العالم من حولنا يمور بأفكار، يحذف منها بقد ما يبدع فيها كل يوم. وهذا هو سر يقدمه الحضاري.
زمن الضروري أن نعترف، أن الكتاب لم يرق عندنا بعد إلى مستوى الرغيف، وأن العقل لم يرق عندنا إلى مستوى المعدة.
علينا أن نعمل على تكوين (عدة القراءة) لدى ناشئتنا، وأن نجلو (الصدأ) الذي أقام جفوة بين قرائنا والكتاب، وأن نتابع سعينا لتكوين (ذوق ثقافي) قادر على التحكم بنوعية ما ينشر من الكتب.
إن وعي القارئ وحده هو جهاز (المناعة) القادر على تحصين المجتمع، وتنقية أجوائه الثقافية ، وهو جهاز (الرقابة) القادر على توجيه الثقافة، بالأعراض عن الغثاثة، والإقبال على النافع المفيد من الكتب.
ذلك ما بهدف إلى لفت الانتباه إليه هذا الكتاب.
يبدأ الكتاب ببيان أهمية القراءة، وأن الأمة التي لا تقرأ لا تعرف تاريخها ولا نفسها، ويصف حال العرب وابتعادهم عن القراءة.
يتناول الكتاب القراءة في العالم الإسلامي مذ نزل سيدنا جبريل عليه السلام على سيدنا محمد ( في غار حراء.
ويتناول الكتاب أهمية القراءة وما تحققه من كرامة وتقدم للإنسان ويبحث في كيفية الوصول إلى القراءة التي هي وسيلة للرقي والتقدم.
ويبين كيف أن القراءة تعلّم مستمر وبدونها تنقص المعلومات والمعارف والمكتسبات، ويبين أنه لا يوجد شيء يحل محل القراءة مع وجود كافة وسائل الاتصال والمتعة والتسلية.
ويتناول الكتاب أهداف القراءة وبداياتها منذ الولادة.
فالإنسان قارئ منذ الولادة حيث يقرأ قسمات الوجوه.
يبين لنا الكتاب كيف تكون القراءة طوق النجاة في خضم الأفكار المستوردة والمحلية، ودورها في تحقيق المناعة ضد التلوث الفكري، ويدلنا الكتاب على كيفية توفير الوقت والمال للقراءة، فأوقات الانتظار هي أوقات مناسبة للقراءة. إن التمتع بالقراءة شرط أساسي للاستفادة منها، فعلى الإنسان أن يقرأ كتاباً يفهمه حتى يحقق الفائدة منه، ويتناول أخيراً قراءة القرآن والفائدة من قراءته.