تخطي إلى المحتوى

لا ديمقراطية في الشورى

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $7.00
السعر الأصلي $7.00 - السعر الأصلي $7.00
السعر الأصلي $7.00
السعر الحالي $5.60
$5.60 - $5.60
السعر الحالي $5.60
مقاربة معرفية لإشكاليتي الحرية والديمقراطية، مفتوحة الأفق لحوار رصين ونقاش علمي داخل نطاق الرؤية الإسلامية.
المؤلف
التصنيف الموضوعي
240 الصفحات
22×15 القياس
2003 سنة الطبع
9781592391790 ISBN
0.3 kg الوزن

تمهيد

لا شكّ أنّ الاجتهاد في الإسلام عرف أطواراً مختلفة عبر التاريخ، غير أنّ الجمود الشامل الذي أصاب الدين الإسلامي في أعقاب العصور المشرقة التي أنجزت حضارة إنسانيّة مركزيّة في تاريخ الأمم، أدّى إلى تهميش متزايد للنشاط الاجتهادي خلال قرون طويلة من الزمن.

ولكن، إذا كان الجمود في الحقل الاجتهادي الفقهي والفكري والفلسفي قد تسبّب في تراجع الأمّة الإسلاميّة عن ركب الحضارات الحديثة والمعاصرة، وأدّى إلى انكفائها وتقوقعها وعزلتها، فإن هذا الجمود أو بالأحرى هذا التجميد يعود في معظمه إلى خوف المسلمين الشديد من أن يحرَّف الدين الخاتم أو من أن تضيع معالمه الأصليّة والأصيلة في خضمّ تدهور حضاري مطّرد للمنطقة العربيّة والإسلاميّة. ولا ريب أن هذه الخشية تجد بعض مشروعيّتها في أن فقهاء وعلماء القرون الموسوعيّة الذين قاموا بتثبيت التراث الإسلامي وحفظه، لم يكن همّهم آنذاك، تقديم الاجتهاد على التقليد أو العقل على النقل، أو النقد على الاتّباع، بقدر ما كان همّهم حماية الدين وترسيخ أدبيّاته وتراثه الغنيّ، والمحافظة على زخمه العبادي الشعائري بالدرجة الأولى، ليبقى الإسلام ماثلاً ، ليس في نفس المسلم وذاكرته ووجدانه فحسب، بل في صميم حياته اليوميّة العمليّة أيضاً.

غير أنّ هذا الجمود الذي طال أمده، والذي قد تكون له مبرّراته في مراحل تاريخيّة معيّنة، أصبح يشكّل اليوم عائقاً خطيراً أمام احتمالات تقدّم الأمّة الإسلاميّة وتبوّئها المكانة التي تستحقّها، والبشريّة تخطو أولى خطواتها في وقائع القرن الواحد والعشرين، محمّلة بمخزون حضاري ومادّي وعلميّ وتقاني يضاهي ويتفوّق على كلّ ما أنجزته عبر آلاف السنين، ذلك لأنّ الإمعان في الفصل بين العقيدة والمصلحة، والذي أدّى إلى انتشار الفكر اللاهوتي في عقيدتنا وغياب الفكر الإنساني المصلحي، وإلى تحوّل العقائد بدائل عن المصالح.. لم يؤدِ، كما يقول برهان زريق، إلى تأكيد محوريّة الله وهامشيّة الإنسان، بل أدّى، في الحقيقة، إلى تأكيد محوريّة التألّه والتفرْعن البشري وهامشيّة الله والإنسان معاً.

على أيّة حال، من الملاحظ أن الحركة الاجتهاديّة التي أخذت تتسارع في العقود الأخيرة، أيضاً من منطلق الخوف على الإسلام وعلى الثقافة الإسلاميّة من أن تتحوّل، شيئاً شيئاً، إلى ثقافة آيلة للتهميش والتخزين النهائي، تجسّد سمة من سمات الصحوة في زمن يشهد إقبال الإسلام لا إدباره، وفي زمن ينهض فيه حتّى أصحاب ما يطلق عليها المنظومة السلفيّة ليتداركوا التأخير الذي حصل، وليحاولوا استئناف ما بدأته نهضة أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وأخفقت في ترجمته على الأرض، وإن لم تخفق البتّة في إغناء التراث الإسلامي وفي وضع قواعد صلبة للانطلاقة الراهنة.

