اليهود فتنة التاريخ
دراسة تاريخية حول الصراع الحضاري اليهودي، وحتمية زوال إسرائيل.
دراسة تاريخية حول الصراع الحضاري اليهودي، وحتمية زوال إسرائيل.
مقدمة
لقد كانت وما زالت القضية الفلسطينية قضية مهمة ومحورية في حياة الأمة الإسلامية، عبر كافة مراحل تاريخ الصراع بين المسلمين واليهود، فقد شغلت هذه القضية عواطف وتفكير المهتمين بقضايا الأمة والمخلصين لها والحاملين همومها وآلامها.
بل لقد حظيت هذه القضية الكبرى بأعداد هائلة من الدراسات والبحوث والمصنفات في شتى المجالات. ولا تزال محوراً لاهتمام الدارسين والباحثين من عرب ويهود وأوربيين وأمريكيين وغيرهم. ولهذا فقد ارتأيت أن أكتب عن مشكلة فلسطين ومعاناتها وصراعها مع اليهود وملابساتها من خلال رؤية إسلامية، وكيف دُبرت هذه الجريمة بليل، مع سبق الإصرار والترصد في غفلة من الأمة، عندما تواطأ الحكام المستعمرون مع العرب المتخاذلين لسرقة الأرض واغتصاب العرض، بعد أن سلكوا طريق البغي والعدوان.
إن دراسة القضية الفلسطينية لا تكتمل من جوانبها وأبعادها وأهدافها ونتائجها، ومنهجية الصراع إلا من خلال المنظور الإسلامي الشامل، علماً بأنني لم أكن أول من يكتب ولا آخر من سيكتب عن هذه القضية من خلال هذه الرؤية، ولكن لكل فكر إنارة، ولكل قلم استنارة، ولكل ظرف منهجه.
إن اليهود ينطلقون في صراعهم معنا من أصول عقدية دينية وتاريخية، وإن كانت مزاعم توراتية، لكنها تشكل دوافع ديمومة للصمود والتشبث بالأرض المغتصبة، تنفيذاً للوصايا التوراتية المقدسة وفق زعمهم، بوصفها أرضاً للميعاد، وكونهم شعب الله المختار.
أما المسلمون اليوم فقد تجاوزوا هذه الركيزة العقدية في الصراع مع اليهود، وضيقوا دائرة المواجهة من صراع إسلامي يضم محيط الأمة بأكملها إلى صراعٍ قومي يقتصر على الإطار العربي، ثم اقتصر الدور العربي الرسمي على التفرج والتعليق الإعلامي فقط على أحداث القضية، بل ضيقت دائرة التحدي من صعيدها العربي لدول المواجهة إلى الإقليمي الضيق الذي أسنده إلى السكان الفلسطينيين وحدهم، بل أخذت تتقلص مساحة المواجهة حتى أصبح الصراع بين اليهود وبين الحركات الإسلامية كحركتي حماس والجهاد الإسلاميتين وبعض الفصائل الوطنية. والآن محاولة أمريكية صهيونية في تحويل حركة الجهاد المسلح إلى نضال سياسي إعلامي، تحت مبدأ المفاوضات (الأرض مقابل السلام)، ومن ثمّ يتم الإجهاز على أقدس قضية إسلامية في تاريخنا المعاصر.
