تخطي إلى المحتوى

مالك بن نبي .. عصره -حياته

مباع
السعر الأصلي $9.00
السعر الأصلي $9.00 - السعر الأصلي $9.00
السعر الأصلي $9.00
السعر الحالي $7.20
$7.20 - $7.20
السعر الحالي $7.20

دراسة أكاديمية لعصر مالك بن نبي وحياته ونظريته في الحضارة، بدأته المؤلفة بالحديث عن بيئته ومسيرته التعليمية ثم بالمؤثرات في حياته وانتهت بالنظريات التي طلع بها.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
256 الصفحات
24×17 القياس
2010 سنة الطبع
978-9933-10-166-4 ISBN
0.42 kg الوزن

مقدمة
يمثل مالك بن نبي ظاهرة بارزة في خريطة الفكر العربي والإسلامي المعاصر، تستحق الدراسة والاستقصاء. وهذا الكتاب محاولة للاقتراب من جوانبه الشخصية والموضوعية والتنظيرية، ومن تضاريس عصره وبيئته، في محيطها الضيق (الجزائر) والواسع (العربي والإسلامي). وهو يعرض لمحطات من حياته ومجاهداته الفكرية ونشاطاته الثقافية واستخراجاته المعرفية، خالصاً بعد دلك إلى تسليط الضوء على بؤرة اهتماماته التنظيرية والفلسفية، ألا وهي نظريته في الحضارة المتضمنة لشروط النهوض وسنن التغيير والتطور.
وأصل هذا الكتاب أطروحة جامعية مكمّلة لمتطلبات درجة الدكتوراه من جامعة متشجن بأمريكا، في مجال دراسات الشرق الأوسط، وبالتحديد فرع تاريخ الأفكار. وقد نوقشت وأجيزت منذ أكثر من عقدين، ثم نشرت في أصلها الإنجليزي في ماليزيا عام 1993م، وصارت مرجعاً لعدد من الدراسات التي تناولت لاحقاً مالك بن نبي في الغرب والعالم الإسلامي. كما قُررت بعض فصولها على طلاب الدراسات الإسلامية والحضارية في جامعتين بأمريكا وبريطانيا.
وقد ظلت فكرة ترجمة الكتاب إلى العربية تلاحقني طويلاً، إيماناً مني بأن القراء العرب، على قلتهم، أحوج من غيرهم إلى الاطلاع على فكر بن نبي واستيعابه؛ لا من خلال مؤلفاته وحدها، وإنما من خلال دراسات وأبحاث تبسّط أفكاره وتحللها وتربطها بغيرها، وتسلط الضوء على الظروف التي أنتجتها، وتعاين مدى ملاءمتها لظروف الأمة الراهنة. وعندما شرعت في تنفيذ الفكرة وجدتني أتحرر من اللغة الأكاديمية الصارمة لأنطلق في رحاب لغتي الأم، محاولة أن أضفي على الأسلوب العلمي الجاف مسحة من بهاء اللغة وإشراق الأسلوب، غير حائدة، في الوقت نفسه، عن الموضوعية العلمية أو الإطار المنهجي الذي ينتظم فيه البحث؛ وقد قادني ذلك إلى عدد من التعديلات والإضافات والتنقيحات التي فرضها تغير الظروف وتطور الاستيعاب.
ومع اطلاعي على معظم ما كُتب بالعربية عن الرجل وفكره خلال العقود الثلاثة الماضية، إلاّ أنني لم أجد فيه ما يحفزني للاقتباس أو الإشارة فيما قمت به من إضافات، إلا في القليل النادر، وخاصة فيما يتعلق بما نشر من معلومات عن الظروف التي عاشها قبل وفاته داخل الجزائر؛ ذلك أن معظم ما كُتب لم يخرج عن كونه تعبيراً عن الإعجاب والانبهار، أو التلخيص للمحاور التي ضمتها كتبه ومحاضراته، مما لا يضيف للكتاب شيئاً يذكر. فالدراسات التي تناولت فكر بن نبي بذهن ناقد وأسلوب تحليلي يكشف عن أبعاد جديدة فيها،هي في الحقيقة قليلة جداً، على كثرة الندوات والمؤتمرات التي عقدت لذلك الهدف.
وجدير بالدارسين والباحثين في مختلف حقول المعرفة أن يكتسبوا ويمارسوا التفكير النقدي، الذي لا نتعلمه للأسف في قاعات الدرس، ويتمكنوا من منهجية التحليل والتركيب، والاستنتاج والاستنباط، وهي الأدوات نفسها التي استخدمها مالك بن نبي في مراجعاته لواقع الأمة، ومشروع النهضة، وحركات الإصلاح، ومدارس التفكير الغربي، ومناهج المستشرقين. فهو لم يكن متلقياً سلبياً للأفكار والمفاهيم والفلسفات التي حفل بها عصره، وإنما أخضعها جميعاً للفحص والمقايسة بحيث استطاع أن يربط بين مسار الفكر الإسلامي المتغذي على خصوصية نسقه التاريخي، وبين مسار الفكر الغربي الذي ما انفكت تتوالد فيه، من خلال مساجلات العلم والفلسفة والاجتماع، نظريات ومذاهب ونزعات، لم يتردد في الإشارة إلى نقائصها، أو التدليل على تنكبها سبيل الصواب، وتفلتها من القيم الإنسانية السامية. وهو المنهج الذي استخدمه بن نبي وقصد تقديمه نموذجاً يحتذى به.
وليس هذا الكتاب سوى محاولة لإخراجِ أفكار بن نبي من الحلقة الصغيرة الضيقة، أي حلقة النخب العربية والإسلامية، وتقديمِها إلى حلقات أوسع من المثقفين وشباب الجامعات، وخاصة المجتهدين منهم في تلمس طريق إطار معرفي أوسع من مناهج الدراسة الرسمية. كما يقصد لفت الانتباه إلى آرائه العالمية والإنسانية، وتمكنه من الاستمساك بثوابث أمته مع الانفتاح على العالم، وتوظيفه لمفاهيم تنتمي إلى حقول معرفية متنوعة ثم تطويعها داخل نسقه الفكري الخاص.
وحيث إن هذا البحث لا يمكنه بأي حال الإحاطة بمختلف جوانب فكر بن نبي وأبعادها، فإنه يؤكد ضرورةَ تأسيس شبكة علاقات ثقافية واجتماعية بين الباحثين والمهتمين بالفكر الحضاري ونهضة الأمة، ليأخذ فريق منهم، أو أكثر، على عاتقه إنجاز مشروع علمي مخطط يبرز فكر بن نبي كاملاً في جوانبه الثقافية والأنثربولوجية والسياسية والاقتصادية، ليكون ذلك كله جزءاً من تاريخ الأفكار، مسهماً في خلق التراكم الذي يمكن النسج على منواله والبناء عليه. وذلك من أجل تحويل الأفكار إلى واقع، ثم عرض ذلك الواقع على الفكر لتجاوزه بالوصول إلى رؤى جديدة وأفكار جديدة.
ونحن لا ننكر أن واقعنا الثقافي مازال عاجزاً عن تأسيس شبكة العلاقات هذه، والتي أشار ودعا إليها بن نبي منذ خمسينيات القرن الماضي؛ فمازال العمل الجماعي أو عمل الفريق ظاهرة نادرة في عالمنا العربي، فلا تطبق حتى في أعرق جامعاتنا، وإذا طبقت فإنها تحفل بكثير من العيوب والنقائص. ولهذا فقد ظلت الجهود الفكرية في عالمنا عبارة عن اجتهادات فردية مبعثرة، وهو ما يفرض الدعوة إلى إنشاء مؤسسات ثقافية تتبنى أفكار النهضة ومشاريعها وتؤرخ لها، وتساعد على أن تكون إسهامات الأفراد الفكرية في مختلف منعطفات تاريخ أمتنا منتظمة في سياقها التاريخي والاجتماعي، ومتحاورة بعضها مع بعض ومع واقعها وعصرها. وحريّ بمثقفي أمتنا ومفكريها ألاّ يعتمدوا في إنجاز هذا المشروع الضخم والضروري على الدوائر الرسمية، بل يجب في عصر سرعة الاتصال وانتقال المعرفة، الاستفادة من الوسائل الحديثة في تأسيس هذه الشبكة وجمع التمويل اللازم من أثرياء الأمة ومن مؤسسات الوقف الإسلامي ومن إسهامات العلماء والمفكرين مهما كانت قليلة.
ولا يعني هذا سوى تطبيق مبدأ الفاعلية الذي دعا إليه بن نبي.
أدعو الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه، وما التوفيق إلا به ومنه.

