تخطي إلى المحتوى

مذكرات شاهد للقرن

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $17.00
السعر الأصلي $17.00 - السعر الأصلي $17.00
السعر الأصلي $17.00
السعر الحالي $13.60
$13.60 - $13.60
السعر الحالي $13.60
يتضمن هذا الكتاب قسمين ، يتناول الأول مرحلة طفولة المؤلف مالك بن نبي 1905-1930 ، ويتضمن الثاني مرحلة دراسيته في باريس 1930-1939 . وينقل إلينا شهادة بصر وبصيرة بالأحداث ، لجزائري خلف ستار، يجسد رؤيته الفكرية ، وقد امتد به عمق الحضارة الإسلامية إلى حدود الحضارة الغربية الحديثة ، فكان نقطة اتصال وتحويل لأجيال حضارة مندفعة تجتاج ما أمامها ، وحضارة أسلمت مقاليدها للتاريخ ، وغدت أجيالها في مهب الريح. ويرى في الجزائر التي استعمرها الفرنسيون عينة من عينات العالم الإسلامي ، الذي استقال من مهمته التاريخية ، وغدا تراثه أشلاء مبعثرة لا تصمد أمام طوفان الحضارة الغربية الحديثة ، وما ارسته من مصطلحات ومفاهيم تزري بمسيرة الإنسانية ، وهي تنشر ثقافتها وجيوشها ، في أرجاء العالم الإسلامي المتخلف والمغلوب منذ باية هذا القرن. ويبرز القيم الأساسية المجيدة التي ورثها رجل الفطرة من الأسلاف ، وتهافت المثقفين المنغمسين في ثقافة الغرب ، المنقلبين في حركتهم التقدمية إلى الوراء ، والمتخذين من السياسة سبيلا إلى قيادة تسير نحو العدم لافتقادهم سبيل الفعالية في المبادرة والاتجاه. ويكشف لنا هاجس المؤلف العميق في الحضارة ومشكلاتها ، ويضع الحلول لها ، ويبلغ شهادته في منعطفات التاريخ برؤية فكرية وروحية ، واضحة المعالم ، تشعل شرارة الإقلاع والنهوض.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
456 الصفحات
24*17 القياس
2014 سنة الطبع
9789933100346 ISBN
0.67 kg الوزن

كتاب أخرجه فيلسوفنا مالك بن نبي عام 1966 بالفرنسية، وطبع في الجزائر. وكان قد أودعني نسخة على الآلة الكاتبة في ذلك التاريخ، رغبة منه في إصداره مترجماً باللغة العربية.

هكذا اتفقت مع الدكتور عبد المجيد النعنعي مدير فروع الجامعة اللبنانية في طرابلس - لبنان، ليعمل على ترجمته، ولأعمل معه على صياغة النص بما يتفق وروح المؤلف ومرامي أفكاره.

وأنجز الدكتور النعنعي المهمة مشكوراً، يدفعه إلى ذلك حماسته للفكر العربي والإسلامي معاً، إنما سبقنا إلى تمام العمل ترجمة أخرى للأستاذ مروان قنواتي، صدرت في نهاية الستينات.

وهكذا توقفنا...

وفي بداية السبعينات صدر الجزء الثاني من (مذكرات شاهد لقرن) وهو الجزء الذي يتحدث عن مرحلة الدراسة في باريس ابتداء من عام 1930، وقد آثر الأستاذ مالك - رحمه الله - أن يترجمه بنفسه إلى العربية، حين آنس في الترجمة الأولى شيئاً من حواجز الصياغة تحول بين القارئ وإحساس المؤلف، الذي أودعه في كتابه وهو يصوغه بالفرنسية.

ومرت الأيام...

وحين بدأنا في إعادة طبع مؤلفات الأستاذ مالك بن نبي من جديد، عدت إلى ترجمة الدكتور النعنعي وقد مضى عليها قرابة الخمسة عشر عاماً، ثم تأملت في ترجمة الأستاذ مروان قنواتي، وقد حوت كثيراً من التوضيحات حول الأسماء التي ذكرها الأستاذ مالك.

وما كنت لأعدل عن ترجمة الأستاذ قنواتي التي بذل فيها من علمه ومعرفته ما يشكر عليه، لولا أنني أردت أن أوائم بين القسم الأول من الكتاب، والقسم الثاني الذي كتبه الأستاذ مالك بالعربية مباشرة.

