يقدم هذا الكتاب دراستين لعالِمين جليلين مختصين بالعلوم الاجتماعية.
في البداية يستعرض الدكتور أبو بكر باقادر نشأة علم الاجتماع في الوطن العربي التي كانت مع دخول المستعمر الأجنبي للبلاد العربية، وذكر كيف تطور تدريس هذا العلم لإيجاد نواة دراساتٍ اجتماعيةٍ حديثةٍ تعتمد المناهج الكمية والكيفية. ثم ظهرت المناهج القومية للبحوث الاجتماعية، وتنقل المدرسون العرب المختصون بين الجامعات العربية، لنقل معارفهم. وعرض المؤلف للدراسات الاجتماعية التي قدمها العلماء العرب عن الأسرة والحياة البدوية والحضرية والريفية، وعن التعليم والدين والعمل والتنمية والتحديث والعولمة والسياسة والدولة والعلاقات الإثنية والعرقية والانحراف والجريمة. ثم عرض رأيه في مستقبل علم الاجتماع في الوطن العربي.
أما الدكتور عبد القادر عرابي فقد قام ببحث نقدي لواقع الدراسات الاجتماعية العربية، فرأى أنها دراسات تعبر عن التحولات المجتمعية والثقافية والتاريخية، لم تتناول القضايا الاجتماعية الهامة، وإنما تناولت المجتمع بعيونٍ تراثيةٍ تارةً، وتوفيقيةٍ عربية أو شرقية تارةً أخرى.
ثم وضح الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه العلوم الاجتماعية في حوار الحضارات والتعريف بهويتنا وتراثنا وخصائصنا الدينية والإثنية، في ظل عولمة تجتاح العالم.