من الطبيعي أن يكون للاجتهاد ضوابط وقواعد ونظم، إذ "ليس من الكهنوتيّة في شيء أن نشترط فيمن يتصدّى لتفسير الدين وتأويله وتقرير أحكامه وتوجيه مقتضياته أن يكون على درجة محترمة ومناسبة من التمكّن العلمي والالتزام المنهجي"، وإذا كانت شروط المجتهد "قد وقع تعسيرها وتعقيدها على مرّ العصور، حتّى كادت أن تصبح شروطاً تعجيزيّة، وإذا كانت هذه الشروط في أمسّ الحاجة اليوم إلى نوع من التحرير والتيسير" فإن ذلك "لا يسوّغ أبداً إسقاطها أو تجاوزها.. بذريعة أنّ النصّ مقدّس والتأويل حرّ.. أليس يصبح وارداً أن يصير لكلّ مسلم إسلامه الخاصّ؟".

من الواضح أنّ الاجتهاد في العقود الأخيرة قد خرج من حظيرة الفقه الديني الرسمي والمؤسّسي إلى رحاب العلوم الرياضيّة والتطبيقيّة والإنسانيّة جميعاً، ولم يكن هذا الخروج نتيجة قرار أو قانون أو فتوى أصدرتها مرجعيّات إسلاميّة رسميّة، بل كان نتاجاً للواقع الاجتماعي وحراكيّته وتفاعلاته ونتاجاً لتغيّر نوعي في الوعي الإسلامي وفي التعامل مع مستجدّات داخليّة وخارجيّة.

في جميع الأحوال، من الصعوبة بمكان الخوض في مقاربات اجتهاديّة تتناول تراثاً يحتضن المقدّس والأزلي وغير القابل للمساس، ولذلك، فإن حرّية التفسير والتأويل يجب أن تقترن حتميّاً بالمسؤوليّة العلميّة والأخلاقيّة وأن يتحدّد هدفها في اتّباع المقاصد الأوّلية الأعظم، التي تحقٌق المصالح الأساسيّة، ليس للمسلمين فحسب، بلْ للجنس البشري جميعاً.

من الضروري التنويه، في هذا السياق، بأنّ أيّة جهود اجتهاديّة يقوم بها أفراد أو جماعات أو مؤسّسات أو هيئات دينيّة رسميّة وغير رسميّة، يجب أن تندرج في إطار الاجتهاد الإسلامي وليس في نطاق اجتهاد مذهبي أو مللي أو قطري أو إقليمي أو قومي أو عرقي، فكلّ ما يصدر من فكر اجتهادي وكلّ ما يجري خوضه من تجارب سياسيّة وغير سياسيّة في جميع أنحاء الأرض الإسلاميّة، ليس ملكاً لبعض الجماعات أو لبعض الفرق أو لبعض الأمّة، وإنّما هو ملك للأمّة الإسلاميّة برمّتها، ورصيد للمسلمين كافّة وجزء لا يتجزّأ من المخزون المعرفي الإسلامي.

والله وليّ التوفيق...

المؤلّفة

مدخل

يشكّل الاحتلال العسكري الأمريكي في العراق منعطفاً حاسماً في سيرورة الحرب الكونيّة التي كانت الولايات المتّحدة دشّنتها باحتلال أفغانستان وإقامة حكومة موالية إثر حادثة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) العام 2001، التي شكّلت الدافع المعلن والمباشر لبدء حرب من طراز جديد تخطّط لها أمريكا منذ سنوات بلْ منذ عقود، لتستكمل عمليّات بسط سيطرتها على العالم، تثبيتاً لمتغيّرات دوليّة حقبيّة الطابع طالت، خلال العقد الأخير من القرن الماضي، البنيات القاعديّة العميقة للنظام العالمي، في أعقاب انهيار الاتّحاد السوفييّتي والمنظومة الشيوعيّة، وتخلخل مواقع الدول الدائرة في فلكها، مؤدّية إلى تكريس الولايات المتّحدة، على أرض الواقع، قوّة أعظم وحيدة في العالم.