فإذا كانت مواجهة اليهود مع الإسلام وأمته وعالمه وحضارته، فهل يجوز لعاقل أن يسقط البعد الإسلامي والإمكانيات الإسلامية من حسابات هذا الصراع؟،
هل نواجه هذا الحلف العنصري التوراتي اللاهوتي الغربي الإمبريالي بإمكانيات الوطنية الفلسطينية وملايينها الثمانية فقط؟ أم بالدائرة العربية القومية وحدها؟ أم ندعم هاتين الدائرتين بالمحيط الإسلامي، بكل إمكانياته المادية وعمقه الاستراتيجي، وتعداده الذي يقدر بـ (24%) من سكان العالم؟
ولكن متى تعي الأمة الإسلامية، وهم أصحاب الحق، وعياً إسلامياً دقيقاً، من خلال الضوابط الشرعية فكراً وعقيدة وتربية، حينئذ ستواجه أعداءها بكل صبر وتصميم بالقوة والتضحية والمواصلة، والجهاد والاستشهاد عندئذ ستتمكن بإذنه تعالى من إزالة إسرائيل من قلب وطننا المقدس، وستلقي القبض على الجناة، وتسوقهم إلى قفص الاتهام، أمام محكمة التاريخ العادلة، وما ذلك على الله ببعيد، حيث لا يصْلُحُ شأنُ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها.
وأخيراً أسأل الله تعالى أن أكون قد هُديت إلى الصواب، فإن يكن فمن الله، وإن جانبني فمن نفسي، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
ماهر أحمد آغا
1/1/2002م
* * *
هيكل البحث
إن هذا البحث دراسة تاريخية تحليلية وموضوعية مختصرة، لا هو بالاختصار المخل ولا بالإطالة المملة، يعطي القارئ الكريم فكرة واضحة عن أصول اليهود وتاريخهم عبر العصور، ومروراً بتأسيس الحركة الصهيونية حتى وعد بلفور، مركزاً على مواطن العبرة والعظة ومعاني الدعوة بعيداً عن الخطاب العاطفي والأدبي إلا ما اقتضت المصلحة، وباختصار دون إخلال بالصورة العامة. وقد قسمت الكتاب إلى خمسة فصول:
الفصل الأول: تناولت فيه البحث في الجذور التاريخية لأصل اليهود القدماء، منذ عصر الأنبياء الأوائل حتى انتهاء دورهم التاريخي في فلسطين على أيدي الرومان، وأثبت بالأدلة التاريخية بأن يهود اليوم غير يهود بني إسرائيل الذين تحدث عنهم القرآن الكريم.
الفصل الثاني: عرضت فيه الشخصية اليهودية عرضاً تحليلياً بالمنظور القرآني، وما تعانيه هذه النفسية من عقد وأمراض والتواءات، جعلتها متحاملة على البشرية.
الفصل الثالث: تناولت فيه دور اليهود التاريخي المعادي للبشرية في كثير من فترات حياتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية في أوربة وتركية والشرق الإسلامي، وهذا الدور التاريخي البغيض جاء متفقاً مع الرؤية القرآنية لليهود.
الفصل الرابع: خصصته للتأصيل التاريخي للاتجاهات الصهيونية ومؤسساتها ومنظماتها وتحالفاتها، وكيف انبثقت من اليهودية. والدور البريطاني والأمريكي الرسمي والشعبي في بلورة الفكرة الصهيونية وتطويرها من دور التنظير إلى دور التنفيذ من مؤتمر بال لهرتزل 1897 م، حتى وعد بلفور 1917 م، أما الفترة التاريخية التي تُعقب وعد بلفور حتى قيام دولة إسرائيل عام 1948 م فبالنظر لكثرة أحداثها الشائكة، سأستعرضها في بحث مستقل لاحق بإذنه تعالى من خلال شخصية الشهيد عبد القادر الحسيني، الذي برز دوره في أحداث تلك الفترة.
الفصل الخامس: ناقشت فيه المبررات اليهودية الدينية والتاريخية لاغتصاب فلسطين، وإبطال حججهم في ذلك، ثم استعرضت التكهنات والتوقعات لنهاية إسرائيل وزوالها من خلال رؤية إسلامية.
الفصل الأول
فلسطين في التاريخ
تمهيد
فلسطين هي الأرض التي صنعت التاريخ وصُنعَ فيها التاريخ، ويمكن أن يقال عنها كما قال شيشرو عن أثينا: ((حينما نضع أقدامنا فنحن إنما نمشي على التاريخ)) وذلك بسبب موقعها الجغرافي، وعمقها التاريخي، وبعدها الحضاري، وارتقائها الروحي، فقد تحرك على أرضها كثير من الأنبياء، وتعانقت في سمائها الأديان التوحيدية جميعاً.
