كلمة لا بد منها
في عام 1857، وقبل عامين من نشر كتابه «حول أصل الأنواع» ، أجاب «داروين» عن سؤال طرحه عليه «ألفريد رسل والاس» بقوله: «تسألُ فيما إذا كنتُ سأناقش أصل "الإنسان"، أعتقد أنني سأتجنب الموضوع برمته، ذلك أن الأفكار المسبقة تحصره من جوانبه كافة؛ مع العلم بأنني أعترف طواعية بأن هذا الأمر يمثل، في ما يتعلق بعلماء التاريخ الطبيعي، المعضلة الأكثر نبلاً وأهمية».
ولكن، بعد أربعة عشر عاماً قرر «داروين» أن ينكبَّ على هذه «المعضلة الأكثر نبلاً» في كتابه «أصل الإنسان» ، حيث يقول: «غالباً ما تم الجزم بثقة بأنه لن يمكن أبداً معرفة أصل الإنسان: بيد... أن الذين يعرفون القليل، وليس أولئك الذين يعرفون الكثير، هم حقيقة الذين يجزمون بأن هذه المعضلة أو تلك لن يمكن أبداً فهمها بوساطة العلم».
وبالفعل فلقد استطاع العلم أن يجلي جزءاً لا بأس به من الغموض الذي يحيط بأصل الإنسان. وكما سيتضح لقارئ هذه العجالة؛ فإن الأبحاث العلمية التي قام بها أكثر من خمسة وأربعين باحثاً طوال خمسة عشر عاماً (من 1994 حتى 2009) بيَّنت ما يلي:
1. إن ملكة الاستعراف (ما ندعوه العقل) قد وُهب للإنسان حصراً، ولم يأته بسيرورة الانتقاء الطبيعي، ذلك أنه غير موجود في أي كائن آخر.
2. لا توجد بين إنسان منخفض «عفار» في أثيوبية وبين القردة الإفريقية أية علاقة تطورية.
3. إن تبادلية العلاقات التعاونية التي تُعَرِّفُ النوع البشري تعود في أصولها إلى أكثر من 30 مليون عام.
وبالنظر إلى أهمية هذه الأبحاث؛ فلقد رأينا أن نقوم بهذه الدراسة الموجزة؛ آملين أن يجد فيها القارئ بعض الفائدة.
دمشق، في 10. 04. 2010
هاني خليل رزق - عضو مجمع اللغة العربية بدمشق
أصل الإنسان
يقدم الكتاب رؤية جديدة لأصل الإنسان، استمدت قوتها من تجارب خمسة وأربعين عالماً من دول مختلفة، أجروا أبحاثهم مؤخراً في أفريقيا بين عامي 1994و 2009. وكانت نتائج أبحاثهم المنشورة في المجلات العلمية المرموقة مذهلة وصادقة على الصعيد العالمي، ألأنها خالفت نظرية دارون ، أم لإيجادها نظرية جديدة حول نشوء الإنسان؟
يطرح الكتاب أفكاراً جديدة حول الموضوع، أثارت جدلاً عالمياً كبيراً في أمريكا وأوربا منذ زمن بعيد، وما زال النقاش مستمراً حتى الآن.