تخطي إلى المحتوى

المعالجات الطبيعية لمرضى السكري

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $15.00
السعر الأصلي $15.00 - السعر الأصلي $15.00
السعر الأصلي $15.00
السعر الحالي $12.00
$12.00 - $12.00
السعر الحالي $12.00
يحاول هذا الكتاب وصف نظام غذائي خال من السموم ( المحليات الصناعية، السموم في الماء والغذاء والمواد المضافة للأغذية، الفلور، اللقاحات وبعض الأدوية ) إضافة إلى العلاج الطبيعي المناسب ( الأعشاب والتوابل والعصارات والفيتامينات والمعادن والأغذية المركزة وكثير من المواد الأخرى ) للتخلص من المرض باستعمال الأدوية الطبيعية التي تعطى بشكل منتظم يتحسن وضع المريض، كما يمكن أن يشفى. والمؤلف يشرح الحقائق الأساسية عن السكري وأثر الأطعمة السريعة وخاصة على الأطفال، وأسباب داء السكري، وعوز الهرمونات وعلاقتها بالدورة الدموية، وعملية الهضم، والالتهابات المتكررة، وكيف يمكن للغذاء السليم الطبيعي أن يشفي هذا الداء.

المؤلف
خالد حافظ ترجمة
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
أبيض نوع الورق
520 الصفحات
22×15 القياس
2011 سنة الطبع
9789933903312 ISBN
0.62 kg الوزن

مقدمة

يمكن اعتبار مرض السكري أخطرَ وباء يواجهه الغرب؛ فهو يكلف الحضارة الغربية مئات ملايين الدولارات كل عام. والأمر المدهش أنه أحد الأمراض الخطيرة جداً والتي يمكن تفاديها؛ لأن هذا المرض نتيجة للنظام الغذائي بشكل حصري.
يؤدي النظام الغذائي الغربي إلى الإصابة بهذا المرض، إذ يتناول الناس طعاماً غريباً على جسم الإنسان يؤثر سلباً في وظائفه، ولا يملك جسم الإنسان القدرة على هضم الغذاء التقليدي لهذا العصر وخاصة الغذاء المعالج (المكرر) الغني بالكربوهيدرات، وأكثر الأغذية خطراً هي تلك الغنية بالسكر المكرر والنشاء، والتي هي السبب الأكبر لهذا الوباء، فلولا وجود الغذاء المكرر لما كان السكري مرضاً معروفاً، فلم يكن السكري مرضاً معروفاً منذ أقل من مئتي عام.
من الواضح إذن أن هذا المرض مرتبط بالعوامل البيئية، ومن أهم تلك العوامل النظام الغذائي. يندر هذا المرض في المجتمعات التي لا تتناول المأكولات الغربية، وهو بالمقابل وباء في جميع المجتمعات الغربية.
للشفاء من مرض السكري لا بد من تغيير النظام الغذائي تغييراً جذرياً، ولا بد من التخلص من جميع أنواع الغذاء المكرر. قد يكون هذا الأمر صعباً بالنسبة إلى بعض الأشخاص، لذا نقدم في هذه الخطة بعض المكملات الغذائية التي تفيد في التخلص من المرض بسرعة أكبر من النظام الغذائي وحده. والأهم هو أن الإصابة بهذا المرض تتضمن حصول بعض الأعراض، وثمة بعض الأغذية المكملة الضرورية لإيقاف تلك الأعراض، وهذه المكملات الغذائية ضرورية؛ لأن بعض الأشخاص يجدون صعوبة في تغيير نظامهم الغذائي بشكل مفاجئ. إذن، إن كان بالإمكان عكس الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالمرض فمن الممكن أن نجد علاجاً له، وقد نتمكن من ذلك من خلال تغييرات بسيطة في النظام الغذائي. فالحقيقة أن المكملات الغذائية هي بمنزلة علاج سريع لمرض السكري.
تبقى التغييرات في النظام الغذائي مع ذلك أمراً أساسياً، ولا يمكن لشخص أن يتوقع الشفاء من هذا المرض إن استمر في تناول كميات كبيرة من السكريات و/أو الطعام المعالج، لذا لا بد من إجراء تغييرات في النظام الغذائي وعادة ما تكون هذه التغييرات جذرية. أهم هذه التغييرات إلغاء الطعام المعالج، والأهم هو إلغاء السكر من النظام الغذائي إذ يؤدي الغذاء المكرر دوراً مهماً في هذا المرض.
يقدم هذا الكتاب نظاماً غذائياً محدداً يخلو من هذا النوع من الطعام، قد يستطيع البعض اتباع هذا النظام الغذائي وقد يجده البعض الآخر صعباً جداً، ولكن يمكن للجميع على الأقل أن يستفيدوا من المكونات المكملة الموصى بها في هذا النظام. وكما هو واضح فإن الوضع المثالي هو تغيير النظام الغذائي وتناول المكونات المكملة.
الطعام المكرر هو نهاية الحضارة الحديثة؛ إذ إنه يسبب أمراضاً محددة، بما فيها مرض السكري. يعلم مصنِّـعو الطعام المعالج خطورة الطعام الذي ينتجونه، ولكنهم يدسونه للناس دون مبالاة. وللحصول على صحة أفضل فإن الخيارات المتاحة للمجتمع الغربي، وبشكل خاص الأمريكي والبريطاني والكندي، قليلة جداً؛ إذ إن معظم الأغذية تسبب المرض، ويمكن التأكد من هذا الأمر من خلال قراءة مكونات الطعام الذي تجده في المتاجر بتمعن، فمن الصعب أن تجد طعاماً خالياً من المواد الكيميائية والمواد المضافة، ولا دليل على سلامة تلك المواد المضافة كالمنكهات الصناعية والمواد الحافظة والصبغات؛ بل على العكس، فإن الأدلة تشير إلى سميتها.
