مقدمة الكتاب
إذا حاول شخص ما إصلاح سيارة معطّلة باستعمال الفجل والكوسا وزيت الزيتون؛ فسيُقال عنه إنه مجنونٌ لا محالةَ. وعليه، ماذا يمكن أن يقال عمّن يحاول إصلاح أعطال الجسد - أي أمراضه - بالأدوية الكيماوية؟!
السيارة مصنوعة من معادن وزيوت كيماوية غير عضوية، لا حياة فيها، وهي تنتمي لما يسمّى: عالم الجماد. أمّا الفجل والكوسا وزيت الزيتون وكل الأغذية، دون استثناء؛ فهي موادّ عضوية حية، تنتمي لعالم الأحياء. من قوانين الطبيعة الأزَليّة أن العالم العضوي ــــ عالم الأحياء ــــ والعالم غير العضوي ــــ عالم الجماد ــــ هما عالمان مختلفان، ولا يلتقيان، ولا يمكنهما الاختلاط.
الجسد مصنوع من الأغذية، وهي موادّ عضوية حية، أمّا الأدوية فمصنوعة من موادّ كيماوية لا حياة فيها.
الجسم يرفض كل المواد الكيماوية غير العضوية التي تدخله، مهما كانت، ويطرحها لخارجه بسرعة، وعندما تعالَج أمراض الجسد العضوي بالأدوية الكيماوية غير العضوية، فالنتيجة هي ما نراه حولنا يومياً وفي كل مكان! الأمراض لا تُشفى، وغالباً ما تخلق هذه الأدويةُ الكيماوية أمراضاً جديدة في الجسم. يتمّ تلطيف فشل هذه الطريقة في العلاج؛ بوصف الأمراض أنها: (مزمنة، أو مستعصِية)، وهذا يشمل الالتهابات الفيروسيّة، التي آخرُها كورونا. يتمّ الدفاع عن هذا الفشل في شفاء المرض؛ بالقول ضمناً: إن السبب هو أن المرض قويّ لا يُقهر! وهذا ما يعنيه وصف المرض أنه مستعصٍ، وذلك بدل الاعتراف بالسبب الحقيقي للفشل؛ وهو أن طريقة العلاج بالكيماويات فاشلة؛ لأنها لا تناسب الجسد، وببساطة تخالف قوانين الطبيعة.
في الحقيقة، الغذاء الصحّي هو دائماً أفضل دواء، وهو الشافي الوحيد؛ لأنه مصنوع من موادّ عضوية تناسب الجسد، وعندما تدخل الجسم يقبلها ويخزّنها، وهي التي تبني وترمّم وتنظّف الجسم مما تراكمَ داخله من فضلات، ومِن ثَم تشفيه من كل أمراضه، بما فيها مما يسمّى الأمراض المستعصِية.. هل تستطيع أن تسمّي مرضاً واحداً يمكن شفاؤه بشكل تامّ بالأدوية؟!
«المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء» [الطب النبوي]
بقراءة هذا الكتاب، وتطبيق المعلومات البسيطة الواردة فيه؛ ستجد أنّ أفضل علاج شافٍ ــــ وربّما الوحيد ــــ لكل الأمراض؛ هو الغذاء الصحّي!.. وأن الإيمان الأعمى بالدواء الكيماوي؛ هو أبعَد ما يكون عن الحقيقة، ولا يترك إلا خَيبات أمل..
"الأمراض التي لا تشفى بالدواء، يمكن شفاؤها فقط بالغذاء" [من كتاب (ناي تشينغ) للطب الصيني]
الأفكار التي أقدّمها في هذا الكتاب قد تكون جديدة ومثيرة للجدل، بالنسبة لك ولغالبيّة الناس؛ فغالبيّتنا تعوّدت عند مرضها أن تزور طبيباً يصف لها دواء أو عدة أدوية، تتناولها بدون معرفة محتواها، على أمل الشفاء بعد مدة، الذي غالباً لا يحدث. كلّما تقدَّم العلم كثرت أسماء الأمراض، وكثرت الأدوية، وفي الوقت نفسه يكثر عدد المرضى، وتكثر الأمراض المستعصية على العلاج الدوائي.
لا أقدِّم في هذا الكتاب عرضاً للمشاكل فحسب، وإنما حلولاً بسيطة أيضاً في متناول الجميع. هذه الحلول نراها كل يوم أمام أعيننا، في قسم الخضار والفواكه في (السوبرماركت) ولكن لا نعرف أسرارها، ولا قدرتها على شفائنا من كل الأمراض. كلّما ازداد عدد المرضى الذين يشفون من أمراضهم بتصحيح غذائهم؛ ازداد تقديري لقدرة الخالق على شفائنا حين نطيع قوانينه. ستجد الأجوبة على الكثير من الأسئلة التي قد تكون راودت ذهنك في الماضي أو الحاضر، وستتغيّر نظرتك لجسدك ولمسلَّمات الصحة والطب، وستصبح حكيم نفسك، وستعرف أسباب كل الأمراض، وكيف تعالج أمراضك بغذائك وبدون أية أدوية أو عقاقير. ستحتاج لهذه المعرفة تماماً كما يحتاج ميكانيكيّ السيارة إلى معرفة كيفية عمل السيارة، قبل أن يستطيع إصلاحها.
الغالبية العظمى تقول "الغذاء ليس له علاقة بالمرض, وأحدث البحوث أنتجت أحدث الأدوية الكيماوية"
ولكن هل تعلم أن التفاعلات الكيماوية التي ينتج عنها هالة ضوء في ذيل اليراعة (الخنافس المضيئة) تفوق في تعقيدها التفاعلات الكيماوية التي تحصل في أحدث مفاعل ذري صنعه الإنسان ؟! وهل تعلم أيضا أن الصوديوم موجود بوفرة في التربة, لكن الجسم لا يستطيع الإستفادة منه لأنه غير عضوي. ولكن بذرة الكوسا تمتص هذا الصوديوم من التربة وتحوله من دون عناء إلى صوديوم عضوي في سلسلة تفاعلات كيماوية تفوق في تعقيدها طريقة إنتاج أحدث الأدوية. يمتص الجسم هذا الصوديوم العضوي ويخزنه فيرفع المناعة ويقضي على كل الميكروبات الحية المسببة للمرض داخل الجسم, بما فيها كورونا, بشكل أفضل من أي مضاد حيوي صنعه إنسان للآن ؟! معجزات حقيقية من صنع الخالق, ولكن أغلب الناس لا يعلمون !