فالترجمة الحاضرة للقسم الأول من الكتاب ترتكز في أساسها على النص الفرنسي وعمدتها ترجمة الدكتور النعنعي، لكننا استفدنا كثيراً من جهود الأستاذ مروان قنواتي.

وقد حاولنا قدر الاستطاعة أن نسلك في ترجمتنا للقسم الأول من (مذكرات شاهد للقرن)، أسلوب الأستاذ مالك في ترجمته للقسم الثاني من هذه المذكرات، ذلك أن القسمين سيصدران في كتاب واحد في هذه الطبعة، وكانا قد صدرا قبلُ في كتابين منفصلين. فعسى أن نكون قد حققنا هدفنا في التنسيق بين فصول هذه المذكرات التي يأخذ بعضها برقاب بعض.

ومذكرات مالك بن نبي، مذكرات شاهد يتحدث إلينا خلف ستار، وهو يحاول أن ينقل إلينا تبصّره بالأحداث؛ وما هذه التفاصيل التي يقصها علينا إلا ليجسد رؤيته الفكرية عبرها. فشاهدنا شاهد بصر وبصيرة معاً.

وهي بصيرة صاغتها أحاسيس جزائري امتد به عمق الحضارة الإسلامية إلى حدود الحضارة الغربية الحديثة، فكان نقطة اتصال وتحول كما يقول في بداية شهادته.

فأجيال الحضارة تتناقل دائماً رسالة سرية ذات رموز، ويحقّ لكل جيل أن يقرأ هذه الرسالة قراءة تختلف عن الجيل السابق، لأن لكل جيل مصطلحاً خاصاً به يفك رموز تلك الرسالة.

هكذا يقول بن نبي في شهادته، وكأنما يريد أن يمنحنا من جديد مصطلحات رموز هذه الرسالة، بعد أن افتقدنا هذا المصطلح، وباتت رسالة حضارتنا رمزاً لا نستطيع له إدراكاً يلج في أعماق جيلنا المعاصر.

مالك بن نبي يحدثنا عن حدود التلاقي بين حضارة مندفعة تجتاح ما أمامها، وحضارة أسلمت مقاليدها للتاريخ وغدت أجيالها في مهب الريح.

كذلك كانت الجزائر وقد اجتاحها الاستعمار الفرنسي. لكن الجزائر عينة من عينات ذلك العالم الإسلامي الذي استقال من مهمته التاريخية، وغدت بقية التراث أشلاء مبعثرة هنا وهناك، لا تصمد أمام طوفان الحضارة الغربية وحجافلها المنتصرة.

هكذا ينقل إلينا مالك بن نبي صوراً من شهادته، إذا صدقت على أجيال الجزائريين من أبناء جيله، فهي صادقة أيضاً على أجيال العالم الإسلامي، والعالم المتخلف بأجمعه منذ بداية هذا القرن.

ولذا فهو شاهد أحداث هذا القرن فيما يروي.

والشهادة هذه ليست شهادة لمعاناة مجتمع مغلوب على أمره، وهي ليست شهادة على مجتمع لا يدرك لدفاعه فعالية الوسائل فحسب، بل إنها أيضاً شهادة على ما أرست حضارة الغرب الحديثة من مصطلحات ومفاهيم ومنجزات، تزري بمسيرة الإنسانية وهي تنشر ثقافتها وجيوشها.

فمالك بن نبي - وهو يروي أدق التفاصيل - لا يغفل عن إبراز القيم الأساسية التي ما يزال يحتفظ بها رجل الفطرة، وقد ورثها من أجيال سابقة حفظت التراث والقيم. وهو في الوقت نفسه يطرح أمامنا تهافت مثقفينا، الذين انغمسوا في الثقافة الغربية ومصطلحاتها وواقعها، فانقلبوا في حركتهم التقدمية إلى الوراء، اتخذوا من السياسة سبيلاً إلى قيادة تسير نحو العدم، لأنهم افتقدوا في ذلك الصخب الذي عانته مجتمعاتنا الإسلامية منذ بداية هذا القرن، سبل الفعالية في المبادرة والاتجاه، وهكذا فاتهم قطار التاريخ.

هذا الكتاب يحمل إلينا دفء الأصالة، ويهزّنا حين يروي لنا صفاء الراعي والبدوي ووفاءه للقيم، والتزامه بما استقر في ضميره من تقاليد هي أقرب إلى روح الحضارة وأرسخ في خطا التقدم.

