تخطي إلى المحتوى

العلمانية تحت المجهر

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $6.50
السعر الأصلي $6.50 - السعر الأصلي $6.50
السعر الأصلي $6.50
السعر الحالي $5.20
$5.20 - $5.20
السعر الحالي $5.20

يبحث المؤلفان مصطلح العلمانية وتطوره وتعريفاته المختلفة وإشكالياته الأساسية، والعلمانية في الخطاب العربي المعاصر، ويعقب كل منهما على الآخر فيما اتجه إليه من فكر مكتوب مخالف له.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
بلكي نوع الورق
320 الصفحات
17x24 القياس
2014 سنة الطبع
9789933105617 ISBN
0.34 kg الوزن
أمازون رابط النسخة الإلكترونية على أمازون
نيل وفرات رابط النسخة الإلكترونية على نيل وفرات

تعريف هوليوك إذن تعريف مختلط الدلالة يزعم أنه لايتصدى لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض، أي أنه ـ حسب زعمه ـ تعريف جزئي لاينطوي على رؤية شاملة للكون، ولكنه مع هذا يتسم بالشمول ويتضمن رؤية شاملة للكون، رؤية قد لاتكون واعية بنفسها، وقد يكون صاحبها غير واعٍ بها، ولكنها هناك، متضمنة في المصطلح، وإلا فبماذا نفسر عبارة ((إصلاح حال الإنسان بالطرق المادية))؟. وقد ألقى هذا الوضع بظلاله على معنى المصطلح، وعلى مجاله الدلالي في كل المعاجم اللغوية والحضارية.

والتطور اللاحق لمعنى المصطلح لم يساعد الأمر كثيراً، فقد تقلص عند بعض المفكرين بحيث أصبح يعني ((فصل الدين عن الدولة)). وهذه العبارة ترجمة للعبارة الإنجليزية ((سيباريشن أوف تشيرش آند ستيت Separation of church and state))، وهي من أكثر التعريفات شيوعاً للعلمانية في العالم، سواء في الغرب أو في الشرق، وهي عبارة تعني حرفياً ((فصل المؤسسات الدينية (الكنيسة) عن المؤسسات السياسية (الدولة) )) . والعبارة تحصر عمليات العلمنة في المجال السياسي وربما الاقتصادي أيضاً (رقعة الحياة العامة) ولاتشير من قريب أو بعيد إلى شتى النشاطات الإنسانية الأخرى، أو إلى النموذج الكامن وراء عملية الفصل.

وأعتقد أنه ينبغي التوقف قليلاً هنا؛ لتوضيح أمر أتصور أنه مهم قد يغيب عنا رغم بديهيته؛ وهو أن واقع الإنسان يتكون من مستويين (أو بنيتين) البنية الظاهرة والبنية الكامنة، وعادةً ماتكون البنية الظاهرة تبدياً للكامنة. وأفضل أن أراهما باعتبارهما دائرتين متداخلتين، الأولى صغيرة (ونشير لها بالجزئية) والأخرى كبيرة ونشير لها بالكلية وهي تحيط بالأولى وتشملها، وهي بمثابة الإطار الذي ينتظمها، ويمكن القول: إن الأولى إن هي إلا مجرد إجراءات تشكل تبدياً للثانية، ولايمكن فهمها حق الفهم إلا بالرجوع إلى الدائرة الأشمل، لأن هذه الدائرة الأكبر هي البنية الكامنة والمرجعية النهائية، وفي حالة العلمانية يشكل الفصل بين الدين والدولة الدائرة الصغيرة الجزئية الإجرائية، وهو دائرة لايمكن فهمها في حد ذاتها، وإنما بالعودة إلى الدائرة الشاملة الأكبر التي تشمل الأمور النهائية والمنظومات المعرفية والأخلاقية الكلية التي تمت عملية الفصل في إطارها.

ونحن نذهب إلى أن عملية فصل الدين ومؤسساته عن الدولة عملية حتمية في جميع المجتمعات، باستثناء بعض المجتمعات الموغلة في البساطة والبدائية، حيث نجد أن رئيس القبيلة هو النبي والساحر والكاهن ]وأحياناً من سليل الآلهة[ وأن طقوس الحياة اليومية طقوس دينية. ففي المجتمعات المركبة نوعاً، ثمة تمايز بين السلطات أو المجالات المختلفة يبدأ في البروز (وهو أمر يعرفه أي دارس للمجتمعات الإنسانية).وحتى في الإمبراطوريات الوثنية التي يحكمها ملك متأله، فإن ثمة تمايزاً بين الملك المتأله، وكبير الكهنة، وقائد الجيوش! فالمؤسسة الدينية لايمكن أن تتوحد بالمؤسسة السياسية في أي تركيب سياسي وحضاري مركب، تماماً مثلما لايمكن لمؤسسة الشرطة الخاصة بالأمن الداخلي في الدولة الحديثة أن تتوحد بمؤسسة الجيش الموكل إليها الأمن الخارجي، كما لايمكن للمؤسسة التعليمية أن تتوحد بالمؤسسة الدينية، وفي العصور الوسطى المسيحية، كانت هناك سلطة دينية (الكنيسة) وأخرى زمنية (النظام الإقطاعي)، بل داخل الكنيسة نفسها، كان هناك بين رجال الدين من ينشغل بأمور الدين وحسب ومن ينشغل بأمور الدنيا.

من أهم المصطلحات في الخطاب التحليلي الاجتماعي والسياسي والفلسفي الحديث في الشرق والغرب مصطلح العلمانية.

ويعتقد كثير من الناس أنهم يعرفون العلمانية تماماً، وذلك بسبب شيوع وتداول هذا الاسم كثيراً، ولكن هذا الأمر بعيد عن الحقيقة.

فخطورة العلمانية أنها لم تقف عند الدراسات الفكرية النظرية، بل تسللت إلى الواقع في العديد من الممارسات الاجتماعية والسياسية.

كان اندراجنا في العلمانية - نحن العرب - بسلبياته وإيجابياته وما تم منه طوعاً أوقسراً، هو السياق التاريخي للعلمانية في تاريخنا الحديث.

في هذه الحوارية، يعالج مفكران عربيان مشهود لهما بسعة الاطلاع على الفكر العربي والغربي موضوع العلمانية، فيضعانه تحت المجهر كلٌّ من موقعه الفكري كي نرى كل أبعاده وأدق تفاصيله.

مستخلص

يتناول الكتاب بداية ظهور العلمانية وبعض تعريفاتها. ويبحث في العلمانية اصطلاحاً ويتناول أوجهها.

ويتناول الكتاب العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، وكيف تكون العلمانية الشاملة توأماً للإمبريالية.

كما يتناول العلمانية الجزئية ورؤيتها الجزئية للواقع، ويبحث في خطورة العلمانية التي تندرج في الأعمال الاجتماعية والسياسية.

ثم يتناول المشروع التحديثي العلماني الشامل (المادي) وما يؤدي إليه من خصوصية وفردية، ويبحث في نتائج العلمانية الشاملة وسلبياتها العديدة، ويبحث في علاقة العلمانية بالسياسة.

ويرى بعض المفكرين العرب إبعاد العلمانية عن الفكر العربي لما تنص عليه من فصل الدين عن الدولة، كما نصت على فصل الكنيسة عن الدولة.

ويبحث الكتاب أيضاً في التناول العربي السطحي والمتعجل للعلمانية، وكيف بدت العلمانية غريبة وبعيدة عن التاريخ العربي، ثم كيف بدأت الهجمات عليها بكونها أهملت الناحية الدينية في المجتمع، وكيف بدأ الهجوم على العلمانية يتطور، وذلك من خلال المطالبة بتنظيم المجتمع تنظيماً شاملاً على أساس من الشريعة الإسلامية.

وأخيراً يتناول الكتاب بعض التعقيبات على ما سبق.