وفلسطين وما حولها بلاد مباركة، باركها الله سبحانه، وهي أرض مقدسة قدسها الله، وجعلها أرض العقيدة والإيمان، وأرض المواجهة والجهاد، أرض الرباط والاستشهاد، وأرض الحسم والتقرير. وهي أرض المحشر والمنشر، إليها ينتهي حشر الناس من جميع بقاع الأرض، ليسمعوا عليها صيحة الصعقة فينصعقوا ويموتوا كما صرحت بذلك الأحاديث الصحيحة. وبذلك تكون هذه الأرض المباركة مسرحاً للحظات الأخيرة من عمر البشرية في هذه الحياة الدنيا.
وقد أشار القرآن الكريم إلى بركة هذه الأرض ست مرات بصيغة الفعل الماضي ، بارَكْنا، [الأنبياء: 21/71] في هذه المرات كلها جاء إخباراً عن الأرض المباركة، وتقريراً بأن الله سبحانه هو الذي بارك فيها وعلى سبيل المثال قوله تعالى: ، وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ ، ، [الأنبياء: 21/71]. والتعبير عن البركة الربانية بالفعل الماضي ، بارَكْنا، [الأنبياء: 21/71] يدل على ثبوت واستقرار البركة الربانية لهذه الأرض. لأن الفعل الماضي يفيد الثبات والاستقرار، فالله سبحانه قد شاء استقرار البركة في هذه الأرض وجعلها ثابتة فيها .
لقد سميت بلاد فلسطين قديماً بـ (كنعان أو أرض كنعان Kanaan ) وقد أشارت الحفريات في تل العمارنة إلى أن هذه التسمية التي يرجع عصرها إلى خمسة عشر قرناً قبل الميلاد، تطلق على البلاد الواقعة غربي نهر الأردن بما فيها سورية، وكنعان هو الاسم الذي تذكر به التوراة هذه البلاد . وقال بعض المؤرخين: إن كنعان أوسع من ذلك، حيث كانت تضم لبنان كذلك، وهي الأرض التي سكنها الفينيقيون، وكانت حدود كنعان تنتهي - حسب التوراة - على ساحل البحر عند مدخل حماة، هذا وإن اليهود بعد غزوهم لبلاد فلسطين كانوا يسمون هذه البلاد في لغتهم بـ (أرض إسرائيل) علماً بأن الإسرائيليين القدماء لم يحتلوا هذه البلاد بكاملها، بل كانت تمتد أرض الإسرائيليين من منطقة دان إلى بئر السبع، ويؤكد ذلك ما جاء في أمكنة مختلفة من التوراة كسفر القضاة وغيره .
منذ أقدم العصور كانت شعوب الجنس السامي - أي العرب - تسكن فلسطين كالأموريين (العموريين) والكنعانيين والحثّيين والجبويين واليبوسيين وغيرهم، بعد أن انتقلت هذه القبائل إلى سورية والجزء الجنوبي من فلسطين في سلسلة طويلة من الهجرات، لا نعرف على وجه اليقين في أي عصر بدأت، إلا أن الهجرة الكنعانية هي أقدم الهجرات التي نعرفها عن يقين والتي حدثت في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد. حيث هاجر الكنعانيون من سواحل شبه الجزيرة العربية الشرقية - سواحل عُمان والإحساء اليوم - واستقروا بها، وسميت أرض كنعان نسبة إليهم، وأطلق على من سكن في الساحل الشمالي اسم الفينيقيين، لاشتغالهم باستخراج وتجارة الفينيكس (Phionix) وهو اللون الأرجواني، واهتموا في تجارة وبناء المدن. كما أطلق على الكنعانيين الذين حلوا بجنوب ووسط أرض كنعان في منطقة القدس اليوم اسم اليبوسيين. وهم أوّل من شيد المدن فيها مثل بئر السبع وأشدودة والقدس التي عُرفت بأسماء متعددة مثل يبوس أو أورسالم، أورشليم، وكانت فترة حكمهم أو سكناهم لفلسطين هي الأطول بين الشعوب التي تعاقبت عليها، فقدوم الكنعانيين إلى فلسطين يعود إلى 3000 ق.م كما أجمع المؤرخون.