وتحتوي نسبة كبيرة من الأطعمة على مكونات معدلة وراثياً، وبشكل خاص في الولايات المتحدة وكندة. ونتيجة لسيطرة الشركات وفساد الحكومة فليس من الضروري تحديد مكونات تلك المواد. وكما هو حال المواد الكيميائية لم تثبت سلامة المواد المعدلة وراثياً، والنتيجة الوحيدة لتناول أغذية كتلك هي الضمور. تُظهر الدراسات التي أجريت على الجرذان - على سبيل المثال - أن الذرة المعدلة وراثياً تسبب انكماش الأعضاء الداخلية، لذا يؤدي تناول تلك الأغذية دوراً أساسي في الزيادة الكبيرة في نسبة الإصابة بالأمراض، بما فيها السكري. الأغذية الأساسية التي تحتوي على مواد معدلة وراثياً هي فول الصويا الصناعية، والذرة، والكانولا (وهو زيت نباتي). يمكن أيضاً أن يعدل زيت القطن وراثياً وغالباً ما تعدل البطاطا وراثياً في كندة.
لا بد من تقليص استخدام تلك الأغذية أو تلك المكونات حتى نتمكن من التخلص من السكري وأمراض أخرى مماثلة. تحتوي الأطعمة المعدلة وراثياً على بروتينات من جراثيم مختلفة: فيروسات شاذة، وبكتيريا، وفطور، تسبب هذه البروتينات الجرثومية ردات فعل تسممية تؤدي بدورها إلى تضرر الأعضاء، فيمكن أن يصاب أي عضو بالضرر، كالبنكرياس والكبد والكليتين. أثبت بوزتأي أن الحيوانات التي أكلت بطاطا معدلة وراثياً أصيبت بأضرار في أعضائها الداخلية، بما فيها التغيرات السابقة للإصابة بالسرطان في الأمعاء، والأهم هو أنه أثبت أن الحيوانات التي تناولت البطاطا الطبيعية لم تصب بتلك الأضرار. مرة أخرى، الأغذية المعدلة وراثياً هي فول الصويا، والذرة، وبذور القطن، والبطاطا (في كندة فقط)، والبابايا (الأنواع التي تنمو في هاواي فقط)، ومنتجات الحليب الصناعي التي تحتوي على هرمون نمو الثيران، وهي مادة مسرطنة معروفة، وقد يكون هذا سبب الإصابات الكثيرة لدى المراهقات بسرطان الثدي. والتأثير السرطاني للمواد المعدلة وراثياً غير قابل للنقاش. الحقيقة هي أن الأغذية المعدلة وراثياً هي الوحيدة التي تسبب نمواً شاذاً في الخلايا؛ أي بدايات السرطان. وللحصول على قائمة كاملة بأسماء الأغذية التي تصنع عن طريق التعديل الجيني زر الموقع الإلكتروني boyocottmonsanto.com . تفاد الأطعمة المعدلة وراثياً كأنك تتفادى وباءً.
تسبب الأطعمة التي تجدها في المتاجر الإصابة بالسكري، أما الأغذية الحيوية الكاملة فإنها تمنع حدوثه، وفي هذا دليل كافٍ لفهم المصدر الحقيقي لهذا المرض. ينتج هذا المرض بشكل أساسي عن الطعام الحديث المعالج. والأمر الأهم أن الطعام الذي تشتريه من المتجر يمكن أن يكون خطيراً على صحتك: كن حذراً.
يعد تسـبُّب مصنعي الطعام بهذا الوباء عملاً إرهابياً، وهو شكل من أشكال الإرهاب المؤسساتي. وفي المقابل، تقصف حكومة الولايات المتحدة الدول الأخرى بحجة حماية مواطنيها . إن كانت الحكومة الأمريكية مهتمة بحماية مواطنيها إلى هذه الدرجة، فلماذا تشجع إنتاج أطعمة عالية السمية معدلة وراثياً مسببة للأمراض؟ أليست صناعة الإنسان للأمراض إرهاباً؟
أصبح معروفاً أن كثيراً من الأطعمة الموجودة على رفوف المتاجر غير مناسبة للاستهلاك البشري، ومع هذا فلا قانون يمنع توافر تلك الأطعمة، ولا تفعل الحكومة شيئاً لحماية الناس، بل هي تدعو في الحقيقة إلى صناعة مواد سامة مثل هرمون نمو الثيران، وهي مادة مسرطنة معروفة. أما إن تسببت مادة طبيعية ما، كعشبةٍ ما أو نوع من أنواع الفيتامين، بضررٍ يوازي الضرر الذي يسببه الطعام المعالج فإنه يمنع من التداول في السوق. إن عدم مبالاة الحكومة تجاه الأطعمة السامة المتوافرة في السوق والتي تسبب كوارث للبشرية يعد جريمةً ضد الإنسانية.