فالذي حمله المثقفون الجزائريون من الجامعات والمعاهد الفرنسية، والذي نقله الاستعمار من الهياكل الإدارية إلى أرض الجزائر، قد أفسد الرؤية وأنقص قيمة الإنسان، وأحل مكان خرافة المرابطي شيخ الطريقة خرافةَ الزعيم، وهكذا تحطمت بمنطق السهولة المبادرات البناءة التي بدأتها حركة الإصلاح بقيادة (بن باديس).

هذا الكتاب يكشف لنا مكونات فكر بن نبي، وهاجسه العميق الذي رافقه طيلة حياته.

إنه هاجس الحضارة ومشكلاتها. وما كان لبن نبي أن يروي لنا شهادته، لولا أنه قد رغب في تأصيل الأساس الفكري لنهضتنا، وآثر الحقيقة والتزم جانب الصدق والكفاح حتى أسلم الروح، لم تفتر العزيمة في بيان ولم يهن له عزم في كشف كل زيف، تروج بضاعته في أسواق الثقافة ومراكز التوجيه.

إنه شاهد قرن ومبلغ فيه لما شهد. والتبليغ في منعطفات التاريخ رؤية فكرية وروحية معاً. في صيغته وضوح المعالم، وفي حرارته شرارة الإقلاع.

طرابلس - لبنان

عمر مسقاوي

الطالب

1930 - 1939

مقَدّمة

ليست هذه المقدمة من أجل تقديم هذا الكتاب للقارئ، على حسب التقليد الذي يلتزمه كاتب عندما ينشر له شيء من تأليفه.

وإنما هي لمجرد التفسير للظرف الغريب، الذي وقع فيه في يدي، المخطوط الذي أنشر منه اليوم الجزء الثاني.

إن لكل امرئ خلالاً يسلكها، وقد يحدث لي مما تعودت، أن أصلي صلاة العصر في تلك اللحظة الجوفاء عندما يخرج الناس من المسجد بعد صلاتهم خلف الإمام.

فأصلي وحدي... والمكان إذن ليس فيه أحد غيري، وأختار هذه اللحظة لأعتكف فيها.

وكنت في ذلك المسجد القسطنطيني الملاصق لـ (دار الباي) والذي صار طيلة قرنٍ الكنيسة الكبرى ثم عاد إلى أهالي قسنطينة منذ الاستقلال.

وكنت حينذاك قد عدت إلى الوطن منذ ثلاثة أيام أو أربعة فقط من الهجرة التي فرضتها، على كثير من الجزائريين، سنوات الثورة، فألقيت وأنا أخلع نعلي عند باب المسجد نظرة على داخله، ولم يكن للمكان حديث يشعر به المرء من خلال أُبهة بنائه، وإنما كان يتحدث له حديث تاريخه المضطرب، ووقع بصري على مكان هادئ بين المنبر والمحراب، بعيداً عن ضوضاء الشارع فاتجهت إليه وكبَّرت فيه، بينما كانت النوافذ ذات الزجاج الملون توزع بين أعمدة المسجد ضوءاً متخافتاً يزيد في الهدوء الذي يحيطني.

وربما كنت في السجدة الثانية، وقد تعودت أثناء هجرتي إلى الشرق الإطالة في السجود كما يتعود ذلك بعض حجيجنا من المغاربة عندما يصلّون خلال رحلتهم بعض صلواتهم في مسجد سيدنا الحسين، قرب الأزهر الشريف.

وبينما أنا في هذه السجدة سمعت قدماً تطأ الزريبة خلفي وطئاً خفيفاً، ثم تنسحب القدم.

وأرفع رأسي من السجود، فينطلق بصري تلقائياً إلى جانبي الأيمن، فأرى عند ركبتي شيئاً ملفوفاً...

فاسترسلت في صلاتي حسب نسقها، حتى سلمت.

ثم التفت عن يميني وعن شمالي، فلم أر أحداً. إن من وضع قرب ركبتي الشيء الملفوف قد اختفى. ولكن ما هو هذا الشيء؟ تحسّست من خلال الغلاف السميك من الورق ما يحتويه، فشعرت أنه ورق..

وفتحته، فإذا بصفحات مكتوبة كتابة ناعمة ولكنها واضحة، قرأت على الصفحة الأولى عنواناً:

(مذكرات شاهد للقرن).

وقرأت صفحة.. ثم صفحتين..

أمر غريب!.. إن كل جزائري يتناول القلم قد يستطيع كتابة مثله شريطة أن يكون من الجيل الذي أنا منه.

فقرأت صفحات أخرى.. وها أنا ذا أجد اسماً، لعله يكون اسم المؤلف: (الصديق).

من هو الصديق؟

إنه يقدم نفسه، منذ الصفحة الأولى، عل أنه من مواليد قسنطينة سنة 1905، إذن هو رجل من مسقط رأسي وفي سني.

لا تزيدني قراءة المخطوط أكثر من هذا.. هل يجب أن أرجع هذا المخطوط إلى صاحبه؟ ولكن لأي امرئ اسمه (الصديق) أرجعه؟

ألست أرجعه له بطريقة ما، إذا نشرته؟ ولعلي بذلك أكون قد لبيت رغبته!

فعليه، أرجو أن يتقبل القارئ هذا الكتاب من جزائري أراد أن يخاطبه من وراء حجاب.

الجزائر 5 أيار (مايو) 1965

مالك بن نبي

تحلّى مالك بن نبي بثقافة منهجية، استطاع بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلف.. اهتم بها منذ شبابه، ودرسها تحت عنوان (مشكلات الحضارة) فكانت هذه السلسلة التي بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر، لتخرج بالعنوانات الكبرى الآتية (مرتبة ألفبائياً).

2 - تأملات 1 - بين الرشاد والتيه
4 - شروط النهضة 3 - دور المسلم ورسالته
6 - الظاهرة القرآنية 5 - الصراع الفكري في البلاد المستعمرة
8 - فكرة كمنولث إسلامي 7 - الفكرة الإفريقية الآسيوية
10 - القضايا الكبرى 9 - في مهب المعركة
12 - المسلم في عالم الاقتصاد 11 - مذكرات شاهد للقرن
14 - مشكلة الثقافة 13 - مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
16 - ميلاد مجتمع 15 - من أجل التغيير
17 - وجهة العالم الإسلامي
لقد أمعن مالك بن نبي في الحفر حول مشكلات التخلف المزمنة، متجاوزاً الظواهر الطافية على السطوح إلى الجذور المتغلغلة في الأعماق، وباحثاً عن السنن والقوانين الكفيلة بتحول الشعوب من الكلالة والعجز إلى القدرة والفعالية.. وهكذا تجاوز مشكلة الاستعمار ليعالج مشكلة (القابلية لللاستعمار)، ومشكلة التكديس إلى البناء، والحق إلى الواجب، وعلم الأشياء والأشخاص إلى عالم الأفكار؛ مؤكداً {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 13/11]، وأن مفاتيح الحل عند الذات لا عند الآخر.

مات بن نبي عام 1973، لكن أفكاره مازالت حية تهيب بالأمة أن تتلقفها لتنهض بها من كبوتها المزمنة، وتدخل من جديد في مضمار الحضارة.

يتضمن هذا الكتاب قسمين، يتناول الأول مرحلة طفولة المؤلف مالك بن نبي 1905 - 1930، ويتضمن الثاني مرحلة دراسته في باريس 1930 - 1939.
وينقل إلينا شهادة بصر وبصيرة بالأحداث، لجزائري خلف ستار، يجسد رؤيته الفكرية، وقد امتد به عمق الحضارة الإسلامية إلى حدود الحضارة الغربية الحديثة، فكان نقطة اتصال وتحول لأجيال حضارة مندفعة تجتاح ما أمامها، وحضارة أسلمت مقاليدها للتاريخ، وغدت أجيالها في مهب الريح.
ويرى في الجزائر التي استعمرها الفرنسيون عينة من عينات العالم الإسلامي، الذي استقال من مهمته التاريخية، وغدا تراثه أشلاء مبعثرة لا تصمد أمام طوفان الحضارة الغربية الحديثة، وما أرسته من مصطلحات ومفاهيم تزري بمسيرة الإنسانية، وهي تنشر ثقافتها وجيوشها، في أرجاء العالم الإسلامي المتخلف والمغلوب منذ بداية هذا القرن.
ويبرز القيم الأساسية المجيدة التي ورثها رجل الفطرة من الأسلاف، وتهافت المثقفين المنغمسين في ثقافة الغرب، المنقلبين في حركتهم التقدمية إلى الوراء، والمتخذين من السياسة سبيلاً إلى قيادة تسير نحو العدم لافتقادهم سبيل الفعالية في المبادرة والاتجاه.
ويكشف لنا هاجس المؤلف العميق في الحضارة ومشكلاتها، ويضع الحلول لها، ويبلغ شهادته في منعطفات التاريخ برؤية فكرية وروحية، واضحة المعالم، تشعل شرارة الإقلاع والنهوض.
4/5/ 2004م