تخطي إلى المحتوى

سليمان سامي الجوخدار .. خواطر وأفكار

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $8.50
السعر الأصلي $8.50 - السعر الأصلي $8.50
السعر الأصلي $8.50
السعر الحالي $6.80
$6.80 - $6.80
السعر الحالي $6.80
في إجابته عن كيفية التهيؤ الشامل بشكل مسلكي يرى سيلمان الجوخدار أن على الإنسان أن يجلس مع نفسه جلسات صدق ويسأل: لماذا فعلت كذا ..ولماذا عملت كذا؟ ، ويؤكد أنه يجب على الإنسان أن يصلح نفسه دون كسرها حيث لابد من وجود أخطاء؛ وبالتالي: أن يكسر نفسه يزيد على السوء ما هو أسوأ منه. هذه واحدة من الأسس والمبادئ التي أرادها سليمان لكل منا..والتي يحاول الكاتب أن يبرزها ويركز عليها في كتابه المميز هذا.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
سلوفان نوع التجليد
شمواه نوع الورق
160 الصفحات
28*20 القياس
2018 سنة الطبع
9789933361631 ISBN
0.51 kg الوزن

من هو سليمان سامي الجوخدار

لا يمكن أن نضع البحر في حفرة على شاطئه.. كذلك سيرة سليمان سامي الجوخدار لم يكن لأحدٍ من معاصريه وفي مثل عمره ذاك العلم وتلك المعرفة الشاسعة من علوم للحقيقة وعلوم للشريعة وعلوم كونية.
في بيت علم وفضل نشأ، ومن أبٍ يحمل في دمائه نسب النبي ^، وأمٍّ تحمل في دمائها أنبل عائلات أوروبا. ولد سليمان سامي في دمشق الشام في الأسحار من يوم الخميس العشرين من كانون الأول عام ألف وتسع مئة وست وخمسين.
وعند مولده كان جده الشيخ سليمان الجوخدار بانتظاره، وبين يديه لبث الأيام والساعات الطوال وهو يملي عليه من الدعاء والبركة ما لازمه طوال حياته.
وقبل رحيل جده إلى جوار ربه أوصى بعلمه وكتبه إلى حفيده الأصغر سليمان سامي؛ علماً أن له أخوين يكبرانه بسبع سنين، وأختاً وحيدة تكبره بعشر سنين.
في هذه العائلة الدمشقية الأصيلة التي جمعت بين العلم والفضل ولد وترعرع سليمان سامي، هذه العائلة التي بدأت مع الشيخ محمد الجوخدار والد الشيخ سليمان الجوخدار؛ ذاك العالم الفاضل الذي ترك بيتاً له إلى جانب الجامع الأموي، من أفخر وأكبر بيوتات دمشق، ليمضي أربعين عاماً من عمره معتكفاً في الجامع الأموي، وهو الذي أخذ وحَدَّث عن الإمام البخاري بالسند، وكان قاضياً ومفتياً في بلاد الشام.
ثم خلفه من بعده ابنه الوحيد الشيخ سليمان الجوخدار؛ الذي نال أعلى شهادة في القانون أيام زمانه، وهو من أسس معهد الحقوق في دمشق، وكان قاضياً للحرمين الشريفين، ونال أعلى المناصب أيام الحكم العثماني.
ثم من بعده ابنه الوحيد إحسان الله الجوخدار، والد سليمان سامي؛ الذي نال مرتبة الدكتوراه الدولية من جامعة السوربون في فرنسا، وكان من الذين وضعوا قوانين لدول عربية عدة بعد نيل الاستقلال.

الطفولة?والنشأة
مع أنّ سليمان سامي كان أصغر إخوته، إلّا أنّ والده ــ وفي سنّ مبكّرة جدّاً ــ لمس منه ذكاءً نادراً وصل إلى حد العبقرية؛ وهذا ما جعله يمارس وبشكل مفرط تمارين التركيز الذهني والذاكرة والعمليات الحسابية معه، وذلك بهدف تطوير حَدْسِه وتأسيسه بمجالات المنطق وعلم الفلك والرياضيات. وقد عمل أيضاً على تدريبه ليحقق مستوى متقدماً في الجدل والتفكير النقدي.
ومن ناحية أخرى؛ فقد أدرك والده أن ابنه سليمان سامي يملك حسّاً مفرطاً للفن والجمال، وله اهتمامه الشديد بعلم الآثار والفن وتاريخ الفن.
وفي السابعة من عمره لُقّبَ سليمان سامي بالمتحف المتنقل، و لم يكن يسعده شيء أكثر من قضاء ساعات بالتجول في المعارض والمتاحف بحثاً عن اللوحات والتحف المفضّلة لديه.
كذلك أثناء مرافقته لوالدَيْه في أسفارهما العديدة كان سليمان سامي يراقب ويُخَزّن كل شيء في ذاكرته من روائع اللوحات الفنيّة والمعالم المعماريّة والحرف اليدويّة وغيرها، ومنذ ذلك الحين، لم يعد يفوته تحليل وتقييم ونقد أيّ عمل فني. كما أصبحت الموسيقى الكلاسيكيّة إحدى اهتماماته الأساسيّة، وبقيت جزءًا لا يتجزّأ من تفكيره.
كذلك كان شغفه الشديد بتحصيل المعرفة بكل أشكالها من علوم الرياضيات والفلك وعلوم اللسانيات وغيرها.
ومنذ طفولته المبكرة أوتي معرفة وعلوماً هُيئ لتلقّيها بطريقة مرهفة، وفي الرابعة عشرة من عمره كانت عنده المفاتيح الأساسية لبعض علوم الخواص، وبدأتْ خطواته الأولى بتحصيل معرفة تلقاها لسلوكه في الطريق إلى الله سبحانه بطرق ومن مصادر مباشرة وغاية في الخصوصية.
وكانت تلك العلوم هي اهتمامه الأول وكانت شغله الشاغل، والأهم في حياته حيث عكف على دراسة وتسجيل علوم كادت أن تندثر، هذه العلوم هي في مجال المعرفة العليا للقرآن الكريم والتصوف الحقيقي، وعلوم خاصة مثل: علم الرقم والحرف وغيرها.
قصة لقائي الأول مع سليمان سامي الجوخدار