ثمَّة أطعمة متوافرة في السوق يجب ألاَّ يتناولها أي كائن بشري لأنها سامة، ألا يعد تسببها بأمراض خطيرة مثل السكري وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان دليلاً كافياً على طبيعتها السامة؟ هل ثمَّة داعٍ لأي دليل إضافي على الطبيعة الإجرامية لتلك الأطعمة أو بالأحرى لتلك السموم؟
يفترض بالطعام أن يغذي الجسم؛ فالخلايا تتألف من مواد مغذية، وتلك هي المواد التي تطلبها. وليس ثمّة أي مواد كيميائية مصنوعة من قبل الإنسان تدخل في تركيب الخلية، كما أن الخلايا لا تحتاج تلك المواد. إذن، إذا كانت تلك المواد لا تساهم في تغذية الجسم بأي شكل كان، فلماذا تتم إضافتها إلى الأطعمة؟ تقوم المواد الكيميائية الصناعية، في الحقيقة، بتسميم الخلايا، مدمرةً المكونات الأساسية، وليس الهدف من إضافة هذه المواد فائدة الإنسان، إنما الهدف هو زيادة أرباح مُصنعي الطعام المعالج. تتضمن تلك المواد الكيميائية الصبغات الغذائية المركبة، والنكهات الغذائية المركبة، والمُحلِّـيات الصناعية، والفيتامينات الصناعية، والمعادن اللاحيوية، وغليكول البروبولين، والغلوتومات أحادية الصوديوم، ولا تقدم أي مادة من هذه المواد قيمة غذائية. والأهم من هذا كله، ما هي نتائج السكر المضاف؟ كل ما يسببه هو التخريب؛ تخريب الطعم والصحة، بالإضافة إلى أنه يسبب الإدمان، فيشعر الناس بالرغبة في السكر أو المواد التي تحتوي على السكر بسبب إدمانهم على السكر فقط. عَلِم مصنعو الطعام المعالج هذا الأمر حين قدموا هذه المادة إلى السوق.
لا يصاب الأشخاص الذين يتناولون الغذاء الحيوي الصحي بهذا المرض، ويبدو أنه ليس هناك استثناء لهذه القاعدة. ومن هذا نجد أن ما يأكله الشخص- أو ما لا يأكله - له تأثير مباشر على إصابته بهذا المرض، وهذا يعني أن السكري وباءٌ يمكن تفاديه، وإن كل ما يتطلبه الأمر هو تغيير النظام الغذائي وتحسين مستوى التغذية وتصحيح حالة الجسم الفيزيائية، هل يمكن لأحد تخيل الألم والحزن اللذين يمكن منع وقوعهما؟ هذا هو الحال مع مرض السكري: يمكن الشفاء منه.
لقد خلق مصنعو الطعام المعالج أزمةَ مرض السكري؛ إذ إنهم لم يقدموا للناس بدائل كثيرة عن الطعام الصلب، فالطعام هو الذي يسبب السكري، إن كان الطعام صحياً فسيختفي المرض، وكذلك سيختفي عدد من الأمراض بما فيها بعض أنواع أمراض القلب والسرطان. وبالطبع سيصاب بعض الأشخاص بالأمراض، ولكن إن تم تحسين النظام الغذائي فإن نسبة الإصابة بالمرض ستنخفض بشكل كبير.
يمكن أن يسبب نقص الغذاء الإصابة بالسكري أيضاً؛ أقصد بالغذاء هنا الغذاء الكامل غير المعالج. وبكلمات أخرى فإن المرض يكون هنا أحد أعراض الجوع، إذ لا تحصل الخلايا على الغذاء اللازم، ونتيجة نقص المواد المغذية الأساسية كالفيتامينات والمعادن والحموض الدهنية الأساسية والإنزيمات والحموض الأمينية تنكمش الخلايا، مما يسبب المرض. مرة أخرى، لا يمكن حصول هذا الأمر عند الالتزام بنظام غذائي متكامل. إن المواد الغذائية التي يؤدي نقصها إلى الإصابة بالسكري كثيرة، ومنها الكروم والفاناديوم والزنك والمغنيزيوم والحموض الدهنية الأساسية والثيامين والنياسين. قد يؤدي نقص الكروم وحده إلى الإصابة بالمرض؛ إذ إن هذه المادة ضرورية لاستقلاب الأنسولين وتنظيم سكر الدم.
يمكن أن تؤدي السمية دوراً مهماً أيضاً؛ إذ يمكن للمواد الكيميائية السامة أن تسبب السكري. وهذا الأمر صحيح تماماً عند التعرض المفاجئ للمركبات الكيميائية أو المعادن الثقيلة، فيمكن لهذه السموم أن تتجمع في الأعضاء الداخلية الرئيسة كالبنكرياس والكبد مخربةً النسيج مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض. وثمّة عدد كبير من الجراثيم التي تؤدي دوراً أيضاً؛ منها البكتيريا والفيروسات والفطور والخمائر والطفيليات. قليل من الناس يدركون هذا الأمر وهو أن الكبد والبنكرياس يصابان بسهولة بالطفيليات، ويمكن لهذا الأمر وحده أن يسبب السكري. بالإضافة إلى ذلك ثمّة علاج دوائي يمكن أن يسبب المرض: اللقاحات. كما أن السكري هو نتيجة لتناول بعض المعالجات الدوائية، أي إن هذا المرض من نواح عديدة هو من صنع الإنسان.
فيما يتعلق بالنظام الغذائي فإن الناس مشوشون تماماً، يعتقدون أن الدهون هي المجرم، ووسائل الإعلام بالإضافة إلى وكالات الحكومة هي التي تؤكد على هذه النقطة. ويعد هذا الأمر إلى حد ما نوعاً من تقديم معلومات خاطئة، وقد يكون (لوبي) السكر وراء هذا الأمر. في الحقيقة، السكر أو الكربوهيدرات هي المجرم الحقيقي، والطعام المعالج غني بالسكر والنشاء، ويحتوي أكثر من نصف المواد الموجودة في المتاجر على السكر المضاف. إذن، ليس الدهن إنما الطعام المعالج أو ما يسمى بالوجبات السريعة هو المجرم الحقيقي. لو أن الناس تفادوا تلك الأطعمة ما كان السكري موجوداً.
