صلاة الكسوف
في كسوف الشمس وخسوف القمر تغير عظيم، وذهابٌ لنور هذين النيرين اللذين يتصلان بالأرض أوثق صلة من الكواكب الأخرى، وفيهما تُجَلِّلُ الكونَ الهيبة والجلال، فشرعت لنا السنة النبوية ما يناسب هذا التغير، مما يضبط موقف الإنسان، ويجعله في إطار العبودية لله تعالى أكثر الناس علمية واستقامة سلوك في هذه المناسبة.
السنة في الكسوف
144 - عن المغيرة بن شُعْبَة رضي الله عنه قال: كَسَفَتِ الشمسُ على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ ماتَ إبراهيم، فقال الناسُ: كَسَفَتِ الشّمْسُ لِمَوْتِ إبْراهيمَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشّمْسَ والقَمَرَ [آيَتانِ مِنْ آياتِ اللهِ]، لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فإذا رَأَيْتُمُوهُما فادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ».
متفق عليه.
وفي رواية للبُخاري: «حَتَّى تَنْجَلِيَ».
145 - وللبخاريِّ من حديثِ أبي بَكْرَةَ رضيَ اللهُ عنه: «[فصلى بنا ركعتين حتى انْجَلَتِ الشّمْسُ فقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ، فإذا رأيتموهما] فَصَلُّوا وادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ ما بِكُم».
[ونحوه للنسائي]
الروايات:
في رواية للنسائي من حديث أبي بكرة: «صلى ركعتين مثل صلاتكم هذه».
وفي رواياتٍ للبخاري ومسلم: «يخوف الله بهما عباده».
وزادا من حديث عائشة رضي الله عنها: «فإذا رأيتم ذلك فادْعُوا اللهَ، وكَبِّروا وصَلُّوا، وتَصَدَّقوا. ثم قال: يا أُمَّةَ محمدٍ، واللهِ ما مِن أحَدٍ أغْيَرُ مِنَ اللهِ أنْ يَزْنِيَ عبدُهُ أو تَزْنِيَ أَمَتُه. يا أمَّةَ محمد، واللهِ لو تعلمونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُم قَليلاً ولَبَكَيْتُمْ كثيراً».
المفردات:
الكُسوف: في أصل اللغة: التغيّر إلى السواد، والكِسْف
والكِسْفَةُ: القِطعة من الشيء.
والخُسوف في أصل اللغة: النقصان.
ويطلقان على الشمس والقمر، بمعنى إظلامهما وذهاب نورهما. والأكثر في اللغة استعمال الكسوف للشمس، يُقال: كَسَفَتِ الشّمسُ وكسفها الله وانْكَسَفَت، والخُسوف للقمر: خَسَفَ القمرُ وخسَفَه الله وانخسف.
وجاءت العبارة في الحديثين هنا: «لا ينكسفان» للمعاوضة بينهما، أي إحلال أحدهما محل الآخر. وفي حديث عائشة: «لا ينخسفان» تغليباً للقمر على الشمس لكونه مذكَّراً والشمس مؤنثة.
إبراهيم: أي ابنه صلى الله عليه وسلم من مارية القِبْطِية، وكان موته في السنة العاشرة من الهجرة، وهو ابن ثمانية عشر شهراً. ويدل الحساب على أن ذلك كان يوم 29 شوال الموافق 27/1/سنة 632 ميلادية ضحى في الساعة الثامنة والنصف صباحاً.
آيتان: مثنى آية. وهي في اللغة العلامة. وهو المراد هنا، أي علامتان.
من آيات الله: الأدلة التي نصبها الله دالة على وحدانية الله وقدرته وسطوته وقهره.
رأيتموهما: على حذف مضاف هو المفعول به، أي رأيتم انكِسافَهُما.
حُذِف المضاف للعلم به، وهو انْكِساف، وأقيم المضاف إليه «هما» مُقامَه، فأُعْرِبَ إعرابَه، أي مفعولاً به. وفي بعض الروايات: «رأيتموها» أي الشمس أي انكسافها كذلك، وفي بعضها «رأيتموه» أي الانكساف.
تنجلي: تنكشف، أي استمروا في الذكر والدعاء والصلاة حتى يزول الكسوف كله.
مشكل الحديث:
ورد سؤال على قوله: «إن الشمس والقمر» أنه ذَكَرَ القمر، وهم لم يتكلموا في سبب خسوفه، إنما تكلموا في سبب كسوف الشمس بحسب زعمهم الفاسد؟ كذلك قوله: «ولا لحياته» وهم لم يدعوا سببية حياة أحد في الكسوف أو الخسوف؟
وأجيب عن ذلك بأنه ذكر القمر لزيادة الإفادة، وبيان أن حكم النّيِّرَيْنِ: الشمس والقمر واحد، لأن من اعتقد في الشمسِ هذا الاعتقاد الباطل يتوهم مثله في القمر، وهذا من محاسن البيان، أن يُفادَ المحتاج بما يزيد على حكم القضية الواقعة إذا علم حاجته إليها.
