تخطي إلى المحتوى

قضايا بلاغية ونقدية

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $6.00
السعر الأصلي $6.00 - السعر الأصلي $6.00
السعر الأصلي $6.00
السعر الحالي $4.80
$4.80 - $4.80
السعر الحالي $4.80
لعل أكثر ما يشد في الكتاب هو تلك المقارنة التي يجريها الكاتب وليد قصاب، وهو المشهود له بمجال النقد، بين ما عرفه تراثنا الأدبي وبين ما حملته الدراسات الحديثة من آراء ونظرات، والتي تكشف عن غنى تراثنا النقدي والبلاغيّ، وعن سبقه بقرون إلى كثير من الآراء التي توصلت إليها الدّراسات الأدبيّة المعاصرة.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
168 الصفحات
24*17 القياس
2019 سنة الطبع
9789933109998 ISBN
0.29 kg الوزن

في مقاربة النّصّ الأدبيّ
تمهيد
تعدّدت المناهج النّقدية الحديثة التي تعاملت مع النّص الأدبيّ، وكان لكلّ منهج خصوصية معينة، وميزة خاصّة؛ إذ اضطلع بالكشف عن جانب مهمّ من جوانب المقاربة النّقدية للنصوص، وقراءتها والتّعامل معها.
ولكنّ الأزمة الكبرى في هذه المناهج الغربية كمنت دائمًا في أحادية نظرتها إلى النّصّ الأدبيّ، وفي عصبيتها الفاقعة لجانب من جوانبه، وإهمال الجوانب الأخرى؛ إذ كان كلّ منهج جديد منها ردّة فعل على ما سبقه، وسعيًا وراء الخروج عليه.
تحوّل الخروج على ما سلف إلى هوس، صارت مخالفة المألوف هدفًا في حدّ ذاته، صار التجديد بدعة، سواء إلى الأحسن أم إلى الأسوأ؛ ولذلك كانت تُحتقر دائمًا إنجازات المتقدِّم، وينظر إليها نظرة استهانة. انطبق هذا على الإبداع الأدبيّ مثلما انطبق على الإبداع الفكريّ والنقديّ.
بدا الهدم هو سِمَة هذه المناهج والمذاهب؛ هدم ما تقدّم، والخروج عليه إلى الضفة الأخرى.
ومن ثَمّ لم يَعُد يخفى على المتعامل مع هذه المناهج النّقدية الحديثة، التي هي مناهج غربيّة، هذا العيب الكبير الذي وسمها، فقعد بها عن تقديم درس موضوعيّ متكامل، يفي العمل الأدبيّ حقّه. وهذا العيب - كما سيبيِّن هذا المبحث - هو الأُحادية، والانحياز إلى وجه واحد، والاعتقاد أنّ التعمّق في درسه هو العملية النقديّة كلّها.
إنه في كلّ منهج من هذه المناهج الغربية يكاد يختزل النّصّ الأدبيّ في عنصر واحد؛ فهو إمّا شكل أو مضمون، إمّا داخل أو خارج، إما مقاربة للنّصّ من خلال المؤلف، أو مقاربة له من خلال لغته وألفاظه فقط، أو إهمال لذلك كلّه، وإعطاء المتلقي وحده سلطان أن يقرأ النّصّ كما يشاء.
وبذلك خضعت دراسة النصّ في النقد الأدبيّ الحديث المستورد من الغرب لمناهج مختلفةٍ، مثّل كلٌّ منها كشفًا عن عنصر من العناصر، وإهمالاً لعناصره الكثيرة الأخرى.
وسيعرض هذا المبحث لثلاث طرائق في التعامل مع النّصّ الأدبيّ، يمثّل كلّ منها وجهًا مخالفًا للوجهين الآخرين. ثمّ يعقب ذلك وقفة مختصرة عند موقف التراث العربيّ في البلاغة والنقد من النصّ.
تَمّت المقاربة النقدية للنص الأدبيّ في ثلاثة من المناهج الحداثية وما بعد الحداثية، من خلال ثلاث سلطات؛ هي: سلطة المؤلف، وسلطة النّصّ، وسلطة القارئ أو المتلقي.