أما فيما يتعلق بصحة الأعضاء الداخلية بما فيها البنكرياس فإن الطعام المعالج ذو تأثير مخرب. تلك الأطعمة سامة في الحقيقة، ويتطلب تخريب الأعضاء الداخلية كمياتٍ كبيرة من السم، ومع ذلك فإن التخريب يتحقق بفضل الطعام المعالج. في الحقيقة، ينتشر السكري كالوباء في المناطق التي يتناول فيها الناس الطعام المعالج بكثرة، وفي المقابل يندر السكري في المناطق التي لا ينتشر في هذا النوع من الطعام. على سبيل المثال، السكري غير معروف في القبائل البدائية القليلة التي ما تزال موجودة، أما النسبة الأكبر من الإصابات فهي في الولايات المتحدة وكندة، حيث يبلغ استهلاك الطعام المعالج ذروته إذن، هل يمكن أن يكون هذا أكثر من مُسَـبِّب ونتيجة؟
يقوم الناس بتسميم أنفسهم من خلال طعامهم؛ إذ لا يستطيع الجسم تحمل الكميات الكبيرة من السكر والنشاء، وهذان هما المصدران الأساسيان للحريرات في الأطعمة المعالجة؛ أي تلك التي تجدها على رفوف المتاجر.
السكري أكثر انتشاراً في البلدان الغربية من البلدان الأقل (تحضراً)، وهذا أيضاً دليل على المسبب؛ إذ إن الناس في تلك البلدان لا يملكون المال الكافي لشراء كميات كبيرة من الطعام ذي الطابع الغربي، وإن أرادوا تناول البيبسي أو الحلوى على سبيل المثال فإن استهلاكهم يكون محدوداً بقوتهم الشرائية. أما القدرة على شراء تلك الأطعمة فتبدو غير محدودة في الغرب؛ إذ يمكن أن يستهلك شخص واحد مثلاً لتراً كاملاً من البيبسي المحلاة بالسكر، أو علبة كاملة من الحلوى، أو علبة من البسكويت، كما أنه يفعل ذلك بشكل متكرر. وكلما ازدادت نسبة استهلاك هذه الأطعمة ازداد خطر الإصابة بهذا المرض، ولهذا فإن الأغلبية العظمى من الأشخاص الذين يصابون بالسكري هم الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من السكر.
يدمر السكري الأعضاء الداخلية، وبشكل ملحوظ البنكرياس والكبد. وهذه المادة متوافرة زيادة عن الحاجة، ولا يعلم الناس شيئاً عن آثارها الضارة؛ فلا يعلمون أنها تسبب إصابة الأعضاء الداخلية بالشيخوخة، الأمر الذي يحدث نتيجة ظاهرةٍ تسمى بالربط التداخلي الذي يسبب تلاصق الخلايا بعضها ببعض، ويؤدي هذا إلى التضخم والالتهاب، كما أنه يسبب العدوى الفطرية التي تؤدي بدورها إلى الالتهاب.
للعدوى الفطرية دور كبير في الإصابة بهذا المرض والإصابة بمرض نقص السكر، إذ إن الفطر يتغذى على السكر. في الحقيقة يسبب هذا الأمر شعور المصاب بالحاجة الماسة إلى السكر، ولعلاج هذا المرض لا بد من التخلص من الفطور، وسنوضح كيف يتم ذلك خلال الكتاب.
العلاج الدوائي سبب آخر للإصابة بهذا المرض؛ وذلك لأن الأدوية تدمر الخلايا الأساسية، مثل خلايا بيتا المسؤولة عن تنظيم السكر الموجودة في البنكرياس. يفسر هذا الأمر أيضاً انتشار المرض بكثرة في الدول ذات الطابع الغربي، وذلك لأن تناول الأدوية في تلك الدول هو الأكبر. وهناك المئات من الأدوية التي يمكن أن تسبب السكري، بمافيها بعض الأدوية الشائعة مثل تلك المستعملة في علاج ارتفاع ضغط الدم والكورتيزون.
ثمّة ملايين من الأشخاص المصابين بالسكري على مستوى العالم، ففي أمريكة الشمالية وحدها 30 مليون شخص يعانون من هذا المرض. إنه عدد كبير من الناس، والأخطر أن الرقم يرتفع كل عام بشكل كبير، ويقدر أنه في العام 2050م وفي حال استمرار النزعة الحالية فإن عدد المصابين في أمريكة الشمالية سيبلغ 75 مليوناً، أي ما يعادل واحداً من كل أربعة أشخاص أو واحداً من كل شخصين بالغين، وهذا كله ناتج عن الطعام السيئ.
لو أن الناس يأكلون الطعام الكامل لكان السكري مرضاً مجهولاً بل غير موجود. وهذا هو أسلوب الوقاية البسيط من هذا الوباء المخيف.
ثمّة حالة تصيب عدداً أكبر من الناس؛ إنها أحد الأعراض السابقة للإصابة بالسكري والمعروفة باسم نقص السكر. ثمة مئات الملايين من الناس المصابين بهذا المرض، إذ يعاني واحد من كل أربعة أشخاص من درجة ما من هذا المرض. يظهر هذا المرض على شكل انخفاض في سكر الدم إلى درجة أن عمل الأعضاء الداخلية يتوقف، ويؤدي هذا التوقف إلى كثير من الأعراض التي يصعب تشخيصها.
