ورد كثيراً في القرآن الكريم ما يدعو المؤمن إلى إعمال عقله والدعوة إلى التفكير والتدبر لكشف أسرار الكون ومعرفة طبيعة الحياة والوصول إلى الخالق الكريم وعبادته العبادة الصحيحة.
ومن هنا انطلقت الأستاذة الدكتورة حنان المالكي في كتابها هذا تتقصى معنى قوة العقل الذي أنعمه الله على البشرية، وبه فضله على سائر المخلوقات ليرتفع عن الجهل والظلم والنفاق والتبعية العمياء.. وسوء الظن.
إن بالعقل يعزز كل فرد إنسانيته وتطمئن نفسه وتسكن وتتخلص من الوساوس والنقائص النفسية.
هذا الكتاب دعوة صريحة إلى التفكير الحق، وإنزال العقل المنزلة اللائقة
برؤية أدبية كان الهدف تقصي معنى كلمات أساسيه، لكل مسلم، في القرآن الكريم كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا [التوبة:9 / 40].
إن تدّبر معنى بعض الكلمات مثل الإيمان والحكمة والتقوى، يعزز الإيمان بكلام الله الذي بيّن بوضوح كيف أن الحكمة مستمدة من القرآن الكريم وأن للإيمان والتقوى شروطهما.
كشف كلام الله عن بعض أسرار الحياة وأنذر بعواقب اختيار الإنسان، كما كشف تعالى عن بعض سرائر النفوس، ظاهرها وباطنها، منها طبائع الظالمين والمنافقين، أكثر سريرتين رائجتين في هذا العصر، في القرن الواحد والعشرين. علّ الإنسان يتعرف ويتعظ عند التعامل مع هذه الشرائح الاجتماعية.
كان لا بد من تتبع معنى الكلمة في كامل كلام الله، فبقراءة كاملة يكتمل المعنى. أي كلمة قرآنية تخرج عن سياقها أو تُستهدف بحد ذاتها تصبح مثاراً للجدل بين المسلمين.. وقد تّم ذكر بعض الأحاديث النبوية الشريفة تأكيداً للمعنى القرآني.
أنعم الخالق على مخلوقاته البشرية بنعمة العقل، فالعقل قوة، والإنسان حر في عقله وتفكيره وسلوكه؛ فإن سَخَّر عقله للعلم وللخير، عزّز إنسانيته وفاز بسكينة النفس وبالطمأنينه، وإن خَضَع لَمِحنٍ وفِتَن.