تخطي إلى المحتوى

العقل في القلب

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $15.00
السعر الأصلي $15.00 - السعر الأصلي $15.00
السعر الأصلي $15.00
السعر الحالي $12.00
$12.00 - $12.00
السعر الحالي $12.00
أول دراسة علمية عن الإعجاز الإلهي في قلب الإنسان بين الطب والقرآن. ماهي العلاقة بين القلب كجسم مادي وبين القلب كلطيفة ربانية؟، وماهي العلاقة بين المخ والقلب، وأيهما يسيطر على الآخر؟ وأين موقع الروح والعقل من ناحية، والنفس والهوى من ناحية أخرى، هل العقل في المخ أم في القلب؟! وهل القلب هو منبع الحب والإلهام ومشرق الروح وموئل الرحمن؟! هذه التساؤلات
وغيرها هي محور هذا الكتاب الممتع روحيا وعقليا.
المؤلف
التصنيف الموضوعي
416 الصفحات
17x24 القياس
2020 سنة الطبع
9789933362607 ISBN
0.8 kg الوزن

مقدمة الكتاب

القلب هو العضو الوظيفي الأول في جسم الإنسان، وهو عالم مملوء بالأسرار والمشاعر، وقد خُلق في غاية الدقة والإعجاز الإلهي، إذ يعمل منذ اليوم الثاني والعشرين لحياة الإنسان، وهو ما يزال جنيناً في رحم أمه، حتى آخر لحظة من حياته. ومن الطرائف التاريخية أن إنسان الحضارات القديمة كان يشير إلى قلبه عندما يفكر، وأن الفراعنة والهنود الحمر كانوا يعتقدون أن العقل في القلب لا في المخ، وكذلك كان رأي فلاسفة اليونان ومنهم أرسطو، علماً بأنني أكاد أجزم بأن العقل في القلب، وهذا ما شغل عشقي لتلك المهنة العظيمة لفهم القلب وأمراضه ولفك ألغازه وأسراره، وهذا السبب الأول في الحقيقة الذي دفعني للاختصاص فيه والغوص في أعماقه، وسألت الله سبحانه وتعالى وأنا أخطو أولى درجات الاختصاص في فرنسا، أن يساعدني بشمولية المعرفة عن هذه المضخة العضلية المزدوجة، والتي تسيّر الدم في الأوعية، وهو يحمل الغذاء والطاقة إلى كل خلية وكل نسيج وكل عضو في الجسم البشري، عن طريق شبكة من الأوعية الدموية المعقدة، يزيد طولها عن مئة ألف كيلومتر!.. وكنت دائماً أسأل نفسي عن ماهية العلاقة بين القلب كجسم مادي وبين القلب كلطيفة ربانية، وعن العلاقة بين المخ والقلب، وأيهما يسيطر على الآخر، وعن موقع الروح والعقل من ناحية، والنفس والهوى من ناحية أخرى {وَفِي أَنْفُسِكُمْ ? أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات 21]، كنت أسأل أساتذتي وبعض زملائي في الغرب والشرق: هل العقل في المخ أم في القلب؟!.. وهل القلب هو منبع الحب والإلهام ومشرق الروح وموئل الرحمن؟!.. وكانوا يستغربون من أفكاري وتطلعاتي، كما كانوا ينكرون كل ما ليس محسوساً أو ملموساً أو مدروساً سابقاً، ويصطنعون لذلك مذاهب تؤيد مزاعمهم، فهم يرفضون كل ما هو غير مجرب أو عملي أو عقلاني، ولا يهتمون إلا بما هو مادي أو حسي!... ورغم أنهم متخصصون في فروع دقيقة جداً من فروع القلب المختلفة التداخلية منها أو الجراحية، مثل كهربائية القلب أو الآلية الفيزيولوجية لعمله، أو في جراحة قلب الأطفال وتشوهاته الخلقية، أو فيما يتعلق بكافة أمراض القلب وأجهزته التفصيلية الدقيقة، وعن أفضل السبل للوقاية والعلاج، علماً بأنني من أوائل الباحثين في الغرب عن عمل القلب كغدة صماء عام 1986، وكان بحثاً علمياً شيقاً لنيل درجة الدكتوراه الأولى، ثم عملت دكتوراه ثانية عن الجديد في إنعاش القلب عام 1991، كما كنت الأول في فرنسا عام 1989 الذي تحدث عن إمكانية توسيع الشرايين التاجية باستعمال (الشبكات المطلية)، والتي انتشر استعمالها حالياً وبأشكالها المختلفة بشكل واسع، إلا أنني - مع الأسف - لم أسجل فكرتها باسمي محلياً وعالمياً؛ لأن هدفي الأول كان وما يزال التقدم العلمي الإنساني، ويشهد على هذه القضية كثير من زملائي، وفي مقدمتهم البروفيسور جان ماركو
(Jean Marco) أحد أقطاب توسيع الشرايين في العالم، ويعمل حالياً في مركز موناكو الدولي للقلب والصدر، ثم توالت أبحاثي العلمية، وكان آخرها: القلب والمغنيزيوم، الذي نشر عام 1990 بعد دراسة استمرت خمس سنوات. وهكذا أثبتّ جدارتي في فرنسا، ثم بدأ زملاء المهنة في أوروبا يحترمون أفكاري الجديدة ويصدقونها.

