تخطي إلى المحتوى
استعادة القيمة الجمالية للكتاب الورقي في مهرجان "العراق يقرأ" استعادة القيمة الجمالية للكتاب الورقي في مهرجان "العراق يقرأ" > استعادة القيمة الجمالية للكتاب الورقي في مهرجان "العراق يقرأ"

استعادة القيمة الجمالية للكتاب الورقي في مهرجان "العراق يقرأ"

يحظى العراق منذ القدم بمكانة خاصة من حيث إصدار الكتب وجودة موضوعاتها، متميزاً بذلك عن بقية دول العالم العربي والكثير من بلدان العالم. كيف لا وهو البلد الذي ضمّ ألواح الكتابة الأولى وملاحمها ومكتباتها في التاريخ، بدءاً من ألواح سومر ومروراً بمكتبة آشور بانيبال، وصولاً اليوم إلى شارع "المتنبي" وسط بغداد، أو "شارع المكتبات" كما يحلو لأهل العراق تسميته. ويعدّ شارع المتنبي السوق الثقافي لأهالي بغداد والعراق على مدى عقود طويلة من الزمن، إذ تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها وينشط عادة في كل يوم الجمعة، ويوجد فيهِ مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر. كما يحتوي الشارع على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة. ومن هذا الشارع انطلقت آلاف الكتب النادرة والغنية بمضامينها إلى مختلف دول المشرق العربي، وخاصة قبل الغزو الأميركي للعراق.

"العراق يقرأ" مجدداً كتب الورق

ولاستعادة ذلك الألق الذي راح يخبو تدريجياً منذ الغزو الأميركي عام 2003 وما أفرزه من صراعات ونزاعات أفضت في نهاية المطاف إلى تدخّل إيران وتحكمها بمختلف مفاصل البلد ومقدراته؛ أُطلقت مبادرة في بغداد عام 2012 حملت اسم "أنا عراقي أنا أقرأ"، من قبل مجموعة من الشباب المتطوعين من كلا الجنسين من محبي القراءة، ليشكلوا فيما بعد منظمة تحمل الاسم. نفسه

وأمس السبت، كان موعد انطلاق الدورة التاسعة من مهرجان "العراق يقرأ" الذي أنجبته تلك المبادرة قبل 10 سنوات. إذ اجتمع الحشود في حديقة "أبي نواس" ببغداد لاختيار كتبهم المفضلة من بين آلاف العناوين التي وُزعت "مجانًا".

يقول "نور رعد" أحد منظمي المهرجان: "ما يميز هذا الموسم أنه يقام في سبع محافظات في الوقت نفسه"، والمحافظات هي: العاصمة بغداد والموصل  والبصرة وميسان والأنبار والديوانية وديالى.

عشرات آلاف الكتب بالمجان

ويضيف رعد في حديث لوكالة رويترز: "نظرا لازدياد الإقبال عليه، سيتم توزيع 70 ألف كتاب مجانًا في عموم المحافظات السبع التي يقام فيها المهرجان."

ويتابع: "هناك أزمة عالمية –ليست في العراق فقط- تتمثل في الابتعاد عن قراءة الكتاب الورقي. واحد من أهداف مهرجاننا هو إعادة إحياء قراءة الكتاب الورقي وألا يكون الكتاب الإلكتروني بديلاً عن الورقي".

وتبرعت مكتبات مشتركة في المهرجان بالكتب التي تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، والتي سيتم توزيع الـ 70 ألفاً منها.

ويقف العراقيون في منتصف حديقة أبي نواس جنباً إلى جنب خلف طاولات طويلة وضعت عليها الكتب، وهم يختارون من بين المئات منها ليعثروا على ما يجذب اهتمامهم.

وتنقل الوكالة عن الفنان العراقي محمد هاشم قوله: "الكتب الورقية لم تندثر نهائياً والدليل الإقبال الآن، نرى شباباً صغاراً يحملون الكتب وهم فرحون بها. القراءة بالكتاب والجريدة والورق عموماً لها طعمها الخاص وتأثيرها المميز".

وبعد شهور الصيف الحارة والطويلة التي يتصف بها العراق، استمتع الناس بالطقس اللطيف ووقفوا إلى جانب اللافتات كي يقرؤوا تحت شجرة أو ليتحدثوا عن آخر كتب قرؤوها أو للاستماع إلى مقتطفات من نصوص أدبية تُقرأ بصوت عال عبر مكبر صوت.

"العراق يقرأ" في الموصل

وتشهد مدينة الموصل مشاركتها الثانية فقط من مهرجان "العراق يقرأ"، وبلغت حصة المدينة من الكتب المجانية 8 آلاف كتاب من مجموع الكتب الـ 70 ألفاُ الموزعة على المدن السبعة المشاركة. وقد تبرع بها أساتذة جامعات ودور نشر وأصحاب مكتبات ومطابع وكتاب وشخصيات ثقافية ضمن مجالات منوعة.

وتضمنت فعاليات المهرجان في الموصل، الذي شهد حضوراً كبيراً خاصة من فئة الشباب، عدة معارض للرسم والخط، بالإضافة إلى فعاليات موسيقية ومشاهد مسرحية وفقرات رسم خاصة بالأطفال لتشجيعهم على القراءة والتعلم، وتوقيع كتب لجيل الشباب من بينهم شابات أصدرن كتاباً بعنوان "بيبونات".

المصدر: 
رويترز