مقدمة
يسود التعتيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وتدَّعي السُّلطات أن كل شيء تحت سيطرتها، لكن هذا بعيد عن الحقيقة.
تنتشر في هذا البلد أمراضٌ معدية خطيرة و الطب الحديث عاجز عن إيقافها، ويمكن لهذه الأمراض أن تنتشر بسرعة -بين ليلة وضحاها- لتتحول إلى وباء خارج نطاق السيطرة، وقد يبتلى العالم بأسره به. يعرف الوباء على أنه مرض معدٍ ، لكن على العكس، فإن المرض المعدي هو نوع أضيق نطاقاً من الوباء الذي قد يؤثر في منطقة وربما مدينة أو ولاية، ويمكن أن يؤثر أيضاً في بلد بأكمله. وعلى العكس من هذا يعد المرض المعدي عالمياً مرضاً يؤثر في أعداد لا تحصى من الناس. والولايات المتحدة الأمريكية معرضة له ولا يمكنها التهرب منه. إنه زمان الخطر ولابد من التعامل معه بجدية.
معظم الناس لا يكترثون بمخاطر الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما لو أنهم يشعرون بالمناعة تجاه كارثة، مثل مرض سارس مثلاً الذي حدث في الصين وهونغ كونغ وتورنتو. الأمريكيون أبعد ما يكونون عن المناعة ، وهم يعانون سلفاً في الحقيقة. يصاب الأمريكيون باستمرار بالأمراض التي هي أمراض معدية تماماً. الإيدز و التهاب الكبد C و القوباء التناسلية و فطور الميكوبلازما و المكورات و السبحيات المقاومة للأدوية و إيبشتاين بار ( Epstein-Barr ) و الثآليل التناسلية و فيروسات الدم و السلّ ، وهي عدة أمثلة فقط.
إن انتشار مرض معدٍ عالمي يضرب كل مناطق العالم هو مسألة وقت فقط. والحقيقة هي أن هذا سيحدث قريباً، وخلال حياة قرَّاء هذا الكتاب بالتأكيد. المرض بحد ذاته غير معروف بعد، لكن الأحداث العالمية الحالية تنبىء بوصوله المفاجىء، وقد يحدث في السنة القادمة وربما بعد خمس سنوات من الآن، والحقيقة أنه أمر لا مفر منه.
لماذا إذن نعتمد على السلطات اللامبالية التي تخدرنا بالكلام، والتي قد تشعر في الحقيقة بإغراء تخفيف المخاطر أو حتى إخفائها؟ أليس أكثر منطقيةً أن نتحمل المسؤولية وأن تستعد لهذا الموضوع بنفسك؟
بما أنه لا مفر منه فمن المنطقي أن تستعد.
وإضافة إلى الحماية الشخصية ماذا هناك أيضاً؟ لا يقدم الطب أي أمل فمع مرور عقود من البحث الطبي مثلاً لم يوجد بعدُ دواء للإيدز ، وما زال السرطان و أمراض القلب تعد أمراضاً لا علاج لها. أُنفقت عشرات مليارات الدولارات دون تحقيق أي شيء. ومازالت أمراض مثل التهاب المفاصل و الخرف المبكر و داء باركنسون و داء لوكريغ و تصلب الأنسجة المتعدد و الربو و النفاخ و داء كرون و السكري و التليف العضلي و متلازمة التعب المزمن و صداع الشقيقة أمراضاً لا علاج لها. وبما أن أغلبية الأمراض غير قابلة للشفاء طبياً فلابد من التحري عن أي علاج مقترح. هذه هي المقاربة المنطقية، ومع ذلك لابد من البحث عن برهان. هل لهذا العلاج أساس منطقي؟ هل ثمة علم يدعمه؟ هل من المنطقي طبياً تطبيقه؟ هل ثمة أية مؤشرات معاكسة.
هذا أوان الاستعداد قبل أن يضرب الوباء ، فلن يبقى وقت عندما ينتشر وقد يضرب ويقتل دون سابق إنذار، فإلى أين يلجأ الناس؟
توجد معالجات في الحقيقة، لكنها خارج الطب المألوف . وعلى كل شخص - من ثم - أن يبحث بنفسه ليكتشف الحقيقة دون الاعتماد على السلطات أبداً. عندما يصل الإعصار أو الزلزال فجأة قد يكون هناك تحذير منه أو لا يكون. فإذا انتظرت فمن المرجح أن يفوت الأوان.