واستمر حتى عام 997 ق.م أي فترة حكم الكنعانيين لفلسطين دامت 2003 أعوام .
إن الكنعانيين شعب سامي عربي، ويطلق اسمهم على كل القبائل في فلسطين، ويعتبر الكنعانيون من العرب البائدة . ولقد جاءت تسمية الكنعانيين المهاجرين إلى أرض كنعان (فلسطين) كما يرى المؤرخ الطبري نسبة إلى كنعان بن حام بن نوح .
ولقد جاء في سفر التكوين (10 - 6) أنه كان لحام بن نوح أربعة أولاد: كوشي، مصرائيم، بوت، كنعان .
وقد تعرض الكنعانيون لفترة من فترات تاريخهم إلى الحقد والعدوان من قبل اليهود، وكان ذلك طبيعياً لأنه على حدّ قول التوراة: ((لأنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في الطريق عند خروجكم من مصر)) .
((إن الأموريين كانوا يمثلون الطراز السامي الحقيقي، وإنهم قد أورثوا ملامحهم إلى أخلافهم العرب، وبعد ذوبان الأموريين مع من سبقوهم من المهاجرين لدرجة أن هويتهم الخاصة قد ضاعت في معظم المناطق، ظلّ اسم الكنعانيين هو الذي يحمل طابع الشمول الذي يميز مكان فلسطين غير الإسرائيليين)) .
وكان من الفروع الكنعانية المعروفة التي سبق ذكرها اليبوسيون المشهورون الذين كانت عاصمة بلادهم القدس القديمة المعروفة باسم أورسالم (مدينة السلام). وكان اليبوسيون على درجة كبيرة من الحضارة، وكانوا يتبعون فراعنة مصر ويدفعون لهم الخراج، ولما جاء اليهود من التيه بقيادة يوشع بن نون واحتلوا البلاد حاولوا اقتحام القدس، لكنهم عجزوا عنها فظلت في أيدي اليبوسيين إلى أن حاربهم داود ي فحاصرهم وهدم أسوارهم، ودخلها عنوة وجعلها عاصمة ملكه وضرب على اليبوسيين الجزية حتى أيام سليمان ي، وكان فتح القدس على يد داود عليه ي ، بعد 140 سنة من المقاومة اليبوسية.
ويقول منظرو التاريخ القديم أن عرب فلسطين اليوم هم أخلاف الكنعانيين واليبوسيين والفينيقيين الذين هم منحدرون من الأموريين أصلاً، والذين صمدوا في الأرض برغم كل الطغيان اليهودي والغزوات الخارجية المستمرة، وقد ذهب د. جواد علي في كتابة (تاريخ العرب قبل الإسلام) بأن اسم الساميين جاء نسبة إلى سام بن نوح، أما المهد الأصلي للساميين فقد ذهب العلماء في ذلك مذاهب شتى، وكان أرجح الأقوال بأنهم من أرض بابل جنوب العراق وأرض الجزيرة العربية.
تسمية يهود بني إسرائيل وأصولهم
إن من أشهر أسماء بني إسرائيل القديمة هي (العبريين والإسرائيليين واليهود)، وقد كان لكل اسم تعليله وأسبابه، فقد قيل: إنهم سموا بالعبريين نسبة إلى إبراهيم ي نفسه، فقد ذكر في سفر التكوين باسم (إبراهيم العبراني) لأنه عبر نهر الفرات وأنهار أخرى، وقد قيل سمّوا بالعبريين نسبة إلى (عِبْر) وهو الجد الخامس لإبراهيم ي .
