كتاب يصور مشاهدات رآها فتى زار فلسطين المحتلة، وشاهد الممارسات التي يقوم بها الصهاينة في واقع الحياة اليومية ضد الفلسطينيين.
وأهمية الكتاب على صغر حجمه تكمن في أنه يقدم صوراً دقيقة حسّاسة وحقيقية من تلك الصور التي تعمى عنها أجهزة الإعلام الغربية، وتسكت عنها الإذاعات فلا يرى العالم منها شيئاً، الأمر الذي يمكن أن ينبه الوعي العربي خصوصاً والعالمي عموماً إلى حقيقة ما يحدث في هذا الجزء الهام من العالم، حيث مهبط الأديان السماوية المقدسة كلها... وحيث تنتهك القداسة بأبشع صور الانتهاكات، وفي زمن التقدم والحضارة الإنسانية.
يتناول هذا الكتاب تصوير شريط المأساة الفلسطينية المستمرة بموضوعية، بقيام صحفي تشيكي بزيارة للأرض المقدسة، ويلتقط صوراً حيَّة لمعايشات الفلسطينيين اليومية، يعرضها للعالم، ويحاول تشكيل الوعي العربي حول الاحتلال، وبشاعته، بواقعية منطقية بعيدة عن العاطفة والشعارات والاستهلاك السياسي.
ويكشف انتهاك الديمقراطية وحقوق الإنسان يومياً لعرب إسرائيل العزل المسلمين والمسيحيين والدروز، في دولة مهاجرين تدعي الديمقراطية، ولا تجمعها لغة ولا ثقافة ولا تاريخ، وسط صحراء التسلط العربي الخالية من الحرية.
ويبين محاولة إسرائيل إعادة كتابة التاريخ لحسابها بتزييف أسماء نزلاء قبور المسلمين وسرقتها، وهدم القرى المسيحية، وإدخال عناصر يهودية اعتباطاً على الآثار الإسلامية وغيرها، التي تثبت على مر العصور عدم احتكار أي شعب أو عقيدة دينية واحدة لأرض فلسطين.
ويصف المشاهد اليومية المؤلمة لعرب الأراضي المحتلة بالقوة، وولادة أطفالهم المحكوم عليهم بالموت سلفاً، ولمدن تشرب مرة واحدة أسبوعياً، ولطرق الضفة المقسومة إلى جزر يصعب التنقل بينها، تكريساً للاحتلال، ومنعاً لتوسيع الدور العربية، ولقيام أي كيان فلسطيني، الذي قام رغم كل شيء بسياسة التمييز العنصري الإسرائيلية المفتقدة كل حليف.
ويصور وعي الفلسطيني ذاته المتوارثة عبر الأجيال منذ نكبة 1948، وحقيقة قضية نضال الشعب الفلسطيني الأعزل صاحب الحق المشروع تجاه ترسانة السلاح الهائلة، وأنها ليست نزاعاً بين طرفين على قدم المساواة مثلما تحاول الدعاية السائدة تصويره.