إنها مسألة وقت فقط، وقد تعيشه أو تنجو منه. وإذا نجوت أنت فقد يكون أولادك أو أحفادك ضحاياه، لكنه سيضرب في النهاية وسيقتل الناس بالآلاف وربما الملايين.
تقتل الأمراض المعدية حالياً ملايين الأشخاص، والدمار في إفريقية مثال على هذا، فالإيدز و المتلازمات الشبيهة بالإيدز تدمر القارة، والسبب مجهول. وخلال تاريخها الطويل لم تتعرض هذه القارة لمثل هذه الحالة من المرض. قد تؤدي اللقاحات دوراً في مثل هذا الانتشار للأمراض المعدية ، وقد يكون سوء التغذية السبب الرئيس، وقد يكون اجتماع العاملين معاً. الأمراض المعدية موجودة إذن وبأشكال كثيرة لها؛ بعضها من صنع الإنسان وغيرها من صنع الطبيعة، والموت المفاجىء هو مسألة وقت فقط. مع كل هذا تبقى هذه العواقب الكارثية أمراً يمكن تجنبه إذا اتخذ كل شخص الإجراءات المناسبة. وللحقيقة فإن اتباع التوصيات الواردة في هذا الكتاب قد يحمي من الموت المفاجىء نتيجة مرض معدٍ، بغض النظر عن الظروف.
تبدو الأمراض من وجهة نظر الطب الحديث حالاتٍ غير قابلة للمعالجة، ويبدو مجرد تشخيص المرض مرعباً، ويتحول المرض نفسه إلى مصدر للخوف، وتجده يطور قوته الخاصة حين يبدو أنه يستحيل قهره. هل يعطى المرض من القوة أكثر مما يستحق؟ قد لا تكون الأمراض في النهاية أمراً لا يقهر كما تبدو.
يمكن التغلب على الأمراض المعدية ، والحلول موجودة في الطبيعة.
تعرضت خلال دراستي للطب إلى المقاربة القياسية: لا علاج إلا الأدوية أو الجراحة، أو ببساطة (ليس من علاج). لم أصدق هذا، واعتقدت بوجود طريقة لشفاء المرض، وقد قال النبي محمد [(ص)] في أحد أحاديثه: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء»، وأعطى الأمل، ويعمل الطب الحديث على تغييب هذا الأمل، لكن كل حالة تستدعي البحث عن علاجها وربما اختباره، والسر هو إيجاد العلاج الدقيق لكل مرض.
اكتشفت خلال عشرين سنة من ممارستي للطب عدداً كبيراً من معالجات الأمراض، يرتكز كل منها إلى فيزيولوجية المرض نفسه. ووجدت في النهاية معالجات كثيرة تثبت أن كثيراً من الأمراض التي توصف بأنها غير قابلة للشفاء يمكن عكس مسارها تماماً. و(ماري جين) مثال ممتاز عن هذا حيث عانت من حالة (غير قابلة للشفاء) من متلازمة إيبشتاين بار ، وفي هذه المتلازمة تهاجم فيروسات شبيهة بالقوباء الكبد مؤدية في النهاية إلى تدميره. لم يستطع أحد أن يساعدها حتى في ميدان التغذية و الأعشاب ، غير أني أدركتُ أنه يمكن القضاء على الفيروس، لكن المعالجة يجب أن تكون قوية. ومع معرفتي بأن البصل النِّيْءَ مضاد فيروسي قوي وآمن بالنسبة إلى نسيج الكبد ، ويساعد في الحقيقة في شفاء الأنسجة المتضررة، فقد أوصيت بعلاج قوي نسبياً: عصير البصل الخام؛ فطلبت منها أن تعصر البصل الأصفر الذي يمتاز بصفات مطهرة. وتضيف عصير البقدونس لتعديل الرائحة، وطلبت منها أيضاً البحث عن أقوى أنواع الفجل ، وخاصة الفجل الروسي الأسود، وأن تشرب يومياً كوبين من هذا المحضر. ومع أنه أصابها بعض الرعب إلا أنها تمتعت بذهن منفتح واتبعت توصياتي، وشعرت بحال أفضل بعد أسبوع، وعادت إنزيمات الكبد إلى طبيعتها بعد شهر. شفيت ماري جين ولم تعد إليها الحالة مرة أخرى.
