هذا الكتاب يقدم دراسة تاريخية سوسيولوجية للمسلمين في أمريكة الشمالية.. ويعرضها من منظور عالمي، يوثق آليات الحراك الاجتماعي لهذا الامتداد الثقافي البشري، الذي تجاوز مرحلة الأفراد، وصار كياناً يحمل بوادر الأمل ومخاوف المستقبل. ماذا أحدث المسلمون في طبيعة التركيبة الاقتصادية الأمريكية التي اقتضت تشابكاً في العلاقات على مستوى العالم؟ كيف ينمو المسلمون هناك؛ القدامى الإفريقيون، والمهاجرون الجدد؟ ما واقع المسلمين في أمريكة؟ وكيف هي مؤسساتهم الدينية؟ ما العوائق التي يتعرضون لها؟ ما المستقبل المتوقع؟ الكتاب يصور واقعاً حساساً، ويطرح أسئلة مهمة.. ويعلق تعليقات ضرورية.
تقوم هذه الرسالة بتقديم دراسة تاريخية سوسيولوجية للوجود المسلم في شمال أمريكة، من منظور عالمي، يوثق آليات الحراك الاجتماعي لهذا الامتداد الثقافي البشري الذي تجاوز مرحلة الأفراد، وصار كياناً – على صغره – يحمل بوادر الأمل ومخاوف المستقبل. وتدل الشواهد والقرائن على أن الصعود والتمكن المسلم في الأرض الجديدة لم يكن منفصلاً عن المشهد العالمي للحراك الإسلامي، وإنما كان مرتبطاً إلى حد بعيد بوضع المسلمين العالمي، وبالتيارات الفكرية التي كانت تعتلجهم. وتتعقب الرسالة نمو مجموعتي مسلمي أمريكة؛ خط السكان القدامى من عمق القارة الإفريقية، وخط المهاجرين الذين هبطوا بأعداد متزايدة منذ منتصف القرن العشرين. وعلاوة على رصد تطورات الوجود المسلم على مستوى المجتمع والفهم الإسلامي، تقوم الرسالة بالتفصيل في واقع المؤسسات الإسلامية، وتحليل العوائق التي تعترضها، والكمون المرجو لها. وتختتم الرسالة بتقديم رؤية لتوقعات مستقبل المسلمين في أمريكة الشمالية، والتحديات التي تواجههم. إن المنهج العلمي – ذا المنطق الخلدوني – الذي التزمت به هذه الدراسة- يبتعد عن التعميمات الضبابية، ويجمع بين الموقف النقدي المتفحص وبين احترام التجربة البشرية المبتلاة بالقصور، كما يشير إلى الآفاق المتألقة المرجوة من عدم نسيان أثر العوائق العملية.