ضمن إطار هذه التطوّرات الدراماتيكيّة لحروب تجري رحاها على جبهات تقليديّة وغير تقليديّة، خلف خطوط القتال وتحتها وفوقها، على الأرض وفي السماوات، في العلن والخفاء، فإنّ ما اصطلح على تسميتها الصحوة الإسلامية تجد نفسها اليوم في مواجهة المعطى الأخطر لتداعيات تلك الصراعات العولميّة الداميّة ألا وهو تكريس الإسلام، بصورة نهائية، عدواً رئيساً لتلك القوى العالمية التي ترى مراكز القرار الكوكبي فيها أن كارثة البرجين ما هي سوى بداية لمرحلة نزاع طويل بين جميع قوى الغرب المتقدّم، مبدع الحقبة التكنومعلوماتية التي ستحقّق للإنسانية نقلة تنويرية نوعية أخرى، وبين إسلام ظلامي يتوسّل العنف والإرهاب رؤية ومنهجاً وسلوكاً ليعيد البشرية إلى حقبات غابرة كانت تسودها البربرية.

بدهي أن هذا التصوّر لإحداثيات الصراع ينطوي على تبسيط قصدي يسهّل آليات التضليل الذي يمعن التطرّف بجميع اتّجاهاته وأشكاله وتموضعاته، في تثبيته داخل الوجدان والوعي الجمعيّين، فثمّة قوى سياسية وثقافية وفكرية عريضة ومؤثّرة وحيّة داخل منظومات إنسانية غربية وشرقية، شمالية وجنوبية، بما فيها قطاعات نخبويّة وشعبيّة واسعة داخل المجتمع الأمريكي، تحاول جاهدة إسقاط مرتكزات هذه الأطروحة من خلال السعي نحو ترسيخ مفاهيم تدفع الإنسانية نحو نبذ كلّ أشكال الهيمنة في سبيل تأسيس تعايش فعلي وندّي بين الحضارات يمرّ عبر إزالة أسباب التوتّر والنزاع التي تجسّد السلاح الأمضى في أيدي قوى إقليمية ودولية بازغة تسعى إلى إقامة نظام تكنوعبودي يستلهم وثنيّة روما الغابرة.

في إطار هذا المشهد العالمي المضطّرب وضمن السياق العام لفعل تلك القوى التي تجهد في تبيان مدى تهافت منطق حتمية الصراع وتحاول تفنيد ودحض المنطلقات القائمة على تكريس استقطاب ثنائي قسري بين غرب " متنوّر، متسامح وحضاري "وبين إسلام" متعصّب، متخلّف، بل همجي"، تتنامى أهميّة تلك القوى الاجتماعية والثقافية وتلك النخب السياسية والفكرية التي تجسّد اليوم نواة نهضة إسلامية حقيقيّة أسهمت في نشأتها وتطوّرها، خلال السنوات الأخيرة من القرن الماضي وبدايات القرن الحالي، سلسلة الإحباطات والأزمات الوجودية التي عاشتها وما تزال مختلف الأيديولوجيات القومية بتيّاراتها الطوباوية والشوفينية والحنينية والعلمانوية، بالإضافة إلى الانهيارات المتلاحقة التي عرفتها الركائز الماديّة والفكرية والقيمية لاشتراكية " علميّة" بشّرت بإقامة الحق والخير والجمال وأفضت، على أرض الواقع، إلى أكثر الشموليات استبداداً وطغياناً.

وهكذا، فإن قوى هذه الصحوة ونخبها في جميع مستويات تحرّكها غدت تحتلّ موقعاً امتيازياً يفترض أن يؤهّلها للشروع في إعادة تشكيل وعي عربي وإسلامي قادر على مجابهة تحدّيات تزداد خطورة باتّساع بؤر تطرّف ديني إسلامي يجري استخدامه ليسهم، واقعياً وموضوعياً وذاتياً، في تغذية حرب كونية من نمط غير مسبوق يزداد الاحتمال، يوماً بعد يوم، في أن يصبح العرب والمسلمون في كل مكان وقوداً لها لفترة طويلة من الزمن، خاصّة وأن الرموز الكبرى لهذا التطرّف تطرح موضوعاتها من خلال أشكال وصور تتجلّى فيها راهنية مذهلة، إذ تعمّم شعارات ديماغوجية، ولكن آسرة لأنها تنكأ جراح الظلم والقمع والقهر السائد في ديار المسلمين منذ قرون طويلة، وتحرّك كوامن الانتقام والثأر من استبداد وطغيان طال أمدهما وتلاشى الأمل في دحرهما داخل حظيرة الإسلام السلمي.

