تخطي إلى المحتوى

قراءة معاصرة في القراءة المعاصرة

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $29.00
السعر الأصلي $29.00 - السعر الأصلي $29.00
السعر الأصلي $29.00
السعر الحالي $23.20
$23.20 - $23.20
السعر الحالي $23.20

بعد أكثر من ثلاثين عاماً على صدور كتاب د. محمد شحرور (الكتاب والقرآن)، يقدم د. صهيب السقار دراسة جديدة في فكر د شحرور.. ويرى أن القراءة المعاصرة لا تُقدّم لنا نقداً لأدلة فرعية فحسب، ولا تُقدّم اجتهاداً في مسألة فقهية، بل، وحسب تصريح د. شحرور، بأنه يطرح بديلاً لم يسبقه إليه أحد. وهذا البديل يخترق التراث بجميع مذاهبه الفقهية والفكرية، وينسخه ولا يجد فيه مصداقية ولا حكماً مطابقاً للمصحف. وينص د. شحرور على أنه لابدّ من اختراق أصول الفقه" التي لايمكن التطور والتقدم إلا باختراقها" كتاب هام مثير للجدل ..جدير بالقراءة

المؤلف
التصنيف الموضوعي
792 الصفحات
17x24 القياس
2020 سنة الطبع
9789933362478 ISBN
1.3 kg الوزن

استوقفتني أوصاف وأحكام صدرت عن بعض الغيورين المعترضين على نشر كتاب ينتقد القراءة المعاصرة،يرون أن القراءة المعاصرة (خزعبلات وقمامة وسفه وخبث) ويرون أن نشر كتاب في نقد القراءة المعاصرة يعد (إحياء لموات وتحريكاً لرماد ونشراً لخبث أذن الله باندثار صاحبه).

ويرى بعضهم أننا نصنع للباطل قيمة إذا ناقشناه.
فهل يشترط في نقد الأفكار أن لا تكون سخيفة ولا خبيثة ولا سفاهة..!
وهل مات الفكر واندثر بموت المفكر؟ وهل أصبح رماداً حقاً؟
وهل يؤدي نشر إخماد الرماد إلى إشعاله؟
أولئك الذين سمّموا أفكار بعض المسلمين وعقيدتهم

وأحب أن أبين جملة من النقاط
1- لو رجعنا إلى الأفكار التي أبطلها القرآن فلن نجد لشيء منها حجة ولا وزناً في معيار العقل السليم.
فقد أبطل القرآن في كثير من آياته عبادة الحجر والعجل والوثن. وما أكثر الآيات التي نفت نسبة الصاحبة والولد لله الواحد الأحد سبحانه.

ولم يصف القرآن عبادة الأصنام بأنها سفاهة وخبث وصفاً مجرداً عن الإبطال. بل إن القرآن وصف ذلك بأنه (ضلال مبين) واضح ينبئ بذاته عن ضلاله. (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)

-ولو وضعنا عبادة القمر والنجم في معيار العقل السليم فلن نجد شبهة نراها مستحقة للإبطال. ومع ذلك آتى الله إبراهيم عليه السلام حجة أضافها إلى ذاته العلية تشريفاً فقال: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه)

-القرآن لا يعلمنا أن نكتفي بوصف الشبهات المؤثرة بـ(الموات). بل نجد فيه آياته إسناد الإضلال إلى الجمادات الموات. قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ)

-الاكتفاء بوصف الأفكار المؤثرة بما تستحقه من أوصاف التحقير مخالف لهدي القرآن. صحيح أن بعض الشبهات لا تستند إلى شيء من العلم أو البرهان أو الدليل. بل إن بعض ذلك إفك مختلق لا أصل له. ومع ذلك حاجج فيه الأنبياءُ وجادلوا فيه. قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا)

-الاكتفاء باستضعاف حجج الباطل لا يكفي. وهل هناك باطل أظهر من عبادة أصنام لا تسمع ولا تنفع. بل إن القرآن قطع بأن الشرك يستند إلى ظن وخرص. ولم يمنع ذلك من إبطاله ومجادلته. قال تعالى: (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)

ثانياً: علماء الكلام لم يكتفوا باستسخاف الضلال.
بل جادلوا في شبهات لا يكاد يقول بها عاقل. فمن ذلك مقالة التشبية والتجسيم.