أما قوله: «ولا لحياته» ففي زيادته بيان أنه لا فرق بين الأمرين، فكما أنكم لا تَدّعون أن حياة أحد سبب لكسوف وخسوف، كذلك موته.
الاستنباط:
1 - دلّ الحديثان على مشروعية صلاة الكسوف والخسوف، وظاهرهما الوجوب، لورودهما بصيغة الأمر بالصلاة «صَلّوا». والأمر للوجوب، لكن اتفق العلماء على سنيتها وأنها ركعتان لفعله صلى الله عليه وسلم إياها زيادة على الصلوات الخمس. واستدلوا بجمعه الناس عليها على التأكيد.
2 - أنها ركعتان تصليان جماعة في المسجد، والحديثان ظاهران في ذلك جداً.
3 - دلّ إطلاق الصلاة في الحديثين على أنها مثل الصلاة المعتادة، ركوع واحد لكل ركعة، وسجودان. لكن دلت أحاديث أخرى على زيادة الركوع. ويأتي بيان ذلك.
4 - دلّ الحديثان على مشروعية الخطبة، ويأتي مزيد بيان لذلك.
5 - استدل بقوله: «فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلّوا» على سنية الصلاة لخسوف القمر، لأن معناه رأيتم خسوفهما. إلا أن الحنفية والمالكية قالوا: لا جماعة فيها، بل يصلون أفراداً، لتعذر الاجتماع، أو لخوف الفتنة. ونقول: إذا زالت العلة تصلى بجماعة.
6 - قوله صلى الله عليه وسلم: « يُخَوِّفُ الله بهما عبادَه» صريح في بيان حكمة الله تعالى في الخسوف والكسوف، وهو تخويف الناس سطوة الله تعالى، وتذكيرهم الخسوف الأعظم في الآخرة. والحديث مأخوذ من قوله تعالى: {وَما نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلاّ تَخْوِيفاً} [الإسراء: 17/59].
7 - استشكل كثير من الناس هذا، بأن علم الفلك أثبت للكسوف وللخسوف أسباباً فلكية معروفة، وبناءً على ذلك يمكن معرفة مواعيد الكسوف والخسوف بدقة بالغة قبل آماد بعيدة باستخدام الحسابات الفلكية.
وهذا يعارض بزعمهم قوله صلى الله عليه وسلم: «يخوف الله بهما عباده».
ونجيب عن هذا الاستشكال بأنه وهم ناشئ عن الخلط في الحقائق الدينية، فإن المؤمن يتيقن أن كل سبَب ومُسَبِّبٍ خاضعٌ لحكم إرادته تعالى، مخلوقٌ بقدرته سبحانه، فإذا وقع شيء غريب حدث عند المؤمن الخوف لقوة اعتقاده بأن الله تعالى يفعل ما يشاء، وأنه ذو العظمة الباهرة، والقدرة القاهرة، التي لا يُقادَرُ قَدْرُها، ولا نهاية لها، وذلك لا يمنع أن يكون ثمة أسباب أدت إلى تلك الحادثة الغريبة التي خرقت النظام المعتاد.
ونضرب لذلك مثلاً بالساعة ذات المنبه، ومن قال: عرفت كيف عمل المنبه، فهذا لم ينتفع بالعلم بل زاده العلم جهلاً وضلالاً.
8 - قوله في حديث عائشة: «يا أمة محمد، والله ما من أحد أغيرَ من الله أن يزنيَ عبدُه أو تزنيَ أَمَتُه»: هذا يدل على خطورة فاحشة الزنا وفظاعة قبحها عند الله تعالى حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم خصها بالذكر في هذا الموقف المفزع. لذلك قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 17/32].
ذلك أن هذه الفاحشة عصيان وتمرد عظيم على شرائع الله وأوامره، تضر بالإنسان في دينه، وذاتيته ودنياه وتخرب المجتمع، وتؤول بالأمم إلى الانهيار والدمار.
ومن هنا نجد التخطيط الصهيوني للسيطرة على شعوب الأرض يبثُّ عوامل التحلل الأخلاقي وفلسفات الإباحية؛ لأنها تحطم كل القيم التي تستمسك بها الأُمم أفراداً أو جماعاتٍ، ويسيرون في ذلك الإفساد إلى جانب تدبيرٍ آخرَ هو الاستيلاء على الأموال والثروات، عن طريق الربا؛ لتظل الأمم خاضعةً لنفوذهم المالي، محتاجة لمساعداتهم مدينةً لهم.
