تخطي إلى المحتوى

مستقبل العلاقة بين المثقف والسلطة

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $5.50
السعر الأصلي $5.50 - السعر الأصلي $5.50
السعر الأصلي $5.50
السعر الحالي $4.40
$4.40 - $4.40
السعر الحالي $4.40
يتناول هذا الكتاب حوارية بين مفكرين متميزين علمياً وجامعياً على المستوى العربي، حول مستقبل العلاقة بين المثقف والسلطة، يعرض أولاً مسألة الثقافة والسلطة وسلطان المثقف، والانتقال إلى ثقافة المعلوماتية والخيال الثقافي. ويعرض ثانياً علاقة التأثيم المتبادل بين المثقف والسلطة، وتزويدهما الناس بأحلام يقظة جماعية، ويبين صفاتهما ومدى استجابتهما لمتطلبات المستقبل.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
أبيض نوع الورق
208 الصفحات
20×14 القياس
2001 سنة الطبع
9781575479385 ISBN
0.22 kg الوزن

5- العولمة أم التعريب؟ أم الأسلمة؟

إشكاليّات المنتج والمستهلَك في ثقافتنا:

قبل أن تحدث المصالحة الثقافية العميقة بين التعريب والأَسلمة في مجتمعاتنا، لانجد بديلاً من هذين التعبيرين. وما القول بأنهما هما وجهان لرأس واحد، سوى قول مثالي، منشود، لا موجود فيحركة الواقع الثقافي العربي نفسه، في عالمٍ يتقاسمه الديني والدنيوي بلا هوادة، وتغطّيه العولمة بغزواتٍ متعددة، لامحصورة، صحيح أن العولمة ولاسيما الصهينة هي تحدّ مشترك بين مثقفي العروبة والإسلام؛ ولكنْ، لايزال كل فريق ثقافي، تعريبي أو إسلامي، يخوض معركته الواحدة، من ضفته الأخرى، وبصراع مؤسف مع أهل الضفة الأولى للنهر المشترك. وصحيح أن كل الأنهار تصبّ في مجتمع واحد، ولكنها حين تختلف في المنابع، أو تفقد منابعها نفسها، وتحتكمُ إلى أدوات العولمة عينها في معاركها مع بعضها، وحتى في معاركها مع العولمة ذاتها، فإنها تترك في المجتمع الثقافي آثاراً معرفية وسياسية متباينة. وليس لأحدٍ أن يدّعي إلغاء التباين، بل له أن يتوخّى ترابطاً بين متباينات الثقافة الواحدة، لا الموحدة حتى الآن.

هذا الترابط، في خيالنا العلمي، ممكن في الثقافة وفي السياسة؛ إلاّ أنّه لايزال في طور الممكن؛ فيما الغزو الثقافي العالمي، ومنه التصهين في المشرق العربي، بات في داخلنا الاجتماعي بدرجة أقل منه داخل عقلنا السياسي... ولاسيما عقلنا التجاري المتعطّش إلى عولمةٍ، لم تثبتْ جدواها في بلادها. لا نُخفي أنَّ العولمة هي اسم آخر للهيمنة، للطاغوت الاستعماري، أو للاستكبار على المستضعفين، كما يقول الإسلاميّون والعروبيون، بلا تحفّظ. وأنَّ الجمهور المشغول عنّا جميعاً بالاستهلاك الثقافي العالمي الوافد، بات غريباً عن طُوبانا المشتركة، ونحنُ نتنازعُ الوجودَ الثقافي، وسط طوفان إعلامي ومعلوماتيّ، صار مصاناً طرواديّاً داخل كل مجتمع عربي، منفتح أو منغلق. وعليه، من التّوهم الظّن أن المعركة بعيدة، وأن علينا أن نقاوم غزواً خارجياً، كأن الغرب وعولمته الموهومة، والصهيونية وآلتها الإسرائيلية، ليست هنا، على أرضنا، وفي ثقافاتنا، حيث يطغى الإعلانيّ على الإعلامي، والاستهلاكي على الإنتاج، فإذا بفلسفة ابن سينا وطبّه وعلمه، تأتينا عبر مادة تجميلية (زيت ابن سينا)؛ وإذا بهوية المرأة العربية تنحدر إلى إعلان في لبنان يقول: (شَعْرُكِ هويّتك...)؛ وإذا بالانفتاح، كالانغلاق، يشكّل اجتياحاً لنا، ويقدّم (تقدّماً) في الاتجاه غير الصحيح و(تخلُّفاً) عن الإبداع والتجدّد الصحيحين. فما الصحيح؟

