هذا الكتاب قراءة منهجية لقضايا عدة في نظرية الأدب الإسلامي، تسعى الباحثة من خلالها إلى توضيح المفهومات الكبرى للأدب الإسلام ، ومصطلحاته الرئيسية، كما تتعرض إلى النقاش والجدل الذي ثار بين أنصار النظرية ومعارضيها، حيث يستعرض الكتاب الشبهات التي أثارها المعارضون وردود الأنصار عليها، وأهمها : ما يثيره مصطلح الأدب الإسلامي من مشكلات، والموقف من الآداب الأخرى، والآثار السلبية للالتزام، وخاصة الضعف الفني .
في زمان كثير التقلب، سريع التغيرات، تغيب فيه ملامح الهوية وتختلط بغيرها أحياناً كثيرة، أصبح التنظير ضرورة ملحة، يستبين بها الأديب المسلم طريقه، ويعرف حقوقه وواجباته، وليست الدعوة للتنظير دعوة للتحجير، بل هي -إن صح التعبير- دعوة للتبصر والسير إلى الله على بصيرة، فقد اشتملت النظرية بحسب معناها الحديث على تحديد ماهية الأدب، وغايته، ووظيفته، ونشأته، وهذا مما زخرت بمعانيه كتب التراث الأدبي والفكري، لكنها تحتاج إلى جمع. وقد أدرك بعض النقاد والباحثين المعاصرين ذلك، فشمروا عن ساعد التأليف والتصنيف، وأصبح التأليف في مجال التنظير الأدبي الإسلامي ميداناً، كلٌّ يأخذ منه بطرف، وكلٌّ يصب فيه من دلوه، ويدعو منْ وراءه ليحذو حذوه، ويكمل ما بدأه، فكان هذا الكتاب محاولة للم شعث ما كتب حول نظرية الأدب الإسلامي، فيعرض للأصول التي تنطلق منها، والشبهات التي تعرض لها، ولعل الأدباء والمفكرين يجدون فيه إجابة لأسئلة عالقة، ومنارات يهتدي بها السائرون في عالم الكلمة.