تخطي إلى المحتوى
الأستاذ محمد عدنان سالم في ذكرى رحيله الثالثة ( 1932 ـ 20/05/2022) الأستاذ محمد عدنان سالم في ذكرى رحيله الثالثة ( 1932 ـ 20/05/2022) > الأستاذ محمد عدنان سالم في ذكرى رحيله الثالثة ( 1932 ـ 20/05/2022)

الأستاذ محمد عدنان سالم في ذكرى رحيله الثالثة ( 1932 ـ 20/05/2022)

كان الأستاذ محمد عدنان سالم ملء السمع والبصر شعلةً متوقدة منذ أن نشأ، لا يعرف الكلال ولا الهدوء، وإنــمـــا يمضي في حياة حافلة بالعمل والجد والإنتاج، يسير إلى أفق عريض يتطلع إليه في هدف بل أهداف يرسمها، يريد أن يحقق من خلالها رسالته، لا يتراجع عنها.. وهي أهداف يتخذ لأجلها وسائل شتى تنمو بين يديه وتشتعل..

 بدأت نشأته على العلم مع كبار الشيوخ في الجمعية الغراء ذات التوجهات الحرة العالية، ثم في جامعة دمشق فتزود من خير زاد، وأحب العربية وأخلص لها. فلما دخل الحياة العملية دخلها بقوة فكان أهم ما شارك بتأسيسه دار الفكر مع صديقيه محمد وأحمد ابني الشيخ عبد الرحمن الزعبي أحد كبار مشايخه في الجمعية المشار إليها. فأقام صرحاً معرفياً لم يكن لبيع الكتب وإنتاجها، وإنما كان لخدمة الثقافة الحرة والمعرفة، لكل أنواع المعرفة الشاملة غير المتكلسة؛ المعرفة المنفتحة التي تفتح جميع النوافذ، لا تغلق نافذة معها، تقبل ما تراه مناسبا،ً وترد على كل فكر تنكره بحجج شتى.

 لم تكن تقتصر دار الفكر على دمشق، وخصوصاً عندما كانت الأوضاع السياسة الطارئة تعيق الأعمال المطردة، فتطلع الأستاذ إلى الآفاق، فأسس دور نشر جديدة أو ساعد على تأسيسها في عدد من البلاد العربية.

 أراد الأستاذ أن تحقق الدار اسمها الذي وُضع لها، فكانت تهتم بالمؤلفين الذين يحملون رسالة تمتح من قواعد فكرية حضارية.. ومن هنا فلم تكن الدار تقبل فكراً هجيناً أو متخلفاً عن البناء. كما عني بالقراء فكان لهم تشجيع خاص.

غدت دار الفكر وبتوجهات الأستاذ محمد عدنان سالم وشريكيه مكتبة لا كالمكتبات تبيع الكتب وتنشرها وتروج لها، فحسب وإنما مؤسسة تحقق عنوانها في الفكر.

 ولقد صرح الأستاذ أن تجارة الكتب فيها لخدمة أهدافها في الفكر.. وخدمة الفكر لدعم التجارة، فهما عاملان متكاملان يتساندان.

المصدر: 
دار الفكر