هو أن العالمية الإسلامية قائمة فينا أيضاً، في لغتنا، وفي جمهورنا العام. ولكنّها مفتقدة نسبيّاً في ثقافاتنا وسياساتنا، يقول الإسلاميّون فيظنّ (العلمانيّون)، وهم متردّدون بين العقلانية والجهلانية، وبين الهوية المحلية والعالمية المظنونة، أنّ الإسلام، مثلاً، هو من الماضي البعيد، وأن الإسلاميّين هم (ظلاميّون) وأعداء الداخل. إنها المعركة الغبيّة، في رأينا، بين أهل التاريخ المشترك والجغرافيا الحضارية الواحدة في وقوعها تحت فضاء الهيمنة أو العولمة اليهودية - البروتستانتيّة. تحالفُ إسرائيل والولايات المتحدة هو أكثر من تقاطع سياسي !! إنه غزو مشترك لبلادنا والعروبة بكل تفاصيلها لن ترتفع إلى عولمةٍ خاصة، يوماً، من دون العالمية الإسلامية نفسها، العالمية الثقافية لآسيا وإفريقية، ولكل المسلمين في العالم. هذه حقيقة سوسيولوجية، ولابدّ من كدح أجيال لكي تغدو من الحقائق التاريخية، الدّالة على بداية الخروج من مسار الظلاميّة الفعلية، ظلامية التخلف (أو ديكتاتورية التخلف، كما قال غالي شكري) إلى نورانية العقل العلمي، الذي يحمله الإسلاميّون والعروبيّون، بلا تمايز. بالديمقراطية، يكونَ التعايشُ ممكناً في بلادنا بين أفرقاء الصراع الثقافي والسياسي والديني، وتكون الجبهة الواحدة للخطر الواحد ممكنةً، كما حدثَ في لبنان مؤخراً، حين صار التحرير هدفاً جامعاً، ما فوق المذاهب والطوائف، والأحزاب والزعامات. ومن دون الديمقراطية، تكون البلادُ واجهاتٍ متعارضة، لا تعكس في مراياها الشعبية سوى الانقسام الداخلي، والتجزئة - الممهِّدين للغزو أو الاختراق الخارجي. فمن تجربة مصر، بمواجهة التطبيع مع إسرائيل، ومن تجربة إيران بمواجهة الاستكبار العالمي، يُستفاد أن التعايش الصراعي هو المُتاح بين مثقّفي البلدين والسلطات فيهما، حيثُ يكون اللجوء إلى القضاء، وإلى العنف أحياناً، من وسائل الصراع الثقافي العام على السلطة في المجتمع نفسه. وبينما تتحصّن إيران وراء خطابها الانفتاحي على العالم، مع حسناته وسيئاته، وتسعى إلى احتواء الإسلاميّ والعلمانيّ بالدولة، دون التقليل من خطورة ما يحدث في المجتمع.

لامفرّ من هذه العولمة الكاسحة الثقافية. ونحن إن لم نذهبْ إليها، ستظلّ تأتينا من الفضاء، ومن كل الجهات. هذا عصْرُ العولمةِ الأولى، ويحظى بممانعات ومقاومات في المدار العربي - الإسلامي. ولكن مع الطور الثاني للعولمة، حيث تنحصرُ اللغاتُ، مثلاً، في كبريات الأمم، فإن العرب بلغتهم القرآنية المقدّسة، سيعتادون على اللغات الأجنبية أيضاً، كلغاتٍ مساعدة للثقافة العربية،لا كلغات بديلة أو نقيضة. ولكنَّ لغة العولمة، الإنكليزية، حتى من أوروبا، لن يكون من السهل عليها اختراق السّد الملياري الإسلامي، كما لايزال ذلكَ الاختراق محدوداً بالنسبة إلى العربية لغة الإسلام والمسلمين، خارجَ الطقوس.

