أحد آثار مولانا جلال الدين الرومي تضمن سبعة من مجالس وعظة، يقدم فيها ضرباً عميقاً من التربية الروحية في قالب المناقشة، يمزج فيها القلب والعقل ويقدم فيها خلاصة الإسلام في أبعاده الصوفية العميقة بلغة مفهومة..
ومن المهم في الكتاب أنه أحد المفاتيح لفهم كتاب مولانا (( المثنوي ))، وهو كذلك دليل ثراء لعبقرية هذا المفكر الصوفي الشاعر المبدع الإسلامي الذي أشرقت روحه الشفافة فيما أبدع.
المجالس السبعة - آفاق جديدة ورائعة في الرمزية الإسلامية
تأليف: جلال الدين الرومي
ترجمة وتقديم: د. عيسى علي العاكوب
يتناول الكتاب مجالس جلال الدين الرومي السبعة، التي تمثل آفاقاً جديدة رائعة في الرمزية الإسلامية، يمتح فيها بالأدب المؤدب من معين النفوس المهتدية بنور ربها، والعارفة بأن كل شؤون الإنسان يجب أن تقصد بها وجه الله تعالى.
ويمثل الكتاب أثراً نثرياً للمؤلف يتضمن سبعة مجالس وعظ، فيها أبيات من الديوان الكبير (كليات ديوان شمس تبريزي) ورباعيات الرومي، ومطالب من مثنوي (ولدنامة) لسلطان ولد.
يبدأ كل مجلس بخطبة عربية بعبارات مُسَجَّعة تقريباً، يورد فيها للاستدلال آيات قرآنية في الحكمة والقدرة والعظمة الإلاهية، مع توجيه التحية للخلفاء الراشدين، والمهاجرين والأنصار، ويضيف في المجلس السابع لذلك تحية الحسنين.
وتأتي بعد الخطبة مناجاة هي نوع من الدعاء والاستغاثة بجمل فارسية مُسَجَّعة، ويبدأ ذكر الكلام الأصلي بنص حديث شريف، ثم يعرض في شرح ذلك الحديث الأول، آيات وأحاديث وقصصاً يتكرر فيها عرض كثير من جزئياتها وتفاصيلها إيضاحاً للفكرة المقصودة، في إطار رمزي لأشخاص وأحداث وأشياء، تتناول فكراً عرفانية صوفية رمزية إسلامية عالية التقانات، قوية الوشائج بثقافة الشعوب الإسلامية.
وهو بذلك يقدم ضرباً عميقاً من التربية الروحية، في قالب من المناقشة، يمزج بين القلب والعقل، ويعطي خلاصة خلاصة الإسلام في أبعاده الصوفية بلغة مفهومة.