المنطق) للمظفر، و(شروحات الشمسية). وغير ذلك من الكتب التي استغرق النظر فيها مدة طويلة، يشهد الله كم عانيت في فهمها، ولم أقتصر في ذلك النظر على القراءة، بل سمعت تقريباً لكل مَن درَّس هذا العلم لأُحصِّل الخلاصة في ذلك.
وهناك ملحوظة يجب الانتباه لها وهي: لا أعني بتبسيط علم المنطق أن الطالب يستطيع تعلمه بلا معلم بل عنصر المعلم أساس في فهمه، وتبسيطي لهذا العلم يتمثل في أمرين:
أولاً: في طريقة شرحه للطالب. ثانياً: في تأليف هذه الورقات، وتسهيلاً على من يريد قراءة هذه الرسالة؛ فقد قمت بشرحها بالصوت والصورة في سبعة وعشرين درساً موجودة على قناتي على اليوتيوب، فلله الحمد على ما وفَّق ويسَّر، وأسأله كما أكرمني بهذا العمل أن يبسط لي في أجلي لأيسر ما تعسَّر فهمه من العلوم المستغلقة على إخوتي الطلبة، وأن يتوج ذلك كلّه بالقبول إنه سميع مجيب.
علم المنطق أحد العلوم العقلية التي خدمت الشريعة الإسلامية.. وكلما تأخر الزمن ابتعد الناس عن هذه العلوم.. لصعوبتها ودقة عباراتها وقلة الدارسين لها وصعوبة تبسيطها وتسهيلها للمقبلين عليها.
ولهذا فقد اجتهد مؤلف هذا الكتاب لتبسيط علم المنطق، فقام بدراسة مجموعة من الكتب القديمة والمعاصرة المهمة، التي استغرق نظره فيها مدة طويلة واستفاد منها، ليقدمها على أحسن وجه.
وقد شرحها بالصوت والصورة في سبعة وعشرين درساً، على قناته على اليوتيوب ليكون أوسع انتشاراً.
الكتاب مهم في الموضوع الذي تناوله المؤلف ليكون عوناً للطلاب والقراء الذين يهتمون بدراسة هذا العلم.