تعد المدرسة العمرية المنسوبة إلى أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة 607هـ أُمَّ النهضة العلمية الرائعة التي قامت في سفح جبل قاسيون شمال غرب دمشق في المنطقة التي عرفت فيما بعد بالصالحية نسبة لصلاح الدين منشئها على أرجح الأقوال.
كانت المنطقة التي قامت فيها المدرسة على طرف نهر يزيد أحد فروع بردى، منطقة موحشة يأوي إليها اللصوص وقطاع الطرق، فإذا بها تصبح بعد مدة قصيرة مدرسة تعجّ بالطلاب الوافدين، وصارت لها أوقافها الدّارّة، وإذا بالمنطقة كلها تزدهر بالعمران والمدارس والمكتبات والمساجد والحمامات والقصور ،وإذا مدينة جديدة تقوم كلها على العلم وأهله وطلابه.
فمن أبو عمر مؤسس العمرية؟
إنه العالم التقي المجاهد الذي عانى ظلم الفرنجة في أثناء الحروب الصليبية بفلسطين، فرحل مع أبيه وأسرته إلى دمشق فراراً إلى الله بدينهم.. وكانت النهضة المشهورة في الصالحية..
هذا الكتاب يلقي الضوء على المدرسة ويؤرخ لها بوثائق هامة تستحق الوقوف عندها.
يلقي الضوء على المدرسة العمرية بدمشق ومؤسسها أبي عمر بن أحمد المقدسي الصالحي وأسرته وفضائلهم وتسمية الحي الذي سكنوه باسمهم، ومناهج التعليم في المدرسة مع تراجم للقراء والأئمة وبعض الطلبة الذين حلوا بالمدرسة