لعل أكثر ما يشد في الكتاب هو تلك المقارنة التي يجريها الكاتب وليد قصاب، وهو المشهود له بمجال النقد، بين ما عرفه تراثنا الأدبي وبين ما حملته الدراسات الحديثة من آراء ونظرات، والتي تكشف عن غنى تراثنا النقدي والبلاغيّ، وعن سبقه بقرون إلى كثير من الآراء التي توصلت إليها الدّراسات الأدبيّة المعاصرة.


هذا كتاب رصين يتناول قضايا بلاغية ونقدية حساسة، حاول فيها الدكتور وليد قصاب، وهو المتخصص المعروف بالنقد، أن يعرضها من خلال منظور التراث الأدبي عند العرب، وأن يقارن هذا المنظور بما تمخضت عنه الدراسات الحديثة التي فتحت العيون على آفاق وقيم في التراث لم نكن نفطن إلى نفاستها وأهميتها من قبل، أو كنا نمرّ بها عجالى غير متلبثين عندها طويلاً.
وهذا الكتاب عند تلك المقارنة يبيّن ما كان من نقاط الاتفاق والاختلاف بين ما عرفه تراثنا الأدبي وبين ما حملته الدراسات الحديثة من آراء ونظرات، يغني استثمارها في تعميق الدرس البلاغي والنقدي، وفي تشقيق مناحٍ كثيرة في فهمه ودرسه.
وأخيراً فقد كشفت المقارنة عن غنى تراثنا النقدي والبلاغي، وسبقه بقرون إلى كثير من الآراء التي توصلت إليها الدراسات الأدبية المعاصرة.

أصل هذا الكتاب بحوث محكّمة ألقاها المؤلف في مؤتمرات وفي محاضرات لطلاب الدراسات العليا، ركزت على مسائل حساسة في النقد والبلاغة.
تناول الكتاب قضايا مهمة، معروضة من خلال منظور التراث الأدبي عند العرب، مقارنة بما تمخضت عنه الدراسات الحديثة التي انفتحت على آفاق وقيم في التراث لم يكن الدارسون يولونها أهمية .. مما يؤدي إلى تعميق الدرس البلاغي والنقدي وفهمه فهماً جديداً، كشف عن غنى ذلك التراث.
ولقد جمع المؤلف تلك الدراسات الجديدة المبعثرة في ثنايا الكتب ليستعين بها في إقامة مادة الكتاب.
القضايا التي تناولها المؤلف خمسٌ في خمسة فصول، الفصل الأول "في مقاربة النص الأدبي" تناول سلطة المؤلف وسلطة النص وسلطة المتلقي.
وتوقف في الفصل الثاني عند صور "من خصومات الشعراء والنحاة في النقد العربي" عرضها في مواقف طريفة. ليعالج في الفصل الثالث مسألة "الوضوح والغموض في الشعر بين التراث والحداثة" وهي مسألة ذات حجاج ونقاش بين الأدباء.
وفي الفصل الرابع "الشعر والمتلقي" أشار إلى موضوع مراعاة حال المتلقي، وبيّن أنواع المتلقين، والحضور المكثف للمثقفين، وحال الجمهور والشعر المعاصر.. وختم الكتاب في هذا الفصل عن "أثر المتلقي في تشكيل الأسلوب في البلاغة العربية " فبحث في عوامل تشكيل الأسلوب، والأسلوب والموقف الاجتماعي، وحضور المتلقي في البلاغة العربية.. ثم أخيراً أشار إلى بعض دلالات الاهتمام بالمتلقي.
ولما كان الكتاب مسائل متنوعة فقد ذيّل المؤلف كل فصل بمصادره ومراجعه على حدته.