من أجلّ الكتب في مصطلح علوم الحديث اعتمد فيها المحقق على أصح النسخ وأعلاها، أصدرته دار الفكر في حلة أنيقة مجلّدة تجليداً فاخراً.
كتاب قيّم جليل، تميّز عن كثير من الكتب في موضوعه بحسن التقسيم، والاعتناء بضرب الأمثلة لأنواع الحديث، والعناية الفائقة بتخريج الأحاديث، والدقة في تحرير الأقوال والرد على بعض المستشرقين.
صدر عن دار الفكر بطبعة معتنى بها عناية فائقة.
يتناول هذا الكتاب علوم الحديث النبوي الشريف للإمام ابن الصلاح محققاً.
ويبدأ بالسيرة الذاتية والعلمية والحياتية للإمام، وثناء العلماء عليه وعلى مؤلفاته، وكيفية تأليفه لهذا الكتاب، وطريقته وخصائصه، وتسميته في النسخ المعتمدة.
ويبين مزية فن علوم الحديث وإلحاف الحاجة إليه، ويفصل القول في خمسة وستين نوعاً من علوم الحديث، فيشرحها ويبين مدلولاتها دون ترتيبها في نظام سابق معين، وقد أخذ العلماء بعده بأسلوبه هذا في مؤلفاتهم.
ويجمع الكتاب لما تفرق في الكتب الكثيرة السابقة له، متكاملاً في فن التصنيف، ويمتاز بمزايا جعلته عمدة هذا الفن، ومنها أنه:
يهتم باستنباطه الدقيق لمذاهب العلماء وقواعدهم من نصوص أئمة الحديث ورواياتهم في مسائل علومه، ويذكر حاصلها المناسب للمقام فحسب.
ويضبط تعاريف المؤلفين السابقة، ويضع تعاريف جديدة منه، ويهذب عبارات السابقين، وينبه على مواضع الاعتراض فيها.
ويأتي بجهد ضخم بنموذج في ترتيب أنواع علوم الحديث وقوانينه، فيعقب على أقوال العلماء بالتحقيقات والاجتهادات، ويرصد مسائل العلم بدقة وتحقيق وتواضع واحتياط يغلب عليه.
ويعدّ هذا الكتاب مرجعاً ضخماً في موضوعه أثنى عليه الكثيرون من أئمة العلم.