وسطية المنهج الإسلامي في الأدب والنقد

الأدب الإسلاميّ هو أدب الوسطية والاعتدال، والبعد عن التطرف والغلو، وهي وسطية مستمدّة من وسطية الدين، تجتنب ما وقعت فيه المناهج الأدبية والنّقدية الغربية من إفراط وتفريط، من أحادية في النّظرة، ودكتاتوريةّ في الرأي، وانحيازٍ إلى طرفّ من أطراف الإبداع الفني على حساب طرف آخر.
تجتنب الوسطية الأدبية الإسلامية ما عرفته المذاهب الغربية من صراعات مصطنَعة بين: العقل والعاطفة، والعقل والخيال، والواقع والمثال، والشكل والمضمون، والجمالية والالتزام، والقديم والحديث، وغير ذلك من ثنائيات قُدّمت ضدّيةً متعارضةً تعارضاً حادّاً.
وهذه الوسطية في الأدب الإسلامي تعني جمع وجوه الحسن كلّها من عناصر العمل الأدبيّ؛ من غير أن يفرط بأي عنصرّ منها؛ لأن لكلٍّ منها وظيفته وجماله وتأثيره، وحضوره، يحفظ على العمل الأدبي توازنه؛ إذ يهيِّئ له المتعة والفائدة، والجمال والالتزام، والإبهار والهدف.
وهذه الوسطية تتّفق مع طبيعة الإنسان؛ وتتّجه إليه في كينونته المتكاملة التي خلقه الله عليها، ومن يتأمل أسلوب القرآن الكريم -وهو مُغترَف الأدب الإسلاميّ، ومُغترَف كل أدب رفيع – يجِدُ هذه الوسطية -في أرقى صوَرِها – متجلِّية في هذا الأسلوب.