في رحاب الكون : هلا قرأت في كتاب هذا الكون القريب منه أو البعيد، ولو سطراً واحداً، ووقفت على ما ضم من أنماط الحياة، وعجائب المخلوقات، سواء ما حلق منها في جو السماء ، أو مشى ودبّ على وجه الأرض!؟ أأمعنت النظر إلى ما في السماء من مجرات هائلة العدد، وما ضمت من نجوم عملاقة ثواقب تسطع في رحاب السماء ،وثقوب سوداء لا يتصور ما بها من طاقة تبلع في لمحة البصر أعظم الجرام النجمية وتطويها؛ حيث كأنها لم تكن! وأقمار تتلألأ على جبين الفضاء كجواهر تزيد من بهاء الوجود المحيط بالأرض التي لا تكاد تبين في عالم السماء ، وشهب لا تفتر عن نشاطها المذهل؟ وهل أجلت الفكر في سعة السماء، الوعاء المكاني لتلك المزروعات الذي زرع فيه ما يزيد على ملايين من المجرات التي تستعصي على العدّ؟ وقد قال العلماء : ((لو فتتت النجوم ، ونثرت ذراتها في الفضاء؛ لكان نصيب كل ذرة أربعة آلاف قدم منه، بيد أن شمسنا – هذه – لو ألقى فيها بمليون نجم من مثل "فان مانن" لابتلعته، وقالت : هل من مزيد؟!))( )، ألا يكشف كل هذا عن بعض روعة التعبير القرآني حيث يقول الله تعالى : <وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنّا لَمُوسِعُونَ. ثم ماذا في الأرض العملاقة الذلول؛ التي ليست سوى فرد من أفراد الأسرة الشمسية؟ ماذا فيها من أجناس المخلوقات؟ تلك الطيور الحالمة في جو السماء ، وفي رحاب الحدائق الغناء ذلك الفراش المحوم فوق تيجان الورود، والنحل – ذلك المخلوق الصغير – يغدو ويروح حاملاً أكياس الرحيق ملأها من ألف زهرة وزهرة؛ ليصنع لنا شراباً مختلفاً ألوانه، فيه شفاء!! وكم في طيات الأمواج الهائلة التي غطت ثلاثة أرباع أرضنا من أنواع السوابح التي لا تحصى؟ ويظل الإنسان – من بين تلك المخلوقات التي تزخر بها الأرض – خلقاً فذّاً متفرداً لا تنقضي عجائب تكوينه، ولا تنتهي روعة خلقه في أحسن تقويم، وما أهل به مما رفعه إلى منزلة أن يسخر الله تعالى له ما في السموات والأرض! قال تعالى :<#أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً.وقال :<#أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ. وقال :<#وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها. أما يثير ذلك أن يسأل عمن خلق هذا بكل أبعاده ، وهيأه لتتحقق به الحياة؟! ومَن أبدعه وبثّ الحياة في الأحياء منه!؟ أتراها المصادفة العمياء هي من وراء هذا الخلق العظيم ، أيقبل العقل الواعي أن يسند الأمر إلى " المصادفة "، خاصة إذا وقف على مفهوم هذه الكلمة؟! أيقبل أن يسند إلى الطبيعة الصماء أنها أبدعته؟! أم أنه الله تعالى هو: <#الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى؟ وما الذي دلّ عليه هذا الخلق من صفات الله تعالى؟ وما الدور الذي قام به الوحي المعصوم يعرفنا إلى الله تعالى الوحي الثابت بالأدلة القاطعة على صدقه؟.
مرة أخرى .. وبطريقة مختلفة وجديدة ، يتناول كاتب مشهود له بالعلم والحكمة موضوع الإلحاد وكل ما يثار من أسئلة إشكالية على الساحة المعاصرة ..ويتطرق الى دور البيئة في طمس معالم الفطرة ..كما يحاول الرد على من زعم أن الحياة انتقلت إلى الأرض من كوكب آخر.. وكيف نستدل على وجود الله تعالى من خلال ظاهرة حدوث الكون..ومن خلال ظاهرة التقدير ..ولماذا كان من الخطأ الكبير حصر المعرفة في دائرة الحواس .. فضلا عن تناوله أسئلة إشكالية كثيرة .. إنه كتاب جدير بالقراءة
ليس أغلى على المسلم من عقيدته التي يعيش عمره كله يخشى أن تزيغ به أهواؤه، فيضل عنها. كثيراً ما ألّف العلماء كتباً ورسائل في العقيدة الصحيحة، يبنونها. كما ألفوا في العقائد الفاسدة يحذرون منها. ويتغير الأسلوب في التأليف بحسب الزمان، وجوهر العقيدة لا يتغير. هذا الكتاب يضع مؤلفه فيه أصابعه على أساسيات العقيدة، لا يعالج موضوعها بطريقة مدرسية كلاسيكية، وإنما يثير إشكاليات عديدة، ويقدم شبهات يرد عليها رداً موضوعياً.. ويتناول ما يثار اليوم في الساحة المعاصرة من قضايا الإلحاد والجحود، وما يحول بين الناس وبين معرفة الله التي تسعد الإنسان في نفسه ومجتمعه. كتاب يستحق القراءة بإمعان.
كتاب في العقيدة يتناول فكراً دقيقاً منها في سبيل الردّ على أصحاب الشبهات والجدل. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب؛ تحت الباب الأول " وجود الله تعالى" أربعة فصول؛ ناقش المؤلف في الفصل الأول موضوع الإيمان وقضية الإلحاد وخطرها، ثم ساق في الفصل الثاني الدلائل على وجود الله عز وجل بطريق عقلي، لينتقل في الفصل الثالث إلى معالجة شبهات الجاحدين ودعواهم، وختم الباب في الفصل الرابع بذكر الحجب التي تحول بين الناس وبين معرفة الله. وبحث المؤلف في الباب الثاني موضوع "أسماء الله الحسنى وصفاته العليا"؛ فأكد على توحيد الله في أسمائه وصفاته وأثر الاعتقاد بها في سلوك المسلم، وتناول بالدراسة بعض أسماء الله تعالى مثل الأول والآخر والأحد والقدير والعزيز والحكيم والرؤوف والرحيم والعليم والحي والقيوم والسميع والبصير والمتكلم وختم الباب بمسألة الكسب والمذاهب بينها. وفي الباب الثالث الذي لم يخصص له عنواناً تناول عدداً من الموضوعات؛ فتوقف عند موضوع الرسل، وما يتعلق بالفرق بين الرسول والنبي وعمره عليه الصلاة والسلام يوم بعثه، وخصص الفصل الثاني لوحدة الرسالات، وبيّن في الفصل الثالث الفرق بين القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة، تناول فيه مسائل حساسة، وختم الباب بالفصل الرابع ليتحدث عن مكانة الإنسان بين الجن والملائكة في إشارات هامة في ثنايا البحث. ولما لهذا الكتاب من أهمية في موضوع الإيمان وما يثار حول مسائله من أخذ وردّ فقد ذيل المؤلف كتابه بنماذج من أسئلة هامة تتعلق به.