من الواضح أنها حالة متطرفة، مما استدعى علاجاً جدّياً لكن حياة هذه المريضة كانت في خطر، ونظراً إلى أعراضها المخيفة فقد شعرت بالبؤس، وتأثر زواجها، مع أنه لم يتطلب شفاؤها أكثر من شرابٍ سيئ المذاق.
تملك الطبيعة معالجات استثنائيةً بقوتها ولا تستطيع حكومة ولا استثمار أن ينكر هذا، ولا تستطيع أي وكالة أو هيئة أن تنظمها. والحقيقة هي أن الشركات الكبرى تبحث باستمرار عن معالجات طبيعية تطور منها أدوية قابلة للتصنيع.
هناك عشرات الكتب عن الأمراض المعدية ، لكن هذا الكتاب هو الوحيد الذي يذكر علاجها؛ والحقيقة أنه الوحيد الذي يشرح بالتفصيل ما يجب فعله عندما يضرب مرض معدٍ قاتل. يجب أن يدرك الشخص ما يجب عليه فعله عندما يضرب العالمَ مرض معدٍ ، وليس ثمة هامش للخطأ ولا وقت للبحث. يجب أن يكون الشخص قادراً على التصرف فوراً لينقذ نفسه ومن يحبهم، ومن ثم إن توافرت الطاقة والموارد أن ينقذ أصدقاءه ومعارفه والغرباء.
تقتل الأمراض المعدية كثيرين، ويموت الملايين كل سنة جراء هذه الأمراض. الإيدز و التهاب الكبد C و الملاريا و أمراض الإسهال و السل ، هي أوبئة مستمرة. يسرق المرض سنوياً عشرات الملايين بسبب هذه الأمراض، وكلها قابلة للشفاء. قد يكون العلاج معروفاً لكنه لم يعمم بعد، أو أنه لم يكتشف بعد. مع ذلك، وبالنسبة إلى الأوبئة ، وإلى الأغلبية العظمى من الأمراض المنتشرة، لن يكون هناك علاج طبي أبداً. من هنا، وفي حين أن الطب غير قادر على إيقاف مدِّ الأمراض المعدية، تقدم الطبيعة الحلول. والحقيقة هي أن الطبيعة؛ أي الله سبحانه، يقدم نطاقاً واسعاً من المعالجات. يعارض محترفو الطب استخدام كلمة علاج لأي مادة بخلاف ما هو (معروف)، لكن النظام الطبي يستخدم مواد طبيعية يدعي أنها شافية؛ كعقار التاكسول المضاد للسرطان مثلاً. وما لا يصدق أن الأطباء يصفون النبيذ لمرضى القلب مدعين أنه علاج، وواضح أن النبيذ مادة طبيعية، وليس لديهم أساس ثابت للادعاء بأنه علاج، إذ إن النبيذ سمٌّ مباشر للأوعية و لعضلة القلب ، ومع ذلك يصفونه بشكل حر، ويجدون من غير المعقول لأعشاب بسيطة أو أطعمة أن تشفي. الأسبرين و الديجيتاليس عشبيان في أساسهما، وليس ثمة من ينكر أثرهما الصيدلاني، والحقيقة أن الديجيتاليس ، وهو عشبي بالكامل (أو مستخلص من الأعشاب )، يشفي بعض الاضطرابات القلبية . ومن المتوقع أن تملك الأدوية الطبيعية القدرة على الشفاء، حتى أبسط هذه الأدوية كالثوم و البصل و الأوريجانو البري ، وقد اعتمد منذ القدم على مثل هذه المعالجات لشفاء الأمراض والوقاية منها. الفرق الوحيد اليوم هو وجود الهيئات المالية التي تقاوم، بل تحارب في الحقيقة، استخدام هذه المواد، وهذه الهيئات لم توجد من قبل. لهذا السبب تذكر كتب الأعشاب القديمة بالتفصيل ودون تردد الخواص العلاجية للأعشاب المختلفة و التوابل و الأطعمة . تصِف هذه الكتب دون تحفّظ الموادَ الطبيعية بما فيها الأعشاب المختلفة على أنها معالجات. وإن كانت لها ميزات علاجية سابقاً فلها هذه الميزات اليوم. الحقيقة أن كثيراً من الدراسات العلمية توثق الخواص العلاجية القوية للمركبات الطبيعية ، وعند استخدام النوعية المناسبة منها تُظْهر المواد الطبيعية قوةً دوائية كبيرة، ولها تأثيرات تعادل في قوتها كثيراً من الأدوية وتتفوق عليها في كثير من الحالات.