كان لدي بشكل دائم شغف للفلسفة واللغة العربية لذا قمت في عام 1991 بنشر الترجمة الفرنسية لرسالة في «عيوب النفس ومداواتها» للشيخ الصوفي أبو عبد الرحمن السلمي (325 - 412 هـ نيسابور).
وكنت كطالب شاب في سويسرا، أرغب في إعادة التواصل مع جذوري العربية والإسلامية. لذا كنت أحرص على حضور المناسبات العائلية بدمشق لوجود فرع من العائلة هناك، وبمناسبة حفل زفاف عائلي أقيم في دمشق، اجتمعت بعد غياب طويل مع ابنة عم لي، وعندما علمت بشغفي للفلسفة واللغة العربية قالت لي: لا بد أن أدلّك على من تجد عنده ضالتك، وهكذا كان لقائي الأول مع سليمان سامي الجوخدار.
هذا اللقاء كان بداية صداقة طويلة وصادقة استمرت لأكثر من 30 عامًا. ومن خلال ما وجدته عند سليمان من علم جمع بين الغرب والشرق، وثقافة هائلة ورؤية فلسفية للحياة وكذلك من خلال ما وجدته عنده من تراث تقليدي كان يحمله من عائلته أصبح منذ اللقاء الأول أستاذي وسيدي سليمان لأنه فتح عيوني على حياة جديدة متكاملة من خلال طريقة تفكير متطورة وحياة جديدة بدون أي سبب للتقليد الذي لا معنى له.
في وقت لاحق، سافرنا معاً إلى العديد من البلدان الأوروبية، وكانت سعادة لا توصف حين نزل ضيفا عزيزاً عندي في سويسرا.
ثم بقي اللقاء بيننا متواصل حتى السنوات الأخيرة من حياته حيث كنت أزوره بانتظام في منزله بدمشق.
لقد كان أستاذي وسيدي سليمان شخصاً متواضعاً منكراً جداً لذاته، وكان حسه فائقاً تجاه كل من حوله، لذا كان اهتمامه بالآخرين هو ذاته مهما اختلف موقعهم الاجتماعي.
وقد سمح تعليمه الذي تلقاه من عائلته بالإضافة إلى الإلهام الصادق والمبادرات الأصيلة التي قام بها بتطوير معرفة عميقة في مواضيع متنوعة مثل العلوم الإسلامية المقدسة، وعلم النفس البشري، والسياسة، والرياضيات، والفن، والهندسة المعمارية، وعلم الآثار وغيرها من علوم لا تحصى.
هنا كتاب «سليمان سامي جوخدار خواطر وأفكار» هي بعض ما سمعته أنا وأصدقائي من أفكاره المبتكرة، وبعد وفاته رحمه الله قام بجمعها أحد أحبابه الذي سمعوا وكتبوا عنه هذه الأفكار، وأنا أحببت أن أضعها بين يدي القراء ليعم نفعها، وهي مجموعة واسعة من المواضيع ذات الصلة بالأسس والمبادئ التي أرادها لنا سيدي سليمان .
لقد أراد لنا سيدي سليمان أن نستقل بروئيتنا عن الآراء الجاهزة والأحكام المسبقة ليكون لدينا معايير التطوير والتمييز الخاصة بنا، وذلك من خلال ثقافة فكرية رفيعة المستوى، وأفكار مبتكرة لا تزال أسسها متأصلة في الإسلام الحقيقي، وهذا ما سوف نجده في هذا الكتاب.
كريم زين

في اجابته عن كيفية التهيؤ الشامل بشكل مسلكي يرى سيلمان الجوخدار ان على الانسان ان يجلس مع نفسه جلسات صدق ويسأل: لماذا فعلت كذا ..ولماذا عملت كذا؟ ، ويؤكد أنه يجب على الانسان أن يصلح نفسه دون كسرها حيث لابد من وجود أخطاء؛ وبالتالي: أن يكسر نفسه يزيد على السوء ما هو أسوأ منه.
هذه واحدة من الأسس والمبادئ التي أرادها سليمان لكل منا..والتي يحاول الكاتب ان يبرزها ويركز عليها في كتابه المميز هذا.