قال الإمام الأشعري: (الهشامية أصحاب هشام بن سالم الجواليقي يزعمون أن ربهم على صورة الإنسان ويقولون: هو نور ساطع يتلألأ بياضاً وأنه ذو حواس خمس بحواس الإنسان، له يد ورجل وأنف وأذن وعين وفم)( ).
وذكر أيضاً مقالة اليونسية: فقال: (أصحاب يونس بن عبد الرحمن القمي ويزعمون أن الحملة يحملون الباري، واحتج يونس في أن الحملة تطيق حمله، وشبههم بالديك، وأن رجليه تحملانه وهما دقيقتان)( )
ولعل شبهات القراءة المعاصرة لا تصل إلى هذا الوهن والظن والخرص.

ثالثاً: انتقاد القراءة المعاصرة فرض كفائي سبق إليه كبار العلماء على رأسهم العلامة محمد رمضان البوطي رحمه الله.
1- فقد كتب مقالاً عنوانه (الخلفية اليهودية لشعار قراءة معاصرة) – نهج الإسلام، العدد 42، السنة 11، كانون أول 1990
وكتب مقالات في كتابه المشهور (يغالطونك)
2- الدكتور شوقي أبو خليل، (قراءة علمية للقراءات المعاصرة) دار الفكر، دمشق، سورية 1990
(تقاطعات خطرة في درب القراءات المعاصرة) –– نهج الإسلام، العدد 43، السنة 12، آذار 1991
3- العلامة عبد الرحمن حبنكة ألف كتاباً سماه (التحريف المعاصر في الدين … تسلل في الانفاق بعد السقوط في الأعماق) دار القلم .
4- الإشكالية المنهجية في الكتاب والقرآن – دراسة نقدية. ماهر المنجد دار الفكر، دمشق، سورية 1994
5- الماركسلامية والقرآن - محمد صياح المعراوي ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، دمشق ، عمّان 1421 هـ / 2000 م .

رابعاً: جهود العلماء السابقين في نقد القراءة المعاصرة سبقت هذا الانتشار الكبير الذي تحقق بعد توصية مؤسسة (راند) بدعم الدكتور شحرور شخصياً، وبعد المساحات الإعلامية التي استغلها الدكتور. وسبقت أيضاً وصول كتابه الأول إلى خمس طبعات، وصدور عشرة كتب أخرى، وسبقت فوزه بالجوائز واستضافاته في الجامعات والمعاهد العربية والغربية.
خامساً:
لا نسلم وصف القراءة المعاصرة بالرماد والموات.
فلا تزال مخرجات القراءة المعاصرة بارزة في كثير من مكتبات العالم العربي والغربي. ولا تزال أرقام مشاهدات مقاطع القراءة المعاصرة في ارتفاع. وقد وصل عدد منها إلى 400 ألف مشاهدة على قناته الرسمية.

أخيراً:
لا يمكننا أن نتجاهل تحديات الدكتور شحرور لما يسميه المؤسسة الدينية واتهامها بالعجر عن نقده. ولا يمكننا أن نتجاهل استثماره للأخطاء المنهجية التي وقعت فيها ردود منتقديه من المهندسين والمحامين والأدباء.
لهذا كله كان لزاماً أن نقرأ القراءة المعاصرة بأدواتها. وأن نسد هذه الثغرة ندرك أخطارها وسعة انتشارها في طبقة من طبقات المسلمين العصريين.

كلمة للمؤلف صهيب محمود السقار