قد يبدو الآن أن الناس فهموا دور النظام الغذائي في الإصابة بالسكري، لذا يجب أن تنخفض نسبة الإصابة بالمرض، لكن هذا عكس ما يحدث تماماً. ترتفع نسبة الإصابة بالسكري في العالم الغربي بسرعة مخيفة، ولقد تحول المرض إلى وباء مخيف في الولايات المتحدة بالتحديد، وثمة ارتفاع كبير في نسبة الإصابة في كل عام. ويتزامن هذا الارتفاع مع ارتفاع آخر في نسبة استهلاك الأغذية التي تحتوي على السكر، والحقيقة هي أن نسبة الإصابة بهذا المرض مرتبطة بشكل مباشر بنسبة استهلاك السكر.
يصاب الناس من مختلف الأعمار بهذا المرض، حتى الأطفال. وفي الحقيقة فإن الأطفال في سن الثانية وما دون يصابون به الآن بنسبٍ لم نر مثلها سابقاً، وقد يبدو السبب غامضاً، والمثير للاهتمام هو أن هذه الحالات تحدث في البلدان الغربية. قد تكون نسبة الإصابة العالية في هذه البلدان الغربية نتيجةً للسموم الناتجة عن الممارسات الطبية: الأدوية واللقاحات والمضادات الحيوية. كما يمكن أن يكون السبب الأغذية المعدلة وراثياً بالإضافة إلى السكر المكرر وشراب الذرة. في الحقيقة يجب ألاَّ يصاب أطفالٌ في سن الثانية بهذا المرض، لكن التقارير الحديثة تبين أن السكري وباء يصيب الأطفال في الغرب، وبشكل خاص في أمريكة. إن هذا المرض خارج عن السيطرة بالتأكيد.
السكري مرض مكلف؛ إذ إنه السبب الأكبر لحالات دخول المشافي، وهو مستهلك أساسي للأموال المصروفة في مجال الرعاية الصحية، إذ يصرف 100 بليون دولار في الولايات المتحدة وحدها على السكري ومضاعفاته كل سنة، ويصرف نحو 23% من الأموال المخصصة للرعاية الصحية على هذا المرض. إنه أكثر الأمراض المعروفة تكلفة. وتصرف كل هذه الأموال سدى، كل ما علينا فعله هو تغيير النظام الغذائي، وتناول المكملات الغذائية الضرورية، والتخلص من السمية. يمكن لأي شخص فعل ذلك، ويمكن لأي شخص أن ينقذ حياته.
قد يبدو لنا أن السكري مرض حديث لأنه منتشر في الدول المتحضرة، إلا أنه وُصف منذ زمن بعيد، لذا لا يمكن ربطه بنمط الحياة الغربية فحسب، فبشكل عام يمكن أن يسبب تناول الطعام بكثرة واستهلاك كميات كبيرة من السكر والكحول الإصابة بالسكري، وقد وصف أبقراط المرض وربطه بالنظام الغذائي، وراقب الأطباء في القرن الأول الميلادي النظام الغذائي وحذروا من تناول كميات كبيرة من السكر الذي بدا أنه يسبب هذا المرض. في بداية القرن الحادي عشر كتب العالم الفارسي ابن سينا الوصف الأصلي للمرض وربطه مباشرة بالسكر. واكتشف الأطباء في العصر الإسلامي أن تناول السكر بكميات كبيرة سبَّب الإصابة بالسكري، وابن سينا هو أيضاً الذي وصف كيف يكون بول المصابين بالسكري ذا رائحة حلوة وأنه يحتوي على السكر، في حين لا يحتوي البول الطبيعي على السكر. إذن، عُرِف أحد أسباب الإصابة بالسكري منذ زمن طويل: تناول السكر بكثرة. وكان قصب السكر في تلك المرحلة من المحاصيل الأساسية.
وثمّة مجتمعات لا تعرف مرض السكري، وتفيد دراسة تلك المجتمعات في معرفة أسباب هذا المرض. أحد الأمثلة الممتازة هو شعب الإينويت (سكوتلاند، غرين لاند، شمال كندة). يتألف نظامهم الغذائي من الدهون بشكل عام ومن كميات أقل من البروتين، وهم بحاجة إلى الدهن، لأنه يوفر الوقود الضروري لمواجهة المناخ البارد، ولا أثر للكربوهيدرات المعقدة في غذائهم، وباستثناء بعض التوت البري الذي يجمع في فصل الصيف القصير فإن نسبة السكر في غذائهم هي صفر.
ليس هذا حال الإينويت (المتحضرين)، الذين يشبه نظامهم الغذائي النظام الأمريكي التقليدي، وهو غني بالطعام المكرر، ويتضمن السكر والنشاء المكررين. يفسر هذا الأمر نسبة الإصابة العالية لدى الإينويت المتحضرين: يعاني قرابة 30% من السكان الأصليين الذين يأكلون الأطعمة الحديثة من هذا المرض، في حين لا يعاني منه هؤلاء الذين احتفظوا بنظام غذائهم التقليدي. ولكن السكان الأصليين أكثر عرضة للإصابة من غيرهم لأنهم غير مجهزين وراثياً لهضم السكر المكرر، كما أنهم لا يحتملون تناول الكحول. في الحقيقة لقد دمر تناول تلك المواد المخربة صحة قبائل بأكملها مما أدى إلى عدد كبير من الأمراض غير المعروفة سابقاً، وبشكل خاص السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ولا يمكن للسكان الأصليين الحفاظ على صحتهم إن استمروا في أكل الطعام المعالج.
