مقدمة الناشر
يسرُّ دار الفكر أن تصدر هذا الدليل للراغبين في التقدم لمسابقات الوظائف عموماً بالقطاعين العام والخاص، في وقت كثُر فيه التنافس وقلَّت فيه الفرص، وكثُر عرض الشهادات.. الأمر الذي دفع بأصحاب القرار إلى اختيار الأكفياء اعتماداً على مقاييس دقيقة، ووضعوا صفات تميِّز الموظف المطلوب لأداء عمل ناجح في الوظيفة التي يشغلها.
كانت الشهادة التي يحوز عليها المتقدِّم لأي وظيفة تكفي لترشيحه بجدارة للعمل الذي يتقدم إليه، إلا أن تطور الزمن، وانتشار التكنولوجيا الحديثة، واتساع الاتصال، أدى إلى طلبات أخرى غير الشهادة يريدها المديرون في القطاعين الخاص والعام.
ولقد درجت الإدارات الجديدة اليوم على اختيار الموظفين بعد طلب شهادات دراسية معينة على إجراء امتحان كتابي، وآخر شفوي من خلال مقابلة لجنة فاحصة، فتطلب هذا من أي متقدِّم لوظيفة أن يكون على تصور واضح لما يُطلب منه من جهة، وأن يتسلح بمستوى نفسي عالٍ يزوِّده بالتوازن الفكري والعصبي.
نرجو أن يسدَّ هذا الكتاب ثغرة مهمة في المكتبة العربية الحديثة وينفع المعنيين به.
الناشر
نصائح عملية - للمتقدمين لمسابقات التوظيف
نصائح عملية - للمتقدمين لمسابقات التوظيف
ليست مسابقات اختيار الموظفين سوى سبر وقياس لشخصية الموظف الذي تريد الإدارة أن تتعاون معه وتعتمد عليه في مهامها وأعمالها.. وكل مدير عموماً لا يرغب إلا بالأشخاص المتميزين في الثقافة والخبرة الشخصية المتألقة، ومن هنا تضع المؤسسات في انتقائها امتحانات تحريرية وشفوية تبني على أساسها.. فإذا ما وجدتَ نفسك يوماً بحاجة إلى أن تخوض هذه الامتحانات فإليك بعض التصورات المطروحة في البحث للاطلاع عليها والاستفادة منها.
وقبل أن نقدِّم لك تلك التصورات نضع بين يديك مجموعة من النصائح العامة لتشكيل الشخصية الثقافية العملية التي ينظر إليها المجتمع باحترام وتقدير، سواء كنت موظفاً أم غير مسؤول عن عمل في دائرة.. فالحياة كلها وظيفة يقوم بها الإنسان، فإذا نجح حقق طموحاته وتفوق وقبض على مفاتيح السعادة.
1- اعتنِ بالثقافة العامة دوماً، ولو كنت متخصصاً في جانب معين من العلم، فهذا يوسع آفاق شخصيتك ويزرع الثقة في نفسك.. ومن هنا يجب أن تختار كتاباً تقرؤه كل شهر على الأقل في أي علم من العلوم ولو كان بعيداً عن تخصصك.
2- لا تنقطع عن المجتمع الذي تعيش فيه، ولا عن الواقع من حولك؛ شارك فيه المشاركة الإيجابية، فذلك مما يبني الشخصية ويكسبها خبرات لا تأتي بالدراسة النظرية؛ كن عضواً فعالاً في جمعية، استمع إلى تجارب الآخرين، فكر مع جيرانك بما يفيد العموم.. ولتكن لك ثلة من الأصحاب تجتمع إليهم كل حين فتسمع منهم ويستمعون منك.
3- كن صاحب نظرة إنسانية شاملة، لا تتقوقع على نفسك أو على أسرتك، وابحث في احتياجات مجتمعك، وفكر في الأخطاء التي يرتكبها الناس وفتش عن طريقة للنهوض.. وكن أنت أول الناهضين.
4- ابتعد عن الأنانيات، فأنت لست مركز الكون، ولست المهم الأول في المجتمع.. ففيه مهمون كثيرون.. ومن هنا قدِّم الواجبات التي تطلب منك على الحقوق التي تطلبها، فالأناني لا ينهض ولا يتقدم ولا يرتقي.
5- ابحث عن الجمال في الحياة، فالحياة جميلة إن فهمناها، وجمالها في دقائق تفاصيلها، وبحثُنا عن الجمال ينعكس علينا بالسعادة والسرور، فالجمال في كلمة طيبة، وفي نظافة شارع، وفي إحسان إلى فقير، وفي شدو عصفور.. افتح عينيك على ما حولك، كن جميلاً تر الوجود جميلاً.. وتر نفسك شخصاً آخر.
6- كن متفائلاً، وابتعد عن التشاؤم، فالتشاؤم يفتك بالنفس ويزرع فيها العجز وانتظار المصيبة، ويقعد بها عن العمل، ويقودها إلى اليأس. والتفاؤل حركة نحو الأمام والبناء والتغيير.
7- ابحث في أخطائك كل حين بموضوعية وتجرُّد، ولا تسوغها لنفسك، ابحث فيها كما تبحث في أخطاء الآخرين. ذلك يفيد فيما بعد باتخاذ القرارات الصحيحة التي تتجنب بها الأخطاء أو تقلل منها قدر المستطاع.
8- والبحث في أخطائك يقودك إلى أن تعترف بها حين تقع منك هفوات فتتراجع عنها، لأن التراجع عن الخطأ فضيلة، ولا تكن كأولئك الذين يصرون على أخطائهم.. فهذا خطأ آخر تجني نتيجته خسارة.
9- احترم الآخرين صغاراً وكباراً، لا تحتقر أحداً، وعندئذ تنال احترامهم مما يعزز شخصيتك.
10- وأخيراً؛ فالحياة الناجحة تضحية، وكل امرئ يستطيع أن يضحي من مكانه ولو بالقليل بما ينفع ويفيد.. ومن يقدم التضحية يجد لذة فيما يفعل. وليست التضحية خسارة لمن يقدمها، قد تكون التضحية بشيء من مال أو وقت أو راحة نفس.. وقد تكون بالنفس كلها.