لأمومة موضوع يتكرر بأشكال مختلفة في هذا الكتاب ولكن ليس بالمعنى الفيزيائي أو الجسدي فقط، وإنما بمعنى أمومة العائلة والمجتمع والبلد. الأمومة في هذا الكتاب هي قيمة إنسانية جوهرها الحبّ والعطاء للعائلة والوطن والحضارة الإنسانية وأداتها خلق الجسور بين الثقافات والبلدان القريبة والبعيدة. وبهذا تكتسب الأمومة هنا معنى جديداً فتصبح أمومة حنونة على البلد وأمومة مقاومة للاحتلال والاضطهاد وأمومة تواقة إلى الاستقلال والحرية. والأمومة في هذا الكتاب تغطّي تميّز النساء في الفنون والعمارة والزراعة والسياسة ومواقع اتخاذ القرار في مناطق جغرافية تمتدّ من أوربة إلى الشرق الأوسط والصين. والاستنتاج هو أنه رغم التباعد الجغرافي بين البلدان فإن العناصر الإنسانية تجمع بني البشر جميعاً وتجعل من السهل عليهم الالتقاء والتفاهم والتعاون.
قرّاء هذا الكتاب يجب أن يكونوا من الأطفال والرجال والنساء في الغرب والشرق لأنه كتاب منهم وعنهم ولهم، لأنه كتاب يحاول أن يكتشف نقاط التوازن الجوهرية والتي تجعل البشر أكثر سعادة وازدهاراً ونقاءً في أيّ مكان وفي كلّ مكان. إنه كتاب يفخر بالصفات الإنسانية السامية ويسلّط الضوء عليها للتعلّم منها، كما يعرض طرائق لمواجهة التحديات والتي يمكن بأسلوب أو آخر أن تسبّب غضاضة لجمال وروعة إنسانية الإنسان. إنه الكتاب الذي يعرض الاستنتاج بأن العلوم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتاريخية كلها وجدت لخدمة إنسانية الإنسان والذي هو القيمة العليا في هذه الحياة. وبهذا فإنّ كلّ ما يعزّز كرامة الإنسان هو سليم وكلّ ما يلحق الضير بها هو خطأ. الاستنتاج الأهمّ هو أنّ كلّ أوجه الحياة والنشاط البشري يجب أن تتضافر لخدمة حرية الإنسان وكرامته وإعلاء شأنه كقيمة عليا في هذه الحياة.