وها نحن نجد قوة التحذير من هذين الأمرين؛ كما سبق من الآية في الزنا، وكقوله تعالى في الربا: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة : 2/279].
وقد جاء في الأثر: «إذا ظهر الربا والزنا في قرية أذن الله بهلاكهم».
9 - في هذه الخطبة دلالة على نبوته صلى الله عليه وسلم، إذ يتمثل لنا النبي صلى الله عليه وسلم في أمانته على الحقيقة، كل الحقيقة سواء في شأن الدين والوحي، أو شأن الدنيا، أو شؤون الكون وعلوم الكون.
ذلك أن هذه الخطبة قالها النبي صلى الله عليه وسلم للرد على ما شاع بين الناس أن الشمس كَسَفَتْ بسبب موت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم.
لكن محمداً صلى الله عليه وسلم الأمين يستشعر قبل هذا كله وفوق هذا الحقيقة العلمية التي أطلعه الله عليها، وإذا به يقوم ليخطُبَ في الناس يحطِّمُ هذه الخُرافة التي قيلت مواساة له، وتسلية لأحزانه العظيمة وتعظيماً لشخصه.
أجل لم يستشعر النبي صلى الله عليه وسلم إلا الحقيقة العلمية في هذا الأمر الكوني، لم يلتفت إلى عَزاءٍ أو إلى معنى فيه تعظيم لشأنه صلى الله عليه وسلم، لقد كان بذلك أعظم الناس أمانة، وأعظمهم صدقاً، فقد استعلى على هذه الاعتبارات التي تطغى على الإنسان، بل سارع وأعلن للعالم هذه الحقيقة: «إن الشمسَ والقمرَ آيتانِ مِنْ آياتِ اللهِ لا ينخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياته».
ومن هنا كان العلم بالكون وعلم الطبيعة مديناً في تقدمه وفي رسوخه إلى هذا النبي، الذي فتح العيون على حقائق الأمور كلها: الدينية، والدنيوية والكونية، فاستنارت القلوب بدعوته الدينية، وازدهرت الحضارة بشريعته الغراء، وتقدمت العلوم الكونية بفضل رسالة هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً.
10 - قوله في الحديث: «فادْعُوا اللهَ وصَلّوا»، وقوله في حديث عائشة: «فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصَلّوا وتصدقوا». وفي روايات أخرى: «فاذكروا الله...» فيها دلالة على المبادرة إلى التضرع إلى الله والذكر بأنواعه والصلاة والصدقة عند رؤية ما يُحذَرُ منه، لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك، ولشدة تأثره في نفسه صلى الله عليه وسلم. خشوعاً وتَهَيُّباً لعظمته تعالى، ولرجاء دفع البلاء بذكر الله تعالى وتكبيره، والصلاة والصدقة والطاعة بأنواعها. والله الموفق.
* * *
كيف صلاة الكسوف
146 - وعن عائشة رضي الله عنها «أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم جَهَرَ في صَلاةِ الخُسُوف بقِراءَتِهِ فَصَلّى أرْبَعَ رَكَعاتٍ في رَكْعَتَيْنِ وأرْبَعَ سَجَداتٍ».
متفق عليه وهذا لفظ مسلم
وفي رواية لهـ [ـما]: «فَبَعَثَ مُنادِياً يُنادي: الصَّلاةُ جامِعَةٌ».
147 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «انْخَسَفَتِ الشّمْسُ على عَهْدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَصَلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامَ قِياماً طَويلاً نَحْواً مِنْ قِراءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكوعاً طَويلاً، ثُمَّ رَفَعَ فَقامَ قِياماً طَويلاً، وَهُوَ دُونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكوعاً طَويلاً، وهُوَ دُونَ الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثمَّ قامَ قِياماً طَويلاً وهُوَ دُونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعاً طَويلاً، وهُوَ دُونَ الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقامَ قِياماً طَويلاً وهُوَ دُونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثُمَّ ركعَ رُكوعاً طَويلاً، وهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّل، ثُمَّ سَجَدَ، ثمَّ انْصَرَفَ وقَدْ تَجَلّتِ الشّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ».
متفق عليه واللفظ للبُخاري
وفي رواية لمسلم: «صَلّى حِينَ كَسَفَتِ الشّمْسُ ثَمانيَ ركَعاتٍ في أرْبَعِ سَجَداتٍ».
148 - وعن عليٍّ رضي الله عنه مِثْلُ ذلك.
149 - وله عن جابرٍ رضي الله عنه: «صَلّى [بالنّاسِ] سِتَّ رَكَعاتٍ بأرْبَعِ سَجَداتٍ».
