سأكتبُ وأكتبُ، حتّى يتوقّف الحلم، وألقاكِ حقيقة...
انتظري...
انتظريني حيث أنتِ الآن، وزوريني كثيراً؛ لأحكي لكِ هذه المرّة عنكِ فقط، عن اللّحظة الأولى التي شعرتِ بها أنّني أنظر إليكِ، وعن اللّحظة التي شعرتِ بها أنّني تجاهلتكِ، وكيف عرفتك بين الحضور...
زوريني كثيراً؛ كي أكتب عن خوفي من انضمامي لخيباتكِ، عن ذلك السّفر الذي سمعتُ صوتكِ فيه أكثر من صوت نفسي ياقمر...
وكيف عزمتُ في تلك اللّيلة أن آتيكِ؛ كي لا أكون في المنتصف الذي تكرهين، لأكون المصادفة البحتة التي ترجين، لأكون هديّة عيد الميلاد تمام الثّانية عشرة ودقيقة أمام باب منزلكِ.
لم أقوَ على قراءة باقي ماكتبت، وروحي جاثيةٌ على ركبتيها الآن مهما بدوت صامداً.
لأنّكِ غادرتِ وخسرتُ...خسرتُ مرّة ياقمر، وسأبقى خائفاً إلى الأبد.
خائف لأنّ الكرم ليس من شيم الحياة، وإنّني على خلافٍ معها مذ غادرتِها قبلي.
عازم ألّا أشبهها وآخذ من النّاس شيئاً يحبّونه كما فعلت هي، ألّا أشبه سطحيّتها، ولازيف أملها.
عازم أن آخذ منها كلّ شيء؛ فهي لم تبق لي سواي، وبضعٍ من أهل بيتكِ وأصدقائكِ أراهم كلّ يوم...
الحقيقة أنّي أراكِ بهم كلّ يوم ولا أراهم، أراقب قربهم منكِ كلّ يوم أكثر، شبههم بكِ، أصواتهم، ذاكرتهم عنكِ.
لقد تغيّر الكثير بي يا قمر، قد لا تعرفينني لو عدتِ.
كتبتها لتكون يداً تمسك بيد كلّ فاقد..
كتبتها حبّاً لروح كلّ من فقدنا
عزاء لنا وذكرى لهم..
كتبتها شغفاً بالنّاس حبّاً بهم, إيماناً بالتفرد القائم في كلّ منّا
وإلى من كتبت بسببهم ..
هذه قطع من قلبي على ورق.