يجب إتاحة المواد الطبيعية ذات النوعية للجميع، لا أن يبذل الجهد للحد من توافرها. الأدوية العشبية مستهدفة بشدة، وتوجه إليها إساءات كثيرة، ومعظمها غير مسوّغ، بل وأطلقت دعايات تستهدف إيقاف حركة العلاج بالأعشاب . صحيح أن لبعض الأعشاب مساوئ، مثل عنب البحر (نوع من الصنوبريات)، لكن هذه السمية نادرة ولا يمكن مقارنتها بسمية الأدوية ؛ إذ نادراً ما يتسبب عنب البحر بالموت، في حين أن الأدوية كثيراً ما تقتل، إضافة إلى أن عنب البحر نفسه أقرب إلى الدواء منه إلى العشب. على العكس من ذلك تعد التركيبة العشبية ( ماهونغ ) آمنة نسبياً ولا علاقة لها بالموت المفاجىء. الأعشاب مصنوعة من مصدر إلهيٍّ غير بشري لا يُدرَك، أما الأدوية فهي محضرات بشرية و مستخلصات من الطبيعة . الأدوية الطبيعية آمنة تماماً، ونادراً ما تتسبب بالسمية وتسببها بالموت أكثر ندرة. في حين يعاني ملايين الأمريكيين من تسمم الأعضاء بسبب الأدوية. والحقيقة أن استخدام أي دواء يتسبب فعلاً بأذية الأنسجة ، ويتسبب الاستخدام العشوائي لمثل هذه الأدوية بحالات لا تحصى من فشل الأعضاء والموت. هذا هو الفرق بين الأدوية الإلهية والأدوية التي يصنعها الإنسان. فمن يجادل الآن في قيمة الأدوية العشبية أو الطبيعية ؟ إن أي شخص يحدُّها مدركاً لقيمتها يتسبب في يأس البشرية وأذيتها ومرضها وموتها.
كثير من المركبات الطبيعية شبيهة بالأدوية؛ أي إنها تمارس تأثيراً مهماً في وظائف جسم الإنسان، وقد تكون هذه التأثيرات مثبتةً من خلال الدراسات العلمية - مواد على درجة عالية من القوة - يوصي بها هذا الكتاب. وهي عوامل تساعد في عملية الشفاء. وقد تظهر أحياناً قدرة على عكس مسار المرض، وتقوم بهذا دون التسبب بضرر كبير، كما أنها لا تؤدي إلى ظهور أعراض جانبية . وهي، إضافة إلى ما سبق، تُظهر قوة وفائدة لا توفرها أدوية الطب الحديث .
يتناول هذا الكتاب الأدوية الطبيعية فقط، التي أثبتت فاعلية في الدراسات المخبرية والسريرية، إضافة إلى الاستخدام اليومي لها.
خرب البشر الأرض، وخربوا مؤونة الطعام والماء، ونتج عن تطفل الإنسان وطمعه عددٌ لا يحصى من الأمراض المعدية يموت البشر بسببها يومياً، ويمكن منع معظمها. يبدو الأمر كما لو أن حياة الإنسان قليلة القيمة أو لا قيمة لها، والموت مجرد أرقام إحصائية، والسبب يتم تجاهله على نطاق واسع. لكن السؤال هو: ماذا لو كان الأمر شخصياً؟ ماذا لو كان شخصاً تحبه؛ شريكاً أو ولداً أو أماً أو أباً أو صديقاً؟ ماذا لو كان شخص من هؤلاء ضحيةً للمرض؟ وماذا لو كان القارىء نفسه هو الضحية؟ تتوضح الآن حقيقة الكارثة: كل البشر ضحايا أمراض يمكن الوقاية منها بمجرد أن يعرفوا. يصف هذا الكتاب الأسباب الكامنة وراء الأمراض المعدية ؛ بشرية المصدر أو طبيعية، إضافة إلى ما يمكن القيام به للوقاية منها. ويقدم عالماً آخر من المعلومات التي لا يقدمها الطب الحديث وهو ما يمكن فعله للشفاء منها.