150 - ولأبي داودَ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه «صَلّى فَرَكَعَ خَمْسَ رَكَعاتٍ وسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وفَعَلَ في الثانِيَةِ مِثْلَ ذلِكَ».
151 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: «انْكَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فلم يَكَدْ يركعُ، ثم ركَعَ فلم يَكَد يَسْجدُ، ثم سجَدَ فلم يكَدْ يرفعُ، ثم رفعَ. وفَعَلَ في الركعةِ الأخرى مثلَ ذلك».
أخرجه أبو داود، والترمذي في الشمائل والنسائي، وصححه الحاكم.
هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو الهدف الأسمى لكل مسلم، والحاجة لدرس الصلوات الخاصة في هذا الهدي لها أهمية خاصة لأن لها أحكاماً تنفرد بها. وقد جاء هذا الكتاب فريداً في بابه إذ اختصها بالدراسة في ضوء السنة النبوية الشريفة.
وهذه الطبعة تتميز بالتعديل الجذري للكتاب، والتوسع بشمولها أحاديث بلوغ المرام للحافظ ابن حجر مع إضافة أحاديث أخرى تكمل فوائد الكتاب.
وقد عُني المؤلف في هذه الطبعة بزيادة التوسع في دراسة الأسانيد، وعللها، وتدقيق فهم المتون، ليجيء الكتاب متميزاً في فوائده الحديثية كما أنه متميز بفوائده الفقهية.
تفرد المؤلف في هذا الكتاب بجمع الصلوات الخاصة بما لم يسبق إلى مثله، وجمع فيه بين الدراسة الموسعة للأحاديث التي هي الأصل في الباب والعرض السريع لباقي الأحاديث في السنن والآداب، وقدم فيه دراسة شاملة للفن الحديثي ولاستنباط الفوائد من الأحاديث.
وقد استضاء الكتاب في ذلك بأئمة الإسلام رضوان الله عليهم، فإنهم- كما يرى المؤلف بحق- مصادر أجمعت الأمة على اعتمادهم في فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم.
وسيجد القارئ فيه ما يطمح إليه من حسن العرض ووضوحه، وغزارة المادة العلمية، وتحقيق المسائل الشائكة، مما تمس إليه حاجاتنا اليوم.
هدي النبي صلى الله عليه وسلّم
يتناول هذا الكتاب أهم الأحاديث حول الصلوات الخاصة وما تشتمل عليه من أحكام وقواعد يقوم عليها كل باب من الأبواب التي تطرق إليها الكتاب.
ويبدأ الكتاب بالبحث في الحديث من حيث الصحة أو الضعف وبيان آراء العلماء في هذا الحديث، ثم تخريج الأحاديث تخريجاً علمياً مع ذكر روايات الحديث واختلافها، ثم ينطلق إلى دراسة مناهج العلماء في سياق الأسانيد وإخراج الأحاديث في الأبواب المذكورة، وما لهم وراء ذلك من مقاصد إسنادية وفقهية. ثم يأتي بنماذج لذلك من مصادر رواية الحديث.
بعد ذلك يعرض دراسة متن الحديث من حيث فنون اللغة. ثم فقه الحديث وما يستنبط منه من الفوائد والأحكام، مع إيضاح وبيان كيفية استخراج هذه الفوائد من الحديث. وتعرض لمذاهب المحدثين، ولاسيما الإمام البخاري. ثم تناول مذاهب أئمة الإسلام في الحديث وبيان اجتهاداتهم في تفسير الحديث والعمل به، والاستنباط منه. ثم عني الكتاب ببيان مواقف المذاهب المشهورة من الحديث مذهباً مذهباً. ثم تناول رواية الأحاديث وبيان حالها من حيث الصحة أو الحسن أو الضعف، مع شرح موجز.
ويتناول الكتاب بالتفصيل هَدْيه صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخاصة، وما يتصل بها؛ فيبدأ بصلاة الجمعة وفضلها، ويتحدث عن وقت الجمعة وشرط العدد لإقامتها، ثم خطبة الجمعة وعناصر خطبته صلى الله عليه وسلم. ثم يتحدث عن صلاة الوتر وهديه صلى الله عليه وسلم في وقت الوتر، ثم صلاة التراويح وصلاة العيد، وهديه صلى الله عليه وسلم في استقبال العيد، ثم صلاة المسافر. ثم يتحدث عن صلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف. ثم هديه صلى الله عليه وسلم في المخاوف وأهوال الطبيعة. ويتناول صلاة الخوف وصلاة المريض. ثم يتحدث عن صلاة الجنازة، ثم هديه صلى الله عليه وسلم في حق الأموات. ويأتي على صلاة الاستخارة وصلاة التسبيح، ويختم بصلاة تقوية الحفظ.