د. فوزية بريون

مالك بن نبي عصره، حياته، ونظريته في الحضارة
رحل المفكر الإسلامي العظيم مالك بن نبي عن الدنيا بعد أن ترك مدرسة، تخرج فيها تلاميذ كبروا ونشروا فكره..وما زالوا يمتحون عن معين نظريته وآرائه التي تكاد تكون متفردة، يصفُ فيها أسباب تراجع الحضارة ويقدِّم الحلول..
كان مالك يستقطب الشباب النخبة، يلتفون حوله، بقطع النظر عن أوطانهم وميولهم، فينفخ فيهم روح الإيمان بالنهضة، ويدفعهم لبناء حضاري يضع وسائله بين أيديهم.. يريد أن يبني الفرد المسلّح بالفكر الصحيح الواعي لما يجري في المجتمع، وبالفهم الواضح لخط سير التاريخ.. من أجل أن يكون على يديه تغيير الواقع المتردي.
هذا الكتاب دراسة رصينة لعصر مالك بن نبي وحياته ونظريته. بدأته المؤلفة بالمؤثرات في حياة الرجل وانتهت بالنظريات، تحدثت عن الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي وهي البيئة التي ولد وعاش فيها مالك حيث مسيرته التعليمية والعملية، ثم انتقلت بنا إلى فرنسا التي تكونت فيها عقليته بالاطلاع على الحضارة الغربية، وعرَّجت على آثار العلوم الاجتماعية في تكوين فكره، ولاسيما عِلمي التاريخ والاجتماع..
وانتهت المؤلفة بعدئذ إلى مفاهيم النهضة ونظرية الحضارة عند مالك. فكان كتابها خطوات وئيدة تعين على فهم فكره الغني الذي يحتاج إلى رويَّة وإمعان.
وبيت القصيد في الكتاب أن المؤلفة لم تتناول هذا المفكر من باب الإعجاب به، وإنما بحثت في فكره اعتماداً على قاعدة البحث العلمي الأكاديمي القائم على أسس الدراسة المنهجية.