والأخطر من ذلك كلّه أن هذه الرموز التي صنعت التطرّف العنفي الإسلامي وصاغت ملامحه داخل كهوف التفكير الظلامي استطاعت، في غضون سنوات قليلة، أن تستقطب فئات فتيّة واسعة داخل المجتمعات العربية والإسلامية وخارجها، هي الأعمق إحساساً وتأثّراً بالتهميش والفاقة والانسحاق وانسداد الأفق والأكثر قابلية للاعتقاد بأن الأسلوب العنفي مؤهّل وحده لاستبدال القوة بالعجز والتمرّد بالاستسلام والعزّة بالانهزام الداخلي والعنفوان بالخنوع، كما استطاعت أن تدفع شرائح مهمّة من الرعيّة البائسة نحو أهداف لا صلة لها البتّة بانعتاق المسلمين وتحرّرهم وتوقهم نحو حياة كريمة، لأنها في واقع الأمر تحقّق مصالح قوى عاتية تلعب لعبة الهيمنة على صعيد كوكبي، وتوظّف التطرّف بجميع أنواعه كإحدى الأدوات الفاعلة والوسائل المؤثّرة التي يمكن ضبطها أو تنويمها أو التخلّص منها في أي مرحلة من مراحل الصراع.

أمام هذه المخاطر الناجمة عن انبثاق وتعاظم شأن تحالف موضوعي، إن لم يكن إرادياً أيضاً في بعض ثناياه الخفيّة، بين قوى الهيمنة العالميّة وبين تلك الرموز المتطرّفة التي تنسب الصحوة الإسلامية لنفسها والتي تستخدم خطاباً " جهادياً " تشويشياً بمفردات إسلامية تحرّك مشاعر العامّة، من المشروع التساؤل عما يفعله علماء وشيوخ الأمّة الإسلاميّة، الذين ما فتئوا يردّدون أن الإسلام، عقيدة وشرائع وقيماً أخلاقية ومنهج حياة، هو السبيل الأمثل لقيادة الشعوب العربية والإسلامية نحو الانعتاق والتحرّر والتقدّم في جميع فروع الحياة، والذين يعدون الرعية ببزوغ حقبة جديدة تقفز بالمسلمين نحو مواقع تأثير وتفوّق أشبه بتلك التي حظيت بها الدولة الإسلامية في أكثر عصورها تألّقاً؟

أطروحات الإسلام المستنير

تنصبّ جهود جلّ شيوخ الإسلام وعلمائه ودعاته على تناول الشأن الإسلامي عبر الإفراط في التركيز على سرديات وروايات مبتورة، منتزعة من السياقات الطبيعية والتاريخية لتناصّيات فرعية أنتجها السلف، ومقحمة عنوة في الراهن، ما يؤدّي إلى تراكم معرفة شعوريّة ولاشعورية بين صفو ف السواد من المسلمين، قائمة على النقلية والاجترارية والمحاكاة، وإلى تعميم ثقافات تكرّس مفاهيم جبرية خارجة تماماً عن الإرادة الإنسانية التي احتلّت مقاماً رفيعاً في النص الإسلامي الأوّل. كلّ ذلك يعني أن ثمّة قطيعة تتفاقم بين طبيعة الحياة الإسلامية المعاصرة من جهة، وبين خصائص الزمن الراهن ومعطياته وسماته من جهة أخرى، ما يجعل عموم المسلمين يعيشون زماناً ومكاناً خلّبيّين حيث يستبدلون الماضي بالحاضر، ويرسمون آفاق المستقبل بين أطلال هذا الماضي لا استلهاماً واستقواءً واعتزازاً بل استرجاعاً ميكانيكياً بحتاً.