ويجدر بنا كأطباء قلب أن نعيد النظر فيما يقدم لنا من مكتشفات، وما يستجد من مخترعات، وهذا لا يعني إطلاقاً أن نرفضها، وإنما أن نضعها في مكانها الطبيعي وحجمها الذي تستحقه بكل أمانة وصدق.

وإنني إذ أذكر تاريخي الطبي في أبحاث القلب، أرى أن للقلب الإنساني قلبين في قلب واحد، وبإشراف عقل واحد:

.1 قلب مادي، لأنه يعمل كمضخة عضلية ماصة كابسة، كما يحلو لبعضهم أن يسميها.

.2 قلب معنوي، وهو الأكثر تعقيداً وفهماً؛ لأنه يعمل كلطيفة ربانية روحانية، يعقل ويبصر ويفكر عن طريق جنوده الحواس الخمس، التي تُعدّ نوافذه إلى العالم الخارجي، وكما أن البصر نور في العين، فإن العقل نور في القلب، فيه يفرق بين الحق والباطل، والمحزن حقاً أن الزملاء الغربيين بدؤوا حالياً بإثبات أن العقل بالقلب عن طريق ذاكرة الخلية القلبية، والذي بدأ التفكير فيه عالمياً منذ عام 1990 البروفيسور الأمريكي بول بيرسال، ومع الأسف، فإن الكثير من الزملاء والأطباء العرب ما زالوا يشككون في ذلك، بل هم مقصرون ولا شك في البحث في هذا المجال، مع أن القرآن الكريم قد خاطب القلب الإنساني المؤمن على أنه عقل مفكر، منذ خمسة عشر قرناً تقريباً.

والقلب يفكر بأسلوب مختلف، حيث يخترق إلى الوجدان العميق والبصيرة النفاذة، ويتحرك للخير أو للشر تحركاً باطنياً، وتظهر علاماته في أعمال الإنسان وتصرفاته، وإنني أتفق مع الإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمة الله عليه بشأن القلب في كتابه (كيمياء السعادة): حينما قال: "إذا شئت أن تعرف نفسك فاعلم أنك مركب من شيئين: الأول (القلب) والثاني (النفس والروح). وليس القلب هذه القطعة اللحمية الصنوبرية التي في الصدر من الجانب الأيسر فحسب، بينما حقيقة القلب ليست من هذا العالم، لكنه من عالم الغيب، فهو في هذا العالم غريب"...

وأنا أدعو في رفق وخشوع كل من له مأخذ على هذا الكتاب، أو له رأي آخر في مادته العلمية، أن يتقدم إليّ كي نعمل معاً على إضافة الجديد له في الطبعات القادمة. فالميدان واسع في بحر القلب، والناس في حاجة إلى من يمد يده لينتشلهم من هاوية الجهل والمادية والغفلة، وينقذهم من أمراض حب الدنيا التي تغلغلت في أعماق القلوب فأماتتها، وبهذا يكون قد أدى واجباً إنسانياً وعلمياً ودينياً هو في عنق كل مؤمن، تنفيذاً لوصية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: ((أحب الناس إليّ من أهدى إليّ عيوبي)).

فالكتاب ثمة محاولة متواضعة لمعرفة الإعجاز الإلهي في القلب، من خلال سورة "ق"، وأن العقل في القلب مستنبطاً من مئة واثنين وثلاثين آية ذكرت في القرآن الكريم، ربطت بها بين حقائق العلم والطب في القرن الحادي والعشرين، وبين حقائق الدين، فإن أصبت فمن توفيق الله وفضله، وإن لم أصب فمن تقصيري وضعف حيلتي، لقلة الأبحاث العلمية في هذا المجال، آملاً في الطبعات القادمة أن أتدارك كل ما فاتني من جديد في هذا الموضوع العظيم، كما أتمنى من علماء وحكماء القلب في الأجيال القادمة أن يحققوا ما كنت أصبو إليه، فالحق فوق الجميع، والمضامين فوق العناوين، والمبادئ فوق الأشخاص، فالحكماء المؤمنون بعضهم لبعض نصحاء متوادّون، في معرفة الحقيقة العلمية والوجدانية.