حداثة وأصالة

حداثة وأصالة
سؤال الحداثة والأصالة سؤال إشكالي، لأن كلا المصطلحين نسبيان من جهة، ولأنهما لا يتناقضان بالضرورة من جهة ثانية. فالحداثة تحظى بسمة الخلود عندما يتمتع الكاتب بالأصالة، وكذلك فإن الأصالة تتميز عن التقليد عندما تتسم بالحداثة.
درس المؤلف هنا مجموعة من الكتّاب والفنانين، وحاول أن يبين كيف تكمن حداثتهم في أصالتهم، أو أصالتهم في حداثتهم. وكيف يستطيع الزمن أن يحمل التجديد، ولكن ذلك يؤدي إلى أفول الحداثة، فتأتي الأصالة لتبقي على توهج الإبداع.
ويرى إن الأصالة إذا تراجعت بفعل التشابه الإبداعي، فإن الحداثة تظل العامل المميز لإنتاج الفنان أو الأديب. وعندما تجتمع الحداثة والأصالة فإن الإبداع يكون خالداً.
يتلمس المؤلف في كتابه هذا مواطن الإبداع عند مجموعة من الأدباء والفنانين العرب، محاولاً الوصول إلى مكامن إبداعهم وتميزهم.

سؤال الحداثة والأصالة ما زال يطرح في العالم العربي، منذ بداية القرن الماضي، كيف نكون أصلاء و حداثيين معاً؟
هل هناك تناقض بين الأصالة والحداثة؟
أول ما ظهرت هذه الإشكالات بشكلها الواضح في الأدب، عندما كتب عدد من الشعراء بأساليب جديدة متأثرين بالآداب الغربية،مثل أدونيس والبياتي ونزار قباني، ومحمود درويش ومحمد الماغوط ونازك الملائكة.
فتساءل الجمهور هل هذا الشعر امتداد للشعر القديم؟
إذن أين القوافي والبحور؟
كما ظهرت أساليب جديدة في القص، مع سهيل إدريس ونجيب محفوظ وعبد الرحمن سيف وسعد الله ونوس وغادة السمان وزكريا تامر والطيب صالح.
تبين أن الأصالة تتميز عن التقليد بأن فيها إبداعاً وتجديداً، رغم مراعاة القوالب القديمة.
وتراعي الحداثة قيم العصر واهتماماته، وتنطلق متقدمة إلى المستقبل.
لقد كان الأدباء عبر العصور حاملين لواء التغيير في مجتمعاتهم، وداعين إلى التحديث في العيش والفكر، ومدافعين عن القيم الأصيلة التي ترقى بمجتمعهم إلى مصافي الحضارات الراقية، وهذا ما أراد المؤلف أن يوصله لنا، عبر دراسته لعدد وافر من المبدعين شعراء وأدباء ونقاد أضافوا إلى حياتنا الثقافية الكثير.