يسعى هذا الكتاب إلى تأسيس بديل فكريٍّ معرفيٍّ، يتجاوز ما كرسته السياسات بمختلف مشاربها عبر التاريخ. حيث تتطلع الأمَّة الإسلاميَّة اليوم إلى منظومة معرفية صادقة، تحقق لها مداخل دقيقة لوعي الذات وفهم الآخر، ومن المؤكَّد أنَّ المشاريع التي تحمل رسالة قرآنيَّة توحيديَّة؛ هي من ابرز وسائل هذه المنظومة. وكلُّ عمل يهدف إلى التأثير والتأثُّر، ينبغي ألا يكون إلَّا لبنة في هذا الإطار، فاجتهادُ العلمي في هذا السبيل حريٌّ أن ينقل العقل المسلم إلى مكانته الحضارية التي خلق من اجلها.
حوى الكتاب في شطر منه دراسة " أصول الإيمان" التي عليها تُبنى الوحدة، وبحث كيفية رجوع الأمَّة إليها باعتبارها سبباً للوحدة" ونحن في ذلك نقرُّ بتقليد المذهب في الفروع، لا في الأصول؛ ونعتبر المذهبية دليلاً على سماحة الإسلام، وعلى سعته؛ لا حجَّة على تشتُّت الدين وأهله"، ونفرِّق بين " أصول الدين" الجامعة، و " أصول المذهب" المشروعة. ولقد تضمَّن الكتاب في شطره الثاني " مقالات في تحليل واقع الأمَّة"، وموقفها من أصول إيمانها، من خلال دراسة نماذج من التصرفات والتصورات، وتقديم تصحيح لها، في حدود السجالِ العلميِّ، تحت راية الفكر السمح المنفتح على التداول والحوار. كما تضمن الكتاب "قواعد كليَّة" منهجية في التعامل مع البحث العقديِّ، وحصراً لجملة من " الأخطاء المتعلقة بالمنهج" عند دراسة العقيدة وعلم الكلام، واختتم " بمسرد مفاهيمي " في الموضوع.
يقدم المؤلف في هذا الكتاب قضايا حول مسألة الإيمان التي هي صلة بين العبد وربه من خلال مقالات عدّة. صدَّر المؤلف كتابه بسؤال: هل الإيمان ضروري للحياة؟ ولما كان الجواب بالإيجاب بدأ بتقديم عرض جديد للتوحيد، مؤسس على المتفق عليه بين المسلمين، لينطلق منه؛ فتحدث عن ضرورة توحيد أصول العقيدة لتحقيق وحدة المسلمين، التي لن تتحقق إلا بهذه الوحدة. وانتقل بعدئذ ليتناول مسألة المنهج الذي يسير عليه المسلمون وتصورهم عنه مما أدى إلى اختلافهم فيمن هو على الصواب، أو على خلافه... كما أدى إلى تصورهم عن حقيقة الفرقة الناجية. وتابع المؤلف ليتحدث عن العقيدة التي تؤدي إلى ترسيخ وحدة الأمة، والأصول العقدية التي تدفع إلى تلك الوحدة.. وبحث في القواعد الكلية لذلك المنهج العقدي؛ محذراً من الأخطاء التي يقع فيها هذا المنهج بسبب مصادر علم الكلام. وختم المؤلف كتابه بقضايا أخرى في أصول الإيمان، جعلها تحت عناوين: سذاجة الإلحاد، الطحالب الآلهة، لا إله إلا الله الكلمة الطيبة، لا إله إلا الله في عين الرسول صلى الله عليه وسلم، لا إله إلا الله حقيقة المعرفة وأصول الوجود، يا ساهر الليل.. قم الليل، الطفل والمدينة، متى تخلف المسلمون؟ الخوف المتأرجح، وهمُ الاكتمال وحب التملك. أُلحق بالكتاب مسرد المصطلحات والمفاهيم العقدية والمنهجية.