ليس في الأدب العربي قصائد اشتهرت كالمعلقات.. ومن هنا فقد اهتم بها علماء العربية قديماً وحديثاً، وأولوها عنايتهم جميعاً وشروحاً وتدريساً واختياراً.
ولعل شرح الخطيب التبريزي -وهو من هو-من أهمها وأجلها، ذلك لأنه استفاد ممن تقدمه من شرح تلك القصائد الغر، فجاء بشرح واف مع اختصاره. وخرج فيه من الخلاف بعدد المعلقات فأوردهن عشراً على التمام.
وتوجت الكتاب عناية الدكتور فخر الدين قباوة، فقدم لنا فيه نصاً خدمه خدمة وافية، أتى فيه على الغاية.. عارض شرح التبريزي بشرح ابن الأنباري والنحاس..
وتعقب بعض أوهام سقطات سبق إليها قلم الشارح في الرواية والتفسير والإعراب فبين في كل ذلك وجه الصواب معتمداً على الموثوق من المراجع والمصادر، ثم ضمن التعليقات ما زادته سائر الروايات من أشعار لم يأت بها التبريزي.. فجاءت زيادات وافرة جداً حتى كادت توازي في بعض القصائد أبياتها التي أوردها المؤلف..
الكتاب بهذه الصورة وثيقة يعتمد عليها دارسو الأدب الجاهلي والمهتمون به.
يتناول هذا الكتاب شرح الخطيب التبريزي لأشهر القصائد في الأدب العربي وهي المعلقات العشر. فيورد الألفاظ الغريبة والاستشهادات عليها. والغرض المقصود منها: أي معرفة الغريب والمشكل من الإعراب، وإيضاح المعاني، وتصحيح الروايات وتبيينها.
يبدأ الكتاب بمعلقة امرئ القيس. فيعرفه ويتكلم في نسبة هذه القصيدة له. ثم يأتي على القصيدة له. ثم يأتي على القصيدة فيشرح كلماتها ويعرض اللغات التي جاءت في الكلمة الواحدة، ويشرح المعنى العام للبيت.
بعد ذلك ينتقل إلى المعلقة الثانية وهي معلقة طرفة بن العبد، يبدأ بتعريف الشاعر ثم يأتي على القصيدة فيشرح ألفاظها، ويتكلم في بعض لغات مفرداتها، ويتناول المعنى العام للبيت. وينتقل لمعلقة زهير بن أبي سلمى، فيتكلم في نسبه، ثم في مناسبة القصيدة التي مدح فيها الحارث بن عوف وهرم بن سنان، ثم ينتقل إلى لبيد بن ربيعة فيعرف بنسبه ثم يشرح ألفاظ القصيدة. ويتناول المعنى العام لأبياتها، ثم يقف عند معلقة عنترة بن شداد ويتكلم في نسبه، ويشرح مفردات قصيدته ويتكلم طويلاً عن نسب عمرو بن كلثوم والمناسبة التي قيلت فيها قصيدته. ثم تناول معلقة الحارث بن حلِّزة، ويذكر نسبه ومناسبة القصيدة، ثم يتناولها بالشرح كما فعل بالمعلقات السابقة، وانتقل إلى معلقة الأعشى. وذكر نسبه، وشرح ألفاظ القصيدة، ومعاني أبياتها، ثم قصيدة النابغة الذبياني ويشرح ألفاظها، ويتناول المعنى العام لأبياتها بعد أن يذكر نسبه، ثم انتقل إلى آخر معلقة وهي لعبيد بن الأبرص، وذكر كذلك نسبه وشرح ألفاظ قصيدته ومعناها العام. وختم بالفهارس.