مناهج النقد
مستخلص
يعالج هذا الكتاب ضربين من المناهج النقدية الغربية الحديثة، أحدهما المناهج النقدية التي أصبحت في نظر بعضهم تقليدية قديمة، والثاني المناهج الأحدث التي تمخض عنها القرن العشرون، وتسمى المناهج الحداثية وما بعد الحداثية، أو المناهج البنيوية وما بعد البنيوية التي كانت ثورة على الأولى ونقضاً لها؛ فهذه الأولى مناهج تتعامل في نقدها النص الأدبي من الخارج، ولا تولي لغة الأدب، ولا خصائصه الجمالية، ولا فنيته أي اهتمام؛ لذلك اتجهت المناهج النقدية الحداثية وما بعد الحداثية اتجاهاً مادياً محضاً في التعامل مع الأدب ونقده؛ إذ لم تر فيه إلا شكلاً لغوياً جمالياً، ولم تعد تعبأ بما يقدمه النص الأدبي من قيم أو مثل أو فلسفة أو فكر، ولم تعُد تسأل عن وظيفة النص ولا عن دوره في المجتمع.
الكتاب في تناوله لهذه المناهج النقدية الغربية، يعرضها منهجاً منهجاً على انفراد ويبين خصائص كل منهج، فيحلله ويقومه، ويبيّن ما له وما عليه في ضوء التصور الإسلامي عن الكون والإنسان والحياة والفن.
وعملُ مؤلفه يعد خطوة في درب التنظير لأدبٍ ونقد إسلاميين، وعرْضاً لما هو موجود متاح، حتى يتم الانتقاء والاصطفاء عن بصيرة وعمق وإدراك. لأن إنشاء النظرية المأمولة لنقد عربي إسلامي لابدّ أن يقوم على منهج تكاملي، يأخذ من جميع المناهج ما يتفق مع التصور الإسلاميّ.