إلاّ أن الأهم من ذلك أن معظم موضوعات تلك السرديات أو بالأحرى معظم مضامين ما يطلق عليه الدكتور البوطي "الإرشاد الديني المهني الذي يمارسه مرشدون محترفون ابتغاء مال أو زعامة أو شهرة.." تقع في حقل العبادات وما ينجم عن الالتزام بها من أنماط مخصوصة لحياة اجتماعية عامة ولسلوكيات إسلامية متكاملة يتم تقديمها باستمرار على أنها ليست فقط الأفضل والأكثر صلاحيّة، وإنّما أيضاً على أساس أنها تشكّل البديل الأمثل لأيّة أنماط حياتيّة أخرى في الشرق والغرب، ما يعني أن عمليّات الترويج لتلك الأنماط تتّخذ، منذ البداية، طابعاً إلغائياً.

………

………

يحاول هذا المؤلف أن يخوض في مقاربة معرفية لإشكاليتي الحرية والديمقراطية، اللتين يدّعى جبابرة كون هذا القرن أنهم يخوضون باسمهما ومن أجلهما حربهم الجارية رحاها، في الديار العربية والإسلامية، على جبهات تقليدية وغير تقليدية، خلف خطوط القتال وتحتها وفوقها وعبر مختلف فجواتها وثغراتها، محاولين تكريس الإسلام، عدواً أنسب وضحيّة مثلى في خضم صيرورات عولميّة دامية، تستهدف تثبيت استقطاب قسري، في الوعي الجمعي العالمي، بين غرب ((متنور، متسامح وحضاري))، وبين إسلام ((متعصب، متخلف وإرهابي)).

هي مقاربة مفتوحة الأفق لحوار رصين ونقاش عالم، تقع داخل نطاق رؤية إسلامية تتوسل القرآن مرجعية أعلى، بعيداً عن رمادية المواعظ ((المهنية))، وخشبية الحفظيات المكرورة، وسطريّة الاجترارية الأحادية، وأسر الدفاع الغريزي والأيديوقراطي العقيم، وتجاوزاً لثنائيات التقليد اللانقدي أو التقوقع العبثي، المحاكاة المنبهرة أو الانعزالية الجاهلة، التغرّب المستسلم أو الانكفاء العدمي.

لا ديمقراطية في الشورى
تأليف: دة. فريال مهنا

يتناول هذا الكتاب مقاربة معرفية لإشكاليتي الحرية والديمقراطية، اللتين يدعي جبابرة كون هذا القرن خوض حربهم الجارية باسمهما ومن أجلهما، في الديار العربية والإسلامية، على جبهات تقليدية وغيرها، خلف خطوط القتال وحولها، محاولين تكريس الإسلام عدواً أنسب وضحية مثلى في خضم صيرورات عولمية دامية تستهدف تثبيت استقطاب قسري في الوعي الجمعي العالمي بين غرب (متنور متسامح حضاري)، وإسلام (متعصب متخلف إرهابي).
ويعتمد رؤية إسلامية مرجعها الأعلى القرآن، بعيداً عن المواعظ والحفظيات المكررة، وسطرية الاجترارية الأحادية، وأسر الدفاع الغريزي والإيديوقراطي العقيم، ويتجاوز ثنائيات التقليد اللانقدي والتقوقع العبثي، والمحاكاة المنبهرة، والانعزالية الجاهلة، والتغرب المستسلم، والانكفاء العدمي.
ويبحث ذلك من خلال دراسة الأدبيات المعاصرة للإسلام المستنير وأطروحاته، وأوليات المراجعة والمقاربة.
ويدرس نهضة الإسلام وصحوة اليوم، ويبين معضلات التقايس والمقاربة الفكرية واللغوية والخطابية، وسوسيولوجية اللغة والخطاب وسيميولوجيتهما.
ويبين إشكاليات الحرية والديمقراطية في الفكر الإسلامي الصحوي والمستنير، ومسألة المرجعية الأولى، والشورى، ومعضلة السقف، وما تفتحه من آفاق لصنع حياة راقية.
ويتحدث عن الحرية والديمقراطية في النص المقدس، ويرسم ملامح ديمقراطية أصيلة تليق بالأمة الإسلامية وبالدين الإسلامي دين الله، وتسهم في تحقيق نقلة للصحوة الإسلامية الراهنة.
ويذيل الكتاب بتعاريف لمصطلحات الكتاب.