تعددت اتجاهات البحث والتنظير في علم الاتصال، وتداخلت مع علوم متعددة اجتماعية ونفسية وسلوكية، وانفتح علم الاتصال على آفاق وطرق شتى، تمازج فيها مع العلوم والمعارف الجديدة، فغدا لهذا العلم اليد الطولى في السيطرة على العقول والنفوس وتسخيرها لخدمة أغراضها وأهدافها وسياساتها، وتبديل العقائد والأخلاق والقيم والثقافات لدى شعوب العالم بما يخدم الثقافة المهيمنة وغالباً هي الثقافة الغربية.
تتجلى أهمية هذا الكتاب في محاولته المقاربة بين الإسلام (مجتمعاتٍ ودولاً وأمةً) مع الوسط الذي تضعه وسائل الاتصال، ويحكمه منطق ذو طابع اتصالي، وغالباً ما تكون بنيته بعيدة عن واقع الإسلام، بل هي نقيض لجوهر الإسلام، وأحياناً يمارس أهدافه بما يتعارض مع حقيقة الإسلام وأهدافه.
إن الوعي بهذه القضية يتجلى في عدد من المسائل الاتصالية ذات الطابع الإسلامي يحاول الكتاب دراستها بطرق علمية واعية.
ففي الفصل الأول يقدم المؤلف مقاربة تأصيلية لعلم الاتصال مع دراسة للأبعاد والمبررات، ويبحث الفصل الثاني في اتجاهات البحث لتأصيل علم الاتصال، وأسلمة العلوم والاتصال خاصة.
في الفصل الثالث، يدرس أصول الاتصال في القرآن الكريم، وتجليات الظاهرة في القرآن الكريم، ومعالم الرؤية الاتصالية والتواصلية.
في الفصل الرابع، يبين معالم النشاط الاتصالي في التجربة النبوية، ويتحدث عن الظاهرة قبل صدر الإسلام وبعده وفي أثناء البعثة النبوية، ثم في عهد المدينة، ثم كيف تحول الاتصال من الشفاهية إلى الكتابية.
في الفصل الخامس، يوضح كيف أصبح الاتصال الكتابي أداة السيطرة والتنفيذ السياسي في صدر الإسلام، والخلافة الراشدة، والعصرين الأموي والعباسي، مع انتشار الترجمة ونشر الكتب والوراقة، والاتصال الجماهيري ويبين الأثر الاجتماعي والسياسي لذلك.
أخيراً في الفصل السادس يعرض لمقاربة أصيلة لعلم الاتصال من منظور إسلامي تعاير الاتصال السياسي والثقافي والقيم ووسائل الاتصال.