كتاب يبحث في نظرة القرآن الكريم إلى الآخر. تتفرع أبحاث الكتاب فرعين؛ فالأول مدخل وبحثان وخاتمة، والثاني ملحق أساسي.
تناول المدخل إشكالية الأنا والآخر التي أخذت شكل الأنا الغربي المتحضر/ الآخر غير الغربي المتوحش، ويشير إلى مهاجمة بعض الباحثين للقرآن بزعم أنه مناهض للتسامح والتعددية، ثم يطرح أسئلة تبرز أهمية هذه الدراسة.
أما المبحث الأول فتناول الرؤية الكونية الإسلامية للأنا والآخر، باستقراء الركائز الخمس للرؤية التوحيدية، ثم المضامين الأساسية للعلاقات المؤسسة على التوحيد، وهي مضامين منبثقة عن المرتكزات الخمسة السابقة وتدور في سبعة محاور:
انفراد الله تعالى بالآخرية المطلقة والواحدية المطلقة، ثم العهد الإلهي المؤسس لنواة العلاقات الكونية، ثم التكليف الإلهي للإنسان في علاقاته، ثم شبكة هذه العلاقات الكونية، فكيفية انتظام الرؤية التوحيدية لهذه الشبكة، فمنظومة النصيحة بوصفها أساس التعامل الإنساني، وأخيراً شمول الناظم التوحيدي للإنسانية.
وأما المبحث الثاني فجاء تحت عنوان أنماط العلاقة بين الأنا والآخر، وفيه عرض لأهم أنماط العلاقة بين كل أنا وذاته، وكل أنا وآخر، في نطاق أُمَّتَي الإجابة والدعوة. ويقدم المبحث الأنا المسلم بشقيه؛ نمط الأسوة الحسنة للمرسلين المعصومين، ونمط المجتمع الإسلامي. ثم يقدم نماذج لأنماط العلاقة المنحرفة بين الأنا والآخر.
وكانت الخاتمة فكرة موجزة عن إفلاس الرؤية الغربية المعاصرة في العلاقة بين الأنا والآخر والحاجة إلى رؤية إسلامية، مركزةً على عقبات التحول عن البديل الأوربي المهيمن إلى البديل الإسلامي.
أما الفرع الثاني: الملحق الأساسي فكان عن نية مفهوم الأنا / الآخر في السياق القرآني، فيحاول أن يبني مفهوم الأنا / الآخر بتحديده في نطاق الآيات التي ورد فيها، وبيان كيفية تطبيق منهاجية التحليل السياقي عند تجاوز هذا الحد الأولي. وقد انقسم على ذلك ثلاثة أقسام: البنية الأولية لمفهوم الأنا، والبنية الأولية لمفهوم الآخر، ثم أخيراً الروافد المفتاحية لبناء أنماط الأنا / الآخر في السياق القرآني.