وقد أجمع أكثر المؤرخين ومنظري التاريخ على أن التسمية ناتجة عن عبور إبراهيم ي نهر الفرات، ويؤكد هذا الرأي ما جاء في سفر يشوع ((وهكذا قال الرب إله إسرائيل في عبر النهر سكن آباؤكم منذ الدهر تارح أبو إبراهيم وأبو ناحور وعبدوا آلهة أخرى، فأخذت أباكم إبراهيم في عبر النهر وسيرته في جميع أرض كنعان)) .
وقد نشرت مجلة العربي الكويتية بحثاً للقس (إسحاق سالكا) عنوانه (معنى التسميات للشعوب السامية الثلاثة الكبرى) قال: ((إن هذه اللفظة لم تظهر إلا بعد اجتياز إبراهيم نهر الفرات)) ، فضلاً عن أن الأخذ بهذا الرأي أقرب إلى الصحة والصواب من الآراء الأخرى.
أما تسميتهم بالإسرائيليين أو بني إسرائيل، فقد سموا بذلك نسبة إلى أبيهم إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم الصلاة والسلام - وإسرائيل كلمة مركبة من إسر بمعنى عبد أو صفوة، ومن أيل وهو الله، فيكون معنى الكلمة عبد الله أو صفوة الله، وإيل بمعنى الله في كثير من اللغات السامية، وليس العبرية فحسب .
وكان أولاد يعقوب الذكور اثني عشر ولداً، وقد جاء ذكر يعقوب وأولاده في القرآن الكريم في آيات كثيرة منها قوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلَهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 2/133].
أما تسميتهم باليهود فجاءت هذه التسمية حين تابوا من عبادة العجل، وقالوا: {إِنّا هُدْنا إِلَيْكَ} [الأعراف: 7/156] أي تبنا ورجعنا إليك.
....
ينطلق اليهود في صراعهم مع العرب من أصول عقدية دينية وتاريخية تشكل ديمومة للصمود والتشبث بالأرض المغتصبة تنفيذاً للوصايا التوراتية على زعمهم، بوصفها أرضاً للميعاد، وكونهم شعب الله المختار..
أما المسلمون فقد تجاوزوا هذه الركيزة العقدية اليوم في صراعهم معهم فجعلوه صراعاً قومياً يقتصر على الإطار العربي، ثم اقتصر الدور العربي الرسمي على الفرجة والتعليق الإعلامي، بل ضيقوا دائرة التحدي إلى اقتصارها على دول المواجهة الإقليمي الضيق الذي يستند للسكان الفلسطينيين وحدهم.
واليوم تقوم محاولة أمريكية صهيونية لتحويل حركة المواجهة المسلحة إلى نضال سياسي إعلامي..
فهل يكون ذلك؟!
يتناول هذا الكتاب البحث في الجذور التاريخية لأصل اليهود منذ عصر الأنبياء الأوائل حتى انتهاء دورهم التاريخي في فلسطين، ويبين أن يهود اليوم غير يهود بني إسرائيل الذين تحدث عنهم القرآن الكريم.
يحلل الكتاب الشخصية اليهودية، ويذكر ما تعانيه من عقد وأمراض والتواءات، ويبرز موقف اليهود التاريخي المعادي للبشرية، في كثير من فترات حياتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية، ثم ينتقل إلى الحديث عن جذور الحركة الصهيونية، ويبين كيف انبثقت من اليهودية، مشيراً إلى الدور البريطاني والأميركي في بلورتها وتطويرها، من التنظير إلى التنفيذ، بدءاً بمؤتمر بال 1897م، حتى وعد بلفور 1917م.
ويناقش حتمية زوال إسرائيل بالاعتماد على التكهنات والتوقعات، ومن منظور إسلامي.