ارتباط السكري بالنظام الغذائي أمر واضح؛ فالنظام الغذائي الخاطئ هو سبب هذا المرض المريع. ثمّة مثال آخر وهو يهود اليمن الذين لم يعانوا من هذا المرض في بيئتهم الأصلية مع أن نظامهم الغذائي غني بالحليب الكامل والزبدة واللحم الأحمر والأطعمة المشابهة، ولكن حين انتقلوا إلى المدن ذات الطابع الغربي فإنهم عانوا من نسب عالية من الإصابة.
عانى جميع السكان الأصليين تقريباً من النتائج، ولهذا فإن الشعب الأصلي الحصين تعرض للوباء نتيجة فرض الطابع الغربي. على سبيل المثال، يعاني السكان الأصليون في كندة من نسبة إصابة أعلى بخمس مرات من السكان البيض، وفي الولايات المتحدة يعاني قرابة 50% من السكان الأصليين في ولاية أريزونة من السكري، مع أن المرض كان غير معروف بالنسبة إليهم في أربعينيات القرن العشرين. وهذا دليل قاطع على سبب السكري: تناول الغذاء السام السيئ، وبشكل خاص السكر والنشاء المكررين. فلا يعاني السكان الأصليون الذين احتفظوا بنظامهم الغذائي البسيط من المرض، بل إن الأنظمة الغذائية السامة هي السبب. وقد تؤدي الوراثة دوراً صغيراً ولكن هذا الدور مبالغ به كثيراً، وهو في الحقيقة عامل غير مهم مقارنة بالنظام الغذائي؛ وذلك لأنه حتى لو كان الاستعداد الوراثي للإصابة بهذا المرض كبيراً فإن النظام الغذائي الجيد يمنع الإصابة به.
ليس هناك سبب لتموت باكراً نتيجة هذا المرض، وبما أن هذا المرض مرتبط بالغذاء فإن التغيير الجذري في النظام الغذائي سيؤدي إلى القضاء على هذا المرض، كما يمكن أيضاً معالجة نقص السكر، إذ يستجيب هذان المرضان للعلاج بسرعة دون استخدام الأدوية أو الجراحة. في الحقيقة، لو أن الناس يأكلون طعاماً صحياً لما كان السكري موجوداً. مرة أخرى، السبب الأساسي هو النظام الغذائي الخاطئ، وهذا يعني أنه بالإمكان الوقاية من هذا المرض. في الواقع، يرتبط المرض بالنظام الغذائي إلى حد كبير إذ يؤدي التغيير في عادات الأكل إلى التحسن دوماً.
صحيح أن ثمة أنواعاً نادرة من السكري، وهي التي تظهر عادة عند الأطفال، وتعد العدوى السبب الأساسي لتلك الحالات، والإحصائيات واضحة مجدداً؛ إذ تظهر تلك الإصابات فقط في المجتمعات التي تتناول كميات كبيرة من السكر والطعام المعالج. لا يظهر السكري الذي يصاب به الأطفال في المجتمعات البدائية، وبشكل خاص ذلك النوع الذي يظهر بسرعة وبشكل مفاجئ والمعروف في الغرب، فتلك المجتمعات البدائية متحررة من كثير من الفساد الغربي بما فيه تناول الأطفال الدواء بكميات كبيرة، واللقاحات الروتينية والطعام المعالج. مع كل هذا يبقى السؤال: ماذا أكل الأب أو الأم؟ هل شربت الأم الكحول في أثناء الحمل؟ هل كان الأب مدمناً على الكحول؟ هل كان الأب أو الأم يتناولان السكر بكميات كبيرة؟ تؤثر كل هذه العوامل على احتمال تعرض الطفل لمرض السكري في المستقبل.
ترتبط قوة الجينات مباشرة بالعادات الغذائية، فإذا كان النظام الغذائي فقيراً، وبالتحديد إن كان النظام غنياً بالسكر المكرر والنشاء، فإن الجينات تكون ضعيفة، إذ يدمر السكر المواد المغذية الأساسية المكونة للمورثة، مثل حمض البانثونيك والنياسين والزنك وهي المواد الضرورية لإصلاح المورثة. تخرب الكميات الكبيرة من السكر المادة المكونة له، وعند وجود تاريخ طويل من تناول كميات كبيرة من السكر فإن احتمال الإصابة بالسكري كبير. أي إن النظام الغذائي مرتبط في كل الحالات تقريباً، حتى بالأجيال القادمة. إن نتيجة تناول كميات كبيرة من السكر هي ضـعفُ الأجيال القادمة وخسارة الحيوية التي كان يملكها الأجداد.
ثمة ضعف تدريجي في المورثات ناتج عن الاستهلاك الدائم والكبير للسكر المكرر؛ إذ ترتفع نسبة استهلاك السكر كل عام في البلدان المتقدمة. ولهذا فإن السكري وباء يصيب العالم الغربي.
مقاربة موضوع السكري في يومنا هذا مقاربة خاطئة، إذ إنها تهمل علاقته القوية بالنظام الغذائي، وليس هناك أي ذكر لسمية الطعام المعالج الشائع. كما تهمل دور العدوى المزمنة أو الالتهاب. وبالمقابل ثمة تركيز على عامل غير معروف: سبب غامض - مورثة داء السكري. كل هذه دعايات تنشرها شركات الأدوية بالإضافة إلى مصنِّـعي السكر الذين يسعون إلى تشويش العامة، والهدف صرف النظر عن الأسباب الحقيقة: النقص الغذائي الكبير، والاستهلاك الكبير للسكر المكرر، والطعام المعالج، والسموم الموجودة في الطعام، والوجبات السريعة، والأدوية السامة.
لقد تم إثبات العلاقة بين السكري والعلاج الدوائي؛ إذ إن كثيراً من العوامل الدوائية يمكن أن تسبب هذا المرض بشكل مباشر، بما فيها أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وبشكل خاص مدرات البول، ويعد الكريستون والبريدنيسون وحتى اللقاحات عوامل مهمة أيضاً. وفي الحقيقة ترتبط اللقاحات بشكل مباشر بإصابة الأطفال بالسكري. نشرت مجلة ( Journal of Pediatric Endocrinology ) تقريراً يؤكد العلاقة الأكيدة بين سكر الشباب واللقاحات التقليدية التي تعطى للأطفال. إذ استنتج الباحثون أن مكونات اللقاح تؤذي البنكرياس بشكل مباشر، بل إنها تدمر القدرة على إنتاج الأنسولين، وتعرف هذه الظاهرة أيضاً بالمناعة العكسية التي تؤذي خلايا البنكرياس. تعني المناعة العكسية أن نظام المناعة يهاجم نفسه، على أي حال، المناعة ليست السبب، بل هو اللقاح السام. وتختفي المناعة العكسية إن تم إبعاد هذه المواد من الجسم.
كما هو واضح يجب تفادي اللقاحات عند وجود حالات إصابة بالسكري في العائلة، كما يجب أن يتفادى اللقاحات أي شخص لا يتمتع بمناعة جيدة. تحتوي اللقاحات كذلك على الزئبق والفورمألدهيد والذي يمكن أن يسبب الضرر للأعضاء الداخلية. تسبب هذه المواد الضرر للأعضاء النامية بالتحديد، مثل الرئتين والكليتين والكبد والبنكرياس والدماغ.
يجب أن يتفادى الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة اللقاحات. ويمكن تحقيق ذلك من خلال العفو الديني. (انظر الملحق ب).
يؤدي السكر من بين جميع العوامل الدور الأساسي، إنه العامل الرئيس الذي أثبت تسببه بهذه الحالة. وليس ثمة مجال للشك بأن تناول هذه المادة بشكل منتظم يزيد بشكل مباشر من احتمال الإصابة بهذا المرض، ويمكن اعتبار هذا العامل السبب الوحيد للإصابة بالمرض.
لولا وجود السكر في النظام الغذائي لكان مرض السكري نادراً، بل غير معروف. كان هذا الأمر صحيحاً تماماً بالنسبة إلى كثير من المجتمعات البدائية التي لم تعرف السكر المكرر. على سبيل المثال كان النظام الغذائي لقبائل الماساي الإفريقية خالياً من السكر لآلاف السنين، ثم حين انتقل أفراد هذه القبائل إلى المدن ذات الطابع الغربي، وبدؤوا بتناول الطعام المعالج بدأ السكري بالظهور بشكل وبائي، وخلال سنوات قليلة ظهر السكري بنسب أعلى من نسبة الإصابة لدى السكان العاديين. يشير هذا الأمر إلى السمية العالية للطعام المكرر، وبشكل خاص بالنسبة إلى الأشخاص الذين اعتادوا على الأنظمة الغذائية الأصلية التقليدية. الأمر نفسه صحيح بالنسبة إلى شعب الإينويت، الذي كانت نسبة الإصابة لديه منخفضة جداً: حيث إن 1 من 300 شخص أصيبوا بالمرض. قارن هذا الرقم بأمريكة الشمالية حيث النسبة 1 من 10. يعني هذا الأمر أن السكري أكثر شيوعاً لدى الأمركيين من الإينويت ثلاثين مرة. ولكن حين تبنى الإينويت النظام الغذائي الغربي أصبح السكري وباءً؛ إذ أصبحت نسبة الإصابة الآن لدى الإينويت في البلدان ذات الطابع الغربي 40%. والفرق الأساسي الوحيد هو النظام الغذائي.
يُظهر هذا الأمر الدور المخرب للطعام المعالج، وبشكل خاص السكر المكرر، على البنية الجسدية لشعب الإينويت. لو علم الناس أنهم يدمرون أنفسهم من خلال ما يأكلون لقاموا بتغييرات جذرية بالتأكيد، ولكن غالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص أضعف بكثير من أن يقوموا بتغييرات كهذه؛ إذ إنهم مدمنون على الطعام المعالج وغير قادرين على التوقف عن تدمير أنفسهم. يقضي السكر المكرر على الحيوية. فيما يتعلق بالأمراض المكتسبة، كالسكري وانخفاض ضغط الدم والعدوى الفطرية فإن التحسن الكبير على المستوى الجسدي أو العاطفي غير ممكن دون التوقف عن تناول السكر.
السكر سم يؤذي الأعضاء الداخلية، كما أنه يضعف الغدد، ويحافظ على الفطور السامة ويسرع نموها. ويجب على الإنسان تفاديه تماماً إن أراد أن يستعيد صحته، كما يجب تفاديه للوقاية من الإصابة بالمرض.
البروفيسور جون يودكين من مشفى كوين في لندن هو الذي أظهر العلاقة الواضحة بين السكر والأمراض الحديثة في كتابه ( Sweet and Dangerous )، يظهر جون في تجاربه أن هذه المادة هي السبب المباشر لأمراض القلب والسكري. كما يؤكد على وجود حقيقتين يستحيل إثبات خطئهما، وهاتان الحقيقتان هما: "ليست هناك حاجة جسدية للسكر"؛ أي يمكن توفير جميع حاجات الجسم دون تناول ملعقة سكر واحدة. كما يقول أيضاً: "لو تم اكتشاف مادة أخرى تستخدم مادةً مضافة إلى الطعام لها التأثير نفسه الذي يملكه السكر لمنعت فوراً". وفي مقولة عاطفية نوعاً ما ولكنها مثبتة يقول يودكين: إنه ليس هناك أدنى شك بأن التناول المنتظم للسكر المكرر أمر قاتل؛ إذ يؤدي إلى أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والجلطات والسكري. وهكذا أُثبتت علاقة المرض بالنظام الغذائي.
ثمة دليل إضافي على العلاقة بالنظام الغذائي، إذ لم يكن المرض معروفاً منذ زمن طويل، في العصور الوسطى في أوربة كانت نسبة الإصابة منخفضة جداً، وخاصة بين البدائيين الذين لم يأكلوا السكر. كما لم يكن المرض معروفاً حتى القرن الثامن عشر، حين أصبح المرض معروفاً خلال عصر فيكتوريا؛ أي من 1800م حتى 1890م وهو بالتحديد الوقت الذي شاع فيه تناول السكر.
ازداد استهلاك السكر خلال بدايات القرن العشرين بشكل كبير، وازدادت نتيجة لذلك نسبة الإصابة بمرض السكري في الثلاثينيات والخمسينيات، وبشكل أساسي فإنه لم يُعرف باعتباره مرضاً شائعاً حتى ذلك الحين، وتحول هذا المرض إلى وباءٍ لا دواء له في الغرب في الستينيات. ونسبة الإصابة في ارتفاعٍ منذ ذلك الحين، وكذلك نسبة استهلاك الطعام المعالج وخاصة السكر المكرر.
ازداد استهلاك السكر منذ أوائل القرن التاسع عشر مئة مرة، وهي زيادة يستحيل فهمها. وهي تمثل تغيراً محبطاً في الحالة الغذائية؛ لقد حلَّـت حريرات السكر محل الطعام الصحي. كل هذه الأمور تؤدي إلى المرض. وتتناسب هذه الزيادة تماماً مع الزيادة في الإصابة بالسكري. مرة أخرى، فإن الأزمة الحالية ناتجة عن استهلاك كميات كبيرة من السكر.
تناول هذا السم بكميات كبيرة هو سبب للمرض لا يمكن إنكاره، وحدث معظم هذا التزايد بعد الحرب العالمية الثانية؛ أي منذ الأربعينيات حتى الستينيات. حتى ذلك الحين أكل الناس الطعام المحلي المزروع في المزارع المحلية والبيض والحليب الكامل واللحم والفواكه والخضروات، واستخدم السكر في المناسبات الخاصة حصراً. على سبيل المثال، كانت نسبة استهلاك السكر في إيطالية قبل الحرب بمعدل /10/ كغ للشخص الواحد سنوياً، ووصل في الخمسينيات إلى /30 /كغ للشخص الواحد سنوياً. هذا ارتفاع كبير حين نأخذ بعين الاعتبار خلو هذه المادة من أي فائدة غذائية؛ أي إنها تحل محل المواد الغنية بالمواد المغذية. وصل استهلاك السكر في الولايات المتحدة في السبعينيات إلى /50/ كغ للشخص الواحد سنوياً؛ أي عشرة أكياس يحتوي كل واحد منها /5/ كغ، وهي قادرة على التسبب بانخفاض ضغط الدم بالإضافة إلى السكري. في بداية القرن الحالي وصل معدل الاستهلاك إلى رقم غير مسبوق، قرابة /75/ كغ في السنة.
هذا هو المعدل العام، وثمة أشخاص لا يستهلكون أي سكر، أي إن هناك أشخاصاً يستهلكون قرابة 150 كغ أو حتى 225 كغ: كلها حريرات فارغة. إنه غذاء لا يخفق في بناء خلايا صحية فحسب بل يدمر الخلايا. في الحقيقة، لا يمكن الشك في هذا الموضوع، السكر المكرر مادة غريبة، مخربة ومصنعة وليس لها أي مثيل في الطبيعة، لهذا سيبحث الناس عن بدائل وسيتفادون تناول كميات كبيرة منه حين يدركون الضرر الذي تسببه لهم هذه المادة، وسوف يتوقفون عن تقديم الحلويات لأحبائهم وأصدقائهم وحتى للغرباء. حين يعلم الناس نتائجه السامة سيرفضون تسميم أجسامهم بالعروض (الحلوة). إذن ثمة عامل حقيقي وحيد يتعلق بالشفاء من السكري: وهو التنظيم التام للنظام الغذائي، وهذا يعني إبعاد كل الأطعمة غير النقية المعالجة الغنية بالسكر.
ثمة عوامل رئيسة أخرى: وهي الاستخدام الكثيف للأدوية، واللقاحات، والاستخدام الكثيف للمحليات الصناعية، والمواد الكيميائية السامة الموجودة في الغذاء والماء. ثمة السموم المضافة إلى الماء والأغذية مثل الفلورايد دوراً مهماً بالتأكيد، يجب أخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار للشفاء من المرض. هذا ما يحاول هذا الكتاب فعله: وصف نظام غذائي خالٍ من السموم إضافةً إلى العلاج الطبيعي المناسب - الأعشاب والتوابل والعصارات والفيتامينات والمعادن والأغذية المركزة وكثير من المواد الأخرى - للتخلص من هذا المرض المريع. في الحقيقة، هناك أمل في الشفاء من هذا المرض، وذلك عند توظيف المقاربة الصحيحة للموضوع. تعتمد هذه المقاربة على تغييرات علمية في النظام الغذائي، بالإضافة إلى الأدوية الطبيعية، والتي تعطى بشكل منتظم. في الحقيقة، ستحسن هذه التركيبة من وضع المريض كما يمكن أن تشفيه.