ونرى، في الأيام المقبلة أن الجمهور عندنا سيزداد تسلّحاً بدينه وبلغته للحفاظ على مأثوره الثقافي التاريخي، كما أنَّه سيزداد انفتاحاً واستيعاباً أو تمثلاً لثقافات العالم، مما يجعله يصطدم بإشكاليات الإنتاج والاستهلاك في ثقافاتنا العربية والإسلامية المعاصرة. فنحنُ ننقل عن الغرب، أكثر مما ننقل عن العالم الإسلاميّ، مدارنا العربي الحضاري القديم؛ وبشكلٍ أدنى، أيضاً، ننقل عن شرق آسيا وحضارتها الراهنة. وفي الوقت نفسه نكرِّر النَّقل، بنقد أو بلا نقد، عن العالمية الإسلامية الأولى، الممتدة من الإسلام المبكِّر حتى سقوط بغداد سنة(1258م) أو سقوط غرناطة سنة (1492م) وهو عام اكتشاف أمريكا، وبداية العولمة الأوروبية - الأمريكية. إن أورآسيا العربية الإسلامية، هي، مع الإسلام الإفريقي، على محك هذه العولمة، مع التمسك المتناقض ببعض مقوّمات العالمية الإسلامية الأولى، فيما مقتضيات العالمية الإسلامية الثانية، الراهنة، تحتاج إلى نظرة جديدة للذات وللكون المتعولِم، أو المتكوِّر على ثقافة إنسانيّة لم يسبق للبشرية أن عرفتها من قبل. ومشكلة العالمية الإسلامية الثانية، وكذلك النهضة الثقافية العربية في طورها الثالث الحالي (المسبوق بطور أول، شبه لغوي وفكري أواخر القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الثانية، وبطورٍ ثانٍ ممتد من ولادة عقل الأمم بعد الحرب الثانية ومن استقلالات العرب في دول، حتى السبعينيات، حرب أكتوبر، والانتقال من التحرير إلى الديمقراطية في الداخل) هو أن النقص في الديمقراطية حالياً، يجري تعويضه بمزيد من الثقافة الإبداعية، المنتجة محلياً، وبتأسيس المزيد من المنشآت العلمية والمؤسسات الثقافية والبحثيّة المتخصّصة. هذا هو الاتجاه الصحيح للتقدم الثقافي العربي الراهن، لتمكين هذه النهضة الثالثة من بلوغ مراميها التاريخية الكبرى، من دون إعاقة، كما يحدث أحياناً في غير قُطر عربي، من تضييق، وكبت، ومنع، أو اعتداء واغتيال، ومن نفي وتهجير أو تكفير. الحالاتُ كثيرة ومعلومة من وسائل الإعلام، إلاّ أنَّ المجهول لايزال كامناً في معرفة مدى حق العقل العربي في ثقافة حرة، مفتوحة بلا حدود، بحيث ندخل بثقافتنا المحلية إلى السوق العالمية للمعرفة، فنقدِّم رأسمالنا المعرفي، العلمي، إلى جانب رساميلنا الأخرى، وفي مقدمتها الرأسمال الاقتصادي، المرموز إليه بالرأسمال النفطي، مثلاً.

قليل من الثقافة الإبداعية يبعدُنا عن العولمة، عن الأمميّة الثقافية التي باشرها الإسلام بلا تردد في عالميته الأولى، ويحاذرها اليوم، لأسباب سياسية، أكثر منها دينية أو ثقافية. فهناك عقل ديني منفتح ومنغلق، كما هناك عقل علمي عربي، منغلق بحكم التخلّف، ومنفتح بحكم الهجرة إلى الخارج. فمتى تتحوّل بلادنا إلى واحدةٍ من مرجعيات العولمة الثقافية المعاصرة؟ هنا، نرى مُفيداً التذكير بتجربة (المستنصرية) أول أونيسكو ثقافية عربية إسلامية في العالم الوسيط، وكيف كان الفكرُ الحرّ قائماً بذاته، وكانت الثقافة مرجعية بذاتها، والمثقف سلطانها، بعلمه، لا بماله ولا بسيف الدولة! ونرى مفيداً أكثر التّمعن في هذا التحول الكبير الماثل في الجامعات والمدارس، في الوطن العربي، التي لم تخترق بعد سجفَ المجتمع الأهلي، فيغدو ابن رشد، مثلاً، متاحاً للجمهور، كما ديكارت في عولمة أوروبا وأمريكا لاحقاً. إن التعارضات داخل الأمم وبينها لا يمحوها سوى عقل الأمم نفسه. والعقلانية العربية موجودة، ومتعايشة مع نقيضتها، التي ندعوها الجهلانية (أو الجاهلية، كما يقولُ إسلاميّون). والجهلانية هذه هي رمز تقصيرنا عن الإنماء الذاتي لإنتاجنا المعرفي، أساس كل ثقافة أصيلة وجديدة معاً. ومع ذلك، لا يخفى علينا نمو ظاهرة المثقفين المنتجين، المبدعين بنسبٍ متفاوتة، وباختصاصاتٍ متباينة، من العلم والأدب (الشعر، القصة، الرواية، والمسرحية) إلى الفنون (السينما والتلفزة والإذاعة والمسرح) إلى الإنسانيات والاجتماعيات إلخ. إننا، من حيث الأدوات، على طريق الحداثة العلمية - التقنية، ولا نكون في صميمها، إلا بقدر ما ننتقل بثقافتنا من حالة الاستهلاك الأكثر إلى الإنتاج الأكثر؛ فنحن لا نواجه مديونية اقتصادية أو تقنية وحسب، بل نواجه أيضاً مديونيات علمية وثقافية. وفي الوقت عينه، تتحوَّل مجتمعاتُنا إلى أسواق استهلاكية، مباحة عالمياً لكل أصناف المنتوجات الغربية، فنحن لا ننتجُ كفايةً مما يلزمنا، ولا نستهلكُ ضرورة ما ينفعنا ويكفينا. إننا، بمعنىً ما، ضحايا للأسواق العالمية، التي تأخذ موادنا الخام، وتقذفُ علينا ما لا يلزمها، وربما ما لا يلزمنا إلاّ قليلاً. والضحية الأولى لهذه العملية هي جماهيرُنا العامة، التي لم تتمكن ثقافتنا حتى الآن من حمايتها بكل الوسائل، ومن كل الأضرار المادية والأخلاقية والثقافية.

إن جمهورَنا يستهلك الثقافة الوافدة، تلفزيزنياً، بنسبة 95%، ولا يستهلك 1% من إنتاجنا الثقافي، ولا من الإنتاج الثقافي المعرّب. وعليه، لا نستطيع إلغاء التلفزة، ولا يجوز تركها كما هي (تجربة لبنان) وحصرُها في شخص أو في كتابه وخطابه (كما يحدث في عدّة أقطار عربية). لابد للثقافة العربية من الارتفاع إلى العقل الواقف وراء التلفزة، وراء العولمة الثقافية، ونقده، ونقضه بإنتاج مناسب للجمهور، الحالم بالتحضّر، ولكن بتطوّر بطيء. أما الطفرة الثقافية التلفزيونية فقد وضعت المشهد العائلي العربي على المشرحة. وإذا كان ما حدث في الغرب من تفكيك اجتماعي، تقابله الدولة كرافعة للعائلة، وراعية لها ولأفرادها، فإن ما يحدث عندنا هو الانقطاع الواضح بين الدولة والعائلة، فلا يجد أفرادها أمامهم سوى الوسيط العائلي أو الحزبي أو النقابي، أو الديني (الطائفي في لبنان). وهكذا تجتمع الأسرة المفكّكة، المهجورة، حول صندوقها الثقافي، الذي حلَّ محل (صندوق الفرجة) المحليّ؛ ويغيبُ الكتابُ المحليّ،وكذلك البرنامج الثقافي المحلي (مع إضاءات من مصر أو سورية، أو سواهما). إن جمهورَنا الراهن ضحية كبرى، فهو متروك من ثقافة النخبة وأهل الاختصاص، ومتروك نسبيّاً من خطاب الإسلاميين، المشغولين بالسياسة أكثر من انشغالهم بإنتاج المعرفة الإسلامية العالمية؛ وأخيراً، متروك من الدولة القاصرة عن معالجة همومها ومشكلات بقائها، أمام غزو العولمة والصهينة معاً. وبالعودة إلى الجمهور العام، ثقافياً ودينياً وسياسياً، نحو من معركة محو الأميّة، بكل معانيها، يتجدّد الجمهورُ، ويقوم الإبداع والنقد مقام التقليد والتبعية والاستهلاك الاجتراري. فالعقل موجود دوماً، وعقل الجمهور يستجيب لمن يدعوه، ويحاوره، ويثقّفه ذاتياً، ويقدّم له مآدب ثقافية سليمة، تفوق بجودتها ونكهتها، بعض الوجبات الوَرَقيّة الضارة، في إعلامنا أو في كتبنا وشاشاتنا.

هل يمكن للمثقف العربي أن يدرك أنه لا قيمة لمحليته وهويته وانتمائه مالم يحول قيمها ومعاييرها وأفكارها إلى قيم ومعايير وأفكار عالمية؟

وهل يدرك أن الثقافة والهوية والوطنية التي تتشكل في ظل حاكم يريد إدماج المعرفة بالفكر والتاريخ لصالح حاكميته واستبداده، مآلها إلى الانقراض تاريخياً؟

إن العقل الثقافي بحاجة إلى الحريّة، كي يتجاوز لعبة التكفير والتخوين، وإلى الحوار الداخلي والخارجي كي يتم التصالح مع الهوية والوطنية والانتماء الفكري.

وهذه الحوارية نموذج راق للحوار الفكري بين مفكرين متميزين علمياً وأكاديمياً على المستوى العربي.

ألا تحب إعادة النظر في نموذج العلاقة بين المثقف والسلطة بما يتماشى مع متطلبات العصر القادم؟

هذا العصر بما يحمله من تحولات كبيرة على الصعيد الفكري والتقني، حيث أصبحت الصورة والمعلومة والربح هي المحركة لرؤوس الأموال كي تتجه إلى مناطق بعيدة باحثة عن الربح، وفي ظل تراجع كبير للدور الإيديولوجي في بناء العلاقات بين الدول والثقافات لحساب ثقافة عالمية أقرب لأن تكون دولة واحدة ضمن ثقافات مختلفة.

هل يمكن للمثقف العربي أن يدرك أنه لا قيمة لمحليته وهويته وانتمائه مالم يحول قيمها ومعاييرها وأفكارها إلى قيم ومعايير وأفكار عالمية؟

وهل يدرك أن الثقافة والهوية والوطنية التي تتشكل في ظل حاكم يريد إدماج المعرفة بالفكر والتاريخ لصالح حاكميته واستبداده، مآلها إلى الانقراض تاريخياً؟

إن العقل الثقافي بحاجة إلى الحريّة، كي يتجاوز لعبة التكفير والتخوين، وإلى الحوار الداخلي والخارجي كي يتم التصالح مع الهوية والوطنية والانتماء الفكري.

وهذه الحوارية نموذج راق للحوار الفكري بين مفكرين متميزين علمياً وأكاديمياً على المستوى العربي.

مستقبل العلاقة بين المثقف والسلطة - حوارية د. خليل أحمد خليل، د. محمد علي الكبسي

يتناول هذا الكتاب حوارية بين مفكرين متميزين علمياً وجامعياً على المستوى العربي، حول مستقبل العلاقة بين المثقف والسلطة، ويكتب كل منهما بحثه وتعقيبه على بحث الآخر مستقلاً، نموذجاً راقياً للحوار الفكري.

ويعرض أولاً مسألة الثقافة والسلطة وسلطان المثقف، والانتقال إلى ثقافة المعلوماتية والخيال الثقافي.

ويعرف الكتابة بمهنة منتجة، ويصنف الكتاب إلى مثقفين منتجين ومفكرين وفلاسفة وعلماء، ويصور المثقف وسيطاً عقلياً إبداعياً سحرياً بين الحيوي والعلمي، ويؤكد التلازم العضوي بين الثقافة وكل مكونات الاجتماع البشري، ووجوب العودة إلى ديمقراطية المجتمع حيث السلطة وسيط بين الناس.

ويوضح أثر الثقافة ودورها عالمياً قبل الإسلام وبعده، وسلطان المثقف الحر، وثقافته القلقة، وصفات المثقف الحاكم والثائر والشهيد، واشتداد المعركة بين الثقافة والسلطة.

ويعرض للعولمة والتعريب والأسلمة وإشكاليات المنتج والمستهلك، وموارد الثقافة العربية الحديثة.

ويعرض ثانياً علاقة التأثيم المتبادل بين المثقف والسلطة، وتزويدهما الناس بأحلام يقظة جماعية، ويبين صفاتهما ومدى استجابتهما لمتطلبات المستقبل.

ويشرح لعسر استيعاب العولمة تعثر مولد المثقف، ويرصد مراحل تطور المسألة من التأريخ إلى التوصيف إلى الحضور في عصر الألفية الثالثة.

ويميز المثقف الكوني من المثقف المحلي، ويدعو إلى ولادة مثقف التنوع ليستفيد من جوهر العولمة الحضاري، ويطمح إلى هدنة مطولة بين الصراعات.

ويورد بعد تعقيب كل باحث على الآخر